* ديار بكر - (رويترز):
داهمت الشرطة منازل أمس الأربعاء في إطار حملة أمنية كبرى في ديار بكر أكبر مدينة في جنوب شرق تركيا الذي يغلب على سكانه الأكراد بعد أن أدى انفجار قنبلة إلى مقتل 11 بينهم خمسة أطفال.
ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع في وقت متأخر من مساء الثلاثاء في محطة للحافلات بالمدينة التي هي مسرح لصراع ممتد منذ 22 عاماً بين قوات الأمن التركية والمتمردين الذين يقاتلون من أجل دولة مستقلة للأكراد.وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان في تجمع للقادة الإقليميين (حزننا على ضحايا هذا العمل الإرهابي عميق خاصة أن الضحايا كانوا من أطفالنا).وهذا الانفجار هو الأحدث في سلسلة من الهجمات بالمدن التركية بما في ذلك منتجعات سياحية أدت إلى مقتل 16 على الأقل وإصابة نحو 100 في الأسابيع الأخيرة.
وكانت جماعة صقور حرية كردستان الانفصالية التي أعلنت مسؤوليتها عن هجمات في أواخر أغسطس - آب قد هدّدت بتحويل تركيا إلى (جحيم).وقال شهود إن الانفجار فيما يبدو نفذ بواسطة هاتف نقال وسبب حفرة قطرها نصف متر في الرصيف المقابل وأدى إلى تحطم نوافذ منازل ومكاتب مجاورة، وأزال رجال الإطفاء بقع الدماء من موقع الحادث.وقال محمود كوبان أحد السكان والذي كان جالساً في منزله حين وقع الانفجار حين نظرت خارجاً رأيت حمام دم، الجميع أرادوا المساعدة، لكن بعض الأطفال الذين رأيتهم كانوا جثثاً هامدة، ويتلقى 13 شخصاً أصيبوا في الانفجار العلاج في المستشفيات.ووقع الانفجار في الساعة التاسعة مساء (1800 بتوقيت جرينتش) في شارع رئيسي بجوار متنزه.وكانت السلطات قد قالت إن عدد القتلى بلغ سبعة غير أن هذا العدد ارتفع إلى 11 أثناء الليل بعد وفاة ضحايا في المستشفى.
وداهمت الشرطة عدة منازل في حي باجلار، حيث وقع الانفجار وفجّرت عشر حقائب مثيرة للريبة في تفجيرات تحت السيطرة، ولم يعثر على أي عبوات ناسفة في الحقائب.وأقامت الشرطة نقاط تفتيش على الطرق الخارجة من البلدة، وحير الانفجار السكان، حيث إن قاعدة التأييد للمتمردين توجد في هذه المنطقة، وأصدرت جمعية حقوق الإنسان في ديار بكر بيانا يدين الهجوم.وقالت الشرطة إنها تعتقد أن العبوة الناسفة انفجرت بطريق الخطأ وربما كانت تستهدف مقر الشرطة على بعد 1.5 كيلومتر.ونقلت قناة (إن.تي.في) الإخبارية عن رئيس بلدية ديار بكر عثمان بايدمير قوله إن الهجوم محاولة لتخريب جهود الساسة الأكراد لإنهاء الصراع الانفصالي في تركيا.ووقع انفجار أمس الأول بعد يوم واحد من توجيه حزب المجتمع الديمقراطي نداء علنياً لحزب العمال الكردستاني لإعلان وقف لإطلاق النار.ويعارض صقور حرية كردستان ومقاتلو حزب العمال الكردستاني سياسات أنقرة في المنطقة الكردية، ويقال إن هناك صلات تربط بين الجماعتين.وكانت جماعة صقور حرية كردستان قد فجّرت منطقة تسوّق مزدحمة في منتجع أنطاليا الساحلي مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات.وجاء هذا الهجوم بعد تفجير أربع قنابل في منتجع مرماريس المطل على البحر المتوسط في اسطنبول مما أدى إلى إصابة 27 شخصاً.وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح عام 1984 بهدف إقامة وطن للأكراد في جنوب شرق تركيا، وقتل أكثر من 30 ألف شخص منذ ذلك الحين في الصراع الانفصالي. وكانت جماعات يسارية متطرفة وجماعات إسلامية قد نفذت تفجيرات في تركيا فيما مضى.
|