* كتب - مندوب الجزيرة:
اليوم تحتفل عروس البحر الأحمر، بافتتاح واحد من الإنجازات الضخمة التي يرعاها الفيصل القائد ويفجر انطلاقتها جلالته، واليوم نقف جميعاً أبناء هذا الشعب لنرى الفيصل وهو يلتقي بأبناء شعبه البررة ليقدم لهم المفخرة الكبرى والإنجاز الضخم، المتمثل (بميناء الملك فيصل البحري بجدة).. ومع هذا الإنجاز نمضي لنرى..
تاريخ ميناء الملك فيصل
لقد كان لميناء جدة تاريخ حافل وطويل، فلقد استعمل منذ بدء التاريخ بواسطة السفن الشراعية في طريقها تحمل العاج وريش الطاووس وخشب الصندل واللبان والأقمشة الذهبية والبهارات وخشب الماهوجاني وخلاف ذلك من الأشياء ذات القيمة إلى البلاد المتحضرة في ذلك الوقت على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.ونجد أول ذكر عن ميناء جدة في التاريخ الإسلامي عندما نقله الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه من موقعه القديم على شعب رأس الأسود (الذي يقع إلى جنوب موقع جدة الحالي وعلى بعد اثني عشر ميلاً تقريباً) إلى موقعه الحالي في عام 647 ميلادي.ومنذ ذلك الوقت قام الميناء بأداء وظيفة ميناء الحجاز الرئيس ودخول البضائع إلى وسط الحجاز، ولقد نشأت حوله مدينة مزدهرة لخدمة الحجاج واستقبال البضائع، لكن ميزان التجارة كان موسمياً يزداد خلال موسم الحج ولقد كانت تنقل البضائع بواسطة السنابيك الخشبية الكبيرة حيث تفرغ على الشاطئ ومن هناك يأخذها التجار مباشرة إلى مستودعات خاصة بهم لتخزين البضائع حيث لم يكن هناك أي مستودعات في منطقة الميناء القديمة.وبعد إنشاء سكة حديد الحجاز أثناء الحكم التركي انخفض معدل الواردات المارة بميناء جدة بدرجة كبيرة، لكن الميناء استمر كقاعدة بحرية تركية تحرس البحر الأحمر، كما استمر ورود الحجاج القادمين من إفريقيا وآسيا عن طريقه.ولم تحدث أي تحسينات على ميناء جدة خلال الحربين العالميتين الأخيرتين، لكن في عام 1949 ميلادي أوصلت جزيرة المفسكة بمدينة جدة بواسطة طريق بري وتم إنشاء رصيف حديث يمكنه استقبال سفينتين اثنتين بطول 170م كما أنشئ رصيف صغير لاستقبال السفن التي لا يزيد طولها عن 100م وكذلك تم انشاء رصيف لاستقبال الصنادل بطول 200م.كما أنشئ مزلقان بحري للصنادل وورشة بحرية صغيرة ومستودعات لتخزين البضائع مساحتها 24.000 متر مربع.. وبعد ذلك بقليل زيدت مساحة مخازن البضائع بحوالي 17.500 متر مربعوفي عام 1961م انتقلت مسؤولية إدارة الميناء إلى وزارة المواصلات وصاحب ذلك حركة الازدهار الحالية وازدياد ورود البضائع إليه.وتطبيقاً لسياسة الحكومة الإنمائية وفي الخامس والعشرين من شوال عام 1383هـ الموافق للتاسع من شهر مارس عام 1964م اتفقت وزارة المواصلات مع شركة استشارية عالمية هي شركة (سير ويليام هاكرو وشركاه) البريطانية للقيام بدراسة شاملة لاحتياجات الميناء خلال الخمسين سنة القادمة مع إعداد مخطط للمرحلة الأولى من التوسعة لمقابلة احتياجات الميناء للسنوات العشر المقبلة.وقد قامت الشركة المذكورة بتقديم نتائج دراستها هذه في شهر جمادى الأولى عام 1384هـ - سبتمبر 1964م وقد اشتملت الدراسة على التوصيات والاقتراحات التالية:
1 - زيادة الطاقة الاستيعابية للميناء إلى مليون ونصف المليون طن سنوياً لسد احتياجات العمل حتى عام 1394هـ - 1974م وذلك بإنشاء ثمانية مراسٍ بعمق 11م.
2 - أن يؤخذ في الاعتبار إمكانية زيادة عدد المراسي أثناء فترة التنفيذ إلى عشرة مراسٍ وبحيث تشتمل التوسعة النهائية على (16) مرسى على الأقل يمكنها استيعاب 3 ملايين طن من البضائع سنوياً.
3 - إنشاء مزلقان وورشة بحرية خلال المرحلة الأولى وعلى أن يأخذ المخطط النهائي للتوسعة في الاعتبار إمكانية إقامة حوض جاف لإصلاح وبناء السفن الكبيرة حمولة 10.000 طن.
4 - بناء سقائف انتقالية على جميع المراسي الجديدة باستثناء مرسى واحد لمناولة المثقلات والبضائع المصندقة ويمكن الاستفادة منه في المستقبل لإنشاء صوامع للغلال كاملة مع التجهيزات الميكانيكية اللازمة للتفريغ.
