* نيويورك - الخرطوم - الوكالات:
قال تقرير لكوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة إن اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية التي استمرت لمدة 21 عاماً في جنوب السودان ينهار فيما يبدو مع تجاهل أو مرواغة تعهدات هامة.
وإذا نفذ الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في يناير - كانون الثاني عام 2005 فقد يحدث ذلك تغييراً كبيراً في السودان بما في ذلك في تقسيم السلطة والثروات ودمج قوات الأمن.
وأشار التقرير الذي رفع لمجلس الأمن ليل الاثنين - الثلاثاء إلى أن بعض البنود الأساسية بما في ذلك التخطيط للانتخابات وتقسيم عائدات النفط لم تنفذ كما هو منصوص عليها في اتفاق السلام الشامل بين حكومة الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان.
وكتب عنان: (في الوقت الذي ينفذون فيه التزاماتهم الأمنية بشكل معقول فإن تنفيذ العديد من البنود الرئيسة الأخرى في هذا الاتفاق لم تسر وفقاً للجدول الموضوع).
وللأمم المتحدة نحو عشرة آلاف من قوات حفظ السلام في الجنوب للإشراف على تنفيذ الاتفاق والمساعدة في تدريب الشرطة والعاملين في مجال حقوق الإنسان وتوفير خدمات أخرى.
وأنشأت محطة إذاعية حيث لم تكن هناك أي محطات، لكن حكومة الخرطوم تجاهلت الاتفاق مع المنظمة الدولية ورفضت السماح ببث الإرسال في الشمال.
وأكثر من ذلك فقد ذكر التقرير أن بعثة الأمم المتحدة في السودان لم يسمح لها بمراقبة منطقة أبيي الغنية بالنفط.
وتابع التقرير أنه في الجنوب الفقير حيث الطرق الممهدة نادرة أُعيد إصلاح بعض الطرق الممتدة 370 كيلومتراً مما ساهم في عودة أكثر من عشرة آلاف نازح وتوفير المساعدات الغذائية لثلاثة ملايين نسمة وتحصين 4.8 ملايين طفل ضد شلل الأطفال.. لكن المانحين لم ينفذوا تعهداتهم وقدموا 430 مليون دولار من إجمالي 2.6 مليار دولار لازمة لإعادة الإعمار.
وقال عنان أيضاً إن صناديق المانحين التي يديرها البنك الدولي (أثبتت أنها غير مناسبة للوفاء بمتطلبات ما بعد الصراع).. وأضاف أيضاً أن السلام في الجنوب لن يصمد إلى أن تحل الأزمة في دارفور بغرب السودان.
وفيما يتصل بدارفور أيضاً فقد زعم بيكا هافيستو المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي أن حكومة السودان تقصف المدنيين في دارفور في عملية تعيد إلى الأذهان المراحل الأولى لصراع قتل فيه عشرات الآلاف منذ عام 2003.
وقال بيكا هافيستو في الخرطوم بعد زيارة إلى دارفور استمرت ثلاثة أيام إنه شاهد طائرات أنتونوف في دارفور يجري تجهيزها استعداداً للهجوم.. وأضاف أنه شاهد أيضاً أطفالاً بعضهم في الثالثة من العمر أُصيبوا في عمليات القصف.
وقال يان ايجلاند منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية إن 12 من موظفي الإغاثة قتلوا منذ مايو - أيار في أكبر عملية إنسانية في العالم في دارفور حيث يحاول أكثر من 14 ألفاً من عمال الإغاثة إطعام وإيواء أكثر من 3 ملايين من ضحايا الحرب.
|