|
انت في"مقـالات" |
|
الجرائم البشعة التي كانت دخيلة على مجتمعنا - للأسف - الآن لم تعد دخيلة ولم نعد نستنكر وجودها، بل أصبحنا نقرأها في الصحف مثلما نقرأ أي خبر محلي عادي، وقد أفردت لها بعض الصحف صفحة متخصصة، أو أجزاء من صفحة للمتابعة، لهذا فإنه يمكن للمتابع أن يتنبأ بحجم ظاهرة الجريمة لدينا سواء التي تقودها عصابات منظَّمة تقبض الشرطة على كثير منها، أو ما يتعلَّق منها بأفراد (مستقلين) يعملون لحسابهم الخاص! من يريد أن يعرف حجم التهديد الذي يمثِّله المجرمون على حياتنا وأنهم استطاعوا أن يغيّروا فيها فلينظر فقط إلى الصيدليات التي أصبح غالبيتها يتعامل مع الزبائن بعد منتصف الليل عبر نوافذ زجاجية صغيرة، وبعضها أصبح يوظِّف رجل أمن لحماية الصيدلية! جرائم بشعة تتمثَّل في الاغتصاب والاختطاف والقتل والسرقات بالإكراه وتحت تهديد السلاح.. ذلك التّوسع في نشاط المجرمين (مواطنين ومقيمين).. وتلك التنويعات الخارجة على القانون لم يقابلها توسُّع في قدراتنا لمواجهتها، فلا تزال أقسام الشرطة هي المعنية بمكافحة الجريمة بالإضافة إلى كل أعبائها الأخرى وتزداد معدلات الجريمة وتنويعاتها وتظل أقسام الشرطة بنفس إمكانياتها المادية والبشرية! ولعلي هنا استشهد بتجربة أخيرة لبريطانيا حيث أنشأت جهازاً جديداً لمكافحة الجريمة على غرار مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي بهدف مواجهة العصابات الإجرامية.. وسوف تختص الوكالة بالجريمة المنظَّمة الخطرة وسيبلغ عدد موظفيها نحو خمسة آلاف.. مكافحة الجريمة لدينا تحتاج إلى مثل هذا الجهاز المتخصص، لكنها أيضاً تحتاج إلى تنسيق بين كافة الأجهزة المعنية لدراسة أسباب تحوُّل بعض شبابنا إلى مجرمين يهددون مجتمعهم ويكسبون الأموال من خلال طرق غير مشروعة! أمام هذا التنامي في معدلات الجريمة لا بد من اتخاذ كافة الوسائل للحدِّ من انتشارها قبل أن تصبح - لا سمح الله - مشهداً يومياً في أحيائنا وشوارعنا!! |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |