* الجزائر - محمود أبو بكر:
فجر الوزير أبوجرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم -المشاركة في الحكم- مفاجأة جديدة في حوار تلفزيوني لإحدى القنوات الأجنبية، بقوله (انه ليست هناك أية حاجة ملحة لتعديل الدستور الحالي في الجزائر) والمصادق عليه في سنة 1996 عبر استفتاء شعبي، واعتبر سلطاني أن حركته (لم تر في أية لحظة من التاريخ أن الدساتير التي استفتي حولها الشعب أنها كانت مفتاح كل المشاكل التي تواجهها البلاد).
وأضاف سلطاني -الذي يقود اكبر الأحزاب الإسلامية- وإن كنا نقر بأنه حدثت تطورات على مستوى الأفكار ونضجت الأحزاب السياسية والإعلام أيضا بما يستدعي دستورا جديدا عاكسا لهذه التطورات لكن يبقى أن قضية التعديل ليست ملحة.
يأتي تصريح سلطاني إثر إفراج حزب جبهة التحرير الوطني، (الحلقة الأقوى في التحالف الحاكم، برئاسة رئيس الوزراء الحالي عبد العزيز بلخادم) عن تقديمها لوثيقة أولية حول مسودة تعديل الدستور الحالي باعتبار أن الأوضاع التي صيغ فيه الدستور الحالي قد انتفت وبالتالي هناك حاجة ملحة لتعديل الدستور، وهو الأمر الذي وجد تأييداً ضمنياً من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بينما تباينت مواقف الأحزاب السياسية لا سيما المعارضة منها حول المواد التي يرتقب تعديلها ووفقاً لأي مصلحة.
من جهة أخرى أفادت مصادر أمنية جزائرية مطلعة إن وحدات من الجيش الجزائري، مدعومة بقوات الأمن المشتركة، قد باشرت عملية تمشيط واسعة النطاق بجبال موفورنو ودراف، (غربي الجزائر) في سياق ملاحقة مجموعة إرهابية تابعة لما يسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة الإرهابي لسلوس مداني، خليفة عبد القادر صوان، الذي تم القضاء عليه في السنوات الماضية.
وتنشط الجماعة بهذه المنطقة وحتى أقصى الشمال، وغرباً إلى جبل اللوح في محاولة لتحدي الحصار الأمني المفروض عليها خاصة بعد نفاذ ميثاق المصالحة والسلم الذي تمت المصادقة عليه، وتخلى إثره عدد كبير من الإرهابيين التائبين عن السلاح واستفادوا من إجراءات العفو الشامل.
وحسب المعلومات التي أدلت بها مصالح الأمن، فإن عناصر من الجماعة قد ترددت أكثر من مرة على عبور المحور الرابط بين البروافية ودراف بوسط مدينة المدية التي عرفت اسخن المواجهات بين قوات الأمن والإرهابيين خلال العقد الماضي.
وتأتي عملية التمشيط هذه بعد اغتيال عنصرين من الحرس البلدي-مؤخرا- بمنطقة أولاد حمزة رمياً بالرصاص، لتشهد بعد ذلك الجهة الغربية للمدية أكبر عملية (إنزال عسكري) للمشاركة في عمليات التمشيط التي ستكون حاسمة، حسب مصادر أمنية،.
وحسب ذات المصادر فإن عملية التمشيط تشارك فيها قوات عالية المستوى يشرف عليها مسؤول عسكري كبير، برتبة جنرال، من الناحية العسكرية الأولى، وبدأت مراحلها الأولى بجبال موفورنو ودراف.
في هذه الأثناء، ذكرت مصادر مطلعة، أن مجموعة إرهابية قامت باغتيال راع للغنم بمنطقة خربة السيوف وتم الاستلاء على ماشيته، منتصف الأسبوع الماضي.
بينما كشفت مصادر ذات صلة (إنه بعد التصعيدات الأخيرة للجماعات الإرهابية عبر مناطق مختلفة من الولاية خاصة الجهة الغربية والوسطى والتي تزامنت مع حديث حول استعداد عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال، التنظيم الأكثر دموية، لتسليم أنفسهم لمصالح الأمن بالمدية، وسط جو من الغموض وتضارب التصريحات بشأن تسليم العديد من الإرهابيين أنفسهم.
فالعضو البارز في ما كان يعرف بالجيش الإسلامي للإنقاذ سابقا، المعروف ب (طرشي) قد لقي مصرعه على يد قوات الجيش ،حسبما أوردته مصالح الأمن، عكس ما ذكر بشأن تسليم نفسه.
|