* الدمام - حسين بالحارث، طارق الغامدي:
أكَّد مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس خالد بن عبد الله الملحم أن هناك برنامجا موسعا لإعادة هيكلة المؤسسة، يشمل رفع مستوى الخدمة، وزيادة المبيعات، وتحويل المؤسسة إلى شركة قابضة تضم تحت إدارتها عدداً من الشركات تمثل الخدمات غير الأساسية.
وقال الملحم - خلال لقاء استضافته غرفة الشرقية يوم أمس الأربعاء وحضره عدد من رجال الأعمال بالمنطقة -: إننا نشعر بوجود حاجة شديدة لإعادة النظر في وضع المؤسسة بالكامل من خلال برنامج الخصخصة، لأن صناعة الطيران تعتمد على خطط طويلة المدى تعتمد على معطيات السوق، أي إننا بحاجة إلى استراتيجيات واضحة، فالقطاع فيه نمو كبير، فإذا وضعت الخطط بشكل صحيح كانت النتائج إيجابية، لذلك فلدينا خطة تسويقية لزيادة المبيعات، وهذه الخطة تتطلب توسعة نطاق العمل في المؤسسة.
وأكَّد الملحم على أن هناك حاجة إلى إعادة هيكلة الأنظمة في المؤسسة، لتحسين أدائها.. موضحا أنه قد تم تشكيل لجنة إدارية مهمتها إعادة النظر في الأنظمة المالية والإدارية، ما يقتضي ترشيد المصروفات التي تتم بدون عائد، ودعم المصروفات التي لها صفة الاستثمار، التي ندعمها ونشجعها.
وحول الخصخصة قال الملحم: إننا تعودنا أن يقوم الناقل الوطني بكامل الأنشطة، ويقدم جميع الخدمات، وهذا يعطي تكلفة ثابتة، لكن الاتجاه العام في قطاع الطيران في العالم هو تحويل بعض الأنشطة إلى مؤسسات أخرى، كي يخف العبء عن المؤسسة الرئيسية، وهذا سبب رئيس للتخصيص.
وأكَّد أن هناك برنامجا لتسريع عملية تخصيص الوحدات غير الرئيسية بحيث تتحول المؤسسة إلى شركة قابضة، تضم تحتها عدة شركات يملكها مستثمرون أساسيون، وتطرح بعض أسهمها للاكتتاب العام، وهذه الشركات هي (التموين، الصيانة، الخدمات الأرضية، الشحن الجوي) وكل هذه الشركات رابحة وكبيرة، فالصيانة تتعامل مع سوق بـ 5 مليارات ريال، والشحن بأكثر من مليار ريال، وتعد جميعها من أكبر الشركات. ووصف مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية قطاع النقل الجوي بأنه قطاع عامل مساعد للاقتصاد الوطني ككل، وأنه يمر في الوقت الحاضر بمرحلة هامة، من ناحية فتح الأسواق للشركات العاملة في المملكة وفتح الأسواق بين دول المنطقة، وكذلك من ناحية إعادة هيكلة القطاع.. وقال الملحم بأن هناك برنامجا شاملا وكبيرا، لتحسين القطاع، وإعادة هيكلته، ليتلاءم مع التطورات المحلية منها بناء مطارين كبيرين في كل من المدينة المنورة وينبع، وبروز جملة من التطورات والمتغيرات الاقتصادية المتسارعة لعل أبرزها انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية، وتحرير وفتح الأجواء بين دول المنطقة، إضافة إلى التكتلات الدولية والتحالفات الإستراتيجية بين شركات الطيران وتحرير النقل الجوي الداخلي، والمنافسة الكبيرة مع شركات الطيران الأخرى بدول مجلس التعاون الخليجي.
ولمواجهة هذه التطورات المتلاحقة قال الملحم: إن المؤسسة قد وضعت خطوطا عامة للتوجهات المستقبلية أبرزها وضع خطة إستراتيجية للسنوات العشر القادمة، من واقع دراسة متطلبات النمو الاقتصادي في المملكة والمنافسة بين شركات الطيران بالاستعانة بإحدى الشركات الاستثمارية المتخصصة في هذا المجال.. وإعداد خطة تسويقية لتنمية المبيعات وتطوير وسائل التوزيع واستخدام التقنية الحديثة.. ودراسة تركيبة الأسطول الحالي ووضع خطة زمنية لإخراج بعض الطائرات من الخدمة وتحديد ذلك وفق الاحتياجات المستقبلية من خلال التوقعات التشغيلية للسنوات القادمة.
وقال الملحم إنه يجري في الوقت الحالي وضع خطة متكاملة تهدف إلى تحديث الأنظمة الآلية والتوجه نحو النظام الشامل والاستفادة من استخداماته في تحسين الإجراءات والاستفادة المثلى من القوى العاملة، إذ تم تشكيل لجنة إدارية تنفيذية تقوم بدورها بالاطلاع ودراسة الوضع القائم.
وقال إننا نرى المنافسة مع الشركات الأخرى محليا وخارجيا ظاهرة صحية ستساعدنا كي نتوسع، وسوف تمنحنا الفرصة لإعادة النظر في تسعيرتنا المحلية، بحيث تكون منطقية.
وذكر أن ضمن خطوات هيكلة المؤسسة إعادة تنظيم قطاع التدريب، فالسعودية كانت تعد من أفضل المؤسسات التي تقدم هذه الخدمة، نعمل على تطوير ذلك، بحيث يتضمن برنامج الهيكلة تقديم الخدمة للمؤسسات الأخرى المختصة.
وتحدث الملحم عن برنامج لتحسين الخدمات أهمه الاستخدام التقني، بحيث يتم الحجز عن طريق الإنترنت، ويتم إيصال التذكرة وبطاقة دخول الطائرة إلى العميل في منزله أو مكتبه في غضون 24 ساعة، وشراء التذكرة بالبطاقات. وقال إن المؤسسة خصصت وحدة خاصة للعملاء الذين لهم شكاوى، وقد منح العاملون في هذه الوحدة الصلاحيات اللازمة لحل المشاكل. وقال: إن المؤسسة سوف تزيد من مكاتب المبيعات لتوسع قاعدة البيع وتطوير خدمة الرد بالهاتف.
وتحدث مساعد المدير العام التنفيذي للتسويق بالخطوط السعودية عبد العزيز الحازمي عن برنامج الخصخصة مشيرا إلى موافقة المجلس الاقتصادي الأعلى على مشروع التخصيص، مستعرضا خطوات برنامج الخصخصة الذي يتضمن الاستقلال المالي والإداري لكل وحدة، وتحسين مستوى أداء الموظفين، واستيعاب الفائض منهم، وتطوير أعمال الوحدات وتحسين قدرتها على المنافسة.
وقال الراشد: إن موضوع خصخصة الخطوط الجوية العربية السعودية على مراحل يأتي تعبيرا عن مرحلة مهمة في إطار إصلاحات الخصخصة عامة، وخصخصة الخطوط الجوية السعودية على نحو خاص، كما جاء إشارة إلى طبيعة التحديات التي يشهدها قطاع النقل الجوي على المستوى الدولي وعلى مستوى المنطقة، حيث بات هذا القطاع يشهد منافسة حامية، تتطلب مواجهة علمية بخطة واضحة المعالم والملامح، تطويرا لأداء هذه المؤسسة الوطنية الكبرى، وتحسينا لقدراتها التنافسية، وتمكينا لها من التفوق في سوق يراها الكثير من الخبراء واعدة ومبشرة، خاصة في ضوء النمو الذي يشهده اقتصادنا الوطني.
وأضاف الراشد أن اللحظة الراهنة تفرض على جميع مكونات منظومتنا الاقتصادية والخطوط السعودية في مقدمتها، أن تبحث - في تواصل دائم وحوار مستمر - سبل المواجهة المشتركة لتحديات العصر، التي يضاعف من تعقيداتها تلك التطورات السريعة والمتلاحقة التي يعيشها العالم على صعيد تقنية المعلومات والاتصالات.
|