5 - توفير العدد اللازم من الأوناش الساحلية للتفريغ من البواخر وتزويد الميناء بالمعدات الميكانيكية الأخرى كالأوناش والرافعات الشوكية لإدخال نظام العمل الميكانيكي في المستقبل.
6 - تشييد مبانٍ حديثة لجميع الإدارات والأجهزة الحكومية العاملة في منطقة الميناء وإقامة صالة حديثة لاستقبال الحجاج القادمين عن طريق الميناء.
7 - توفير شبكة لاسلكية للاتصال بين مراقب المرفأ والسفن المستخدمة للميناء.
8 - المحافظة على الفرضة البحرية ومخازن التخزين الموجودة في الميناء وذلك إلى أن يجري استبدالها أو الإضافة عليها بعد إعداد الدراسات التفصيلية للمرحلة الأولى من التوسعة، ثم طرح المشروع في مناقصة عالمية في أواخر عام 1386هـ - 1966م وتم ترسيته بعد ذلك بقليل على شركة أريكرودون بمبلغ إجمالي قدره 124.000.000 ريال تقريباً.
وفي أثناء التنفيذ ونظراً لخطوات التطور السريعة التي مرت بها المملكة العربية السعودية فقد اضطرت وزارة المواصلات إلى إدخال عدة تعديلات على المشروع يمكن تلخيصها كما يلي:
1 - زيادة مرسيين آخرين حيث بلغ مجموع المراسي التي تم تنفيذها عشرة مراسٍ عميقة.
2 - زيادة عدد السقائف الانتقالية وإنشاء مستودعات جديدة لتخزين البضائع داخل منطقة الميناء.
3 - زيادة المباني والطرقات والساحات المرصوفة وتوفير الإضاءة الشاملة على الساحات المكشوفة للعمل الليلي.ومع البدء في مشروع التوسعة للميناء قامت وزارة المواصلات بدراسة تطوير النظام الإداري للميناء وفق أحدث الأسس الإدارية الحديثة، وقد تم اتخاذ خطوات واسعة لإعادة تنظيم جهاز المديرية وتطويره.
الموقع
يقع ميناء الملك فيصل بجدة على الشاطئ الغربي للمملكة العربية السعودية على البحر الأحمر حسب التفاصيل التالية:
خط الطول 28 21 شمالا
خط العرض 10 39 شرقا
والميناء تحده وتحميه عدة جزر وشعاب مرجانية.
* المداخل البحرية:
تُوجد ثلاثة مداخل بحرية للميناء خلال الشعاب المرجانية:
أ - المدخل الشمالي.
ب - المدخل الجنوبي.
ج - المدخل المتوسط.
ولقد تمَّ إنشاء الميناء على جزيرة تسمى جزيرة المفسكة ومساحتها حوالي 1200 فدان ويتصل الميناء بمدينة جدة بطريق أسفلتي مزدوج.
* حدود الميناء:
تقع حدود الميناء بين الموازي الممتد من البر والموازي (6 39) شرقاً وبين الموازي 27 21 الموازي 31 21 شمالاً.
* الأحوال الجوية:
اتجاه الرياح يكون عادة من الشمال الغربي وهي هادئة ويندر وقوع الرياح والعواصف، وتشكل الشعاب المرجانية التي تحد من قوة الأمواج حماية طبيعية للميناء، فلا ترتفع الأمواج في داخل الميناء أكثر من متر ونصف المتر، أما المد والجزر الخاص بالمحيط الهندي فليس له أي تأثير إطلاقاً على البحر الأحمر نظراً للتركيب الهيدروجرافي لباب المندب، لكن تُوجد موجة مد متذبذبة طولية بحيث تعطي مداً في طرف من البحر الأحمر وجزراً في الطرف الآخر، ولكن لا يوجد أي تأثير للمد والجزر في ميناء جدة وكذلك لا تتأثر الميناء بالتيارات الناتجة عن المد والجزر، والفرق بين ارتفاع الماء صيفا أو شتاء هو حوالي 50 إلى 60سم فقط والرؤية في ميناء جدة جيدة ولكن يحدث أحيانا أن تتعذر الرؤية بسبب الأتربة التي تنقلها الرياح الموسمية ويحدث ذلك نادراً ولفترات بسيطة جداً.
* المناطق التي يخدمها ميناء الملك فيصل:
لما كان ميناء الملك فيصل هو الميناء الكبير الوحيد من نوعه على الشاطئ الغربي لشبه الجزيرة العربية فإن الميناء يخدم كل المناطق المجاورة للجزء الغربي من الجزيرة والتي تعتبر من أهم المناطق المزدحمة بالسكان بالمملكة، ويقوم الميناء بدور حيوي في التنمية الاقتصادية والتجارية في المملكة العربية السعودية.
* وسائل المواصلات:
تعتبر جدة محوراً للطرق في الجزء الغربي من شبه الجزيرة العربية حيث تغذي المدينة المنورة في الشمال ومكة والطائف والرياض شرقاً، وتربط شبكة الطرق التي أنشئت حديثاً مدينة جدة بالأردن في الشمال وكذلك الأراضي الزراعية الخصبة في منطقة عسير وجيزان في الجنوب.
* الإرشاد :
الإرشاد إجباري وضرورة في ميناء جدة ويقوم بعملية الإرشاد هيئات خاصة.
* الصنادل:
لدى الميناء في الوقت الحالي (27) صندلاً حمولتها الإجمالية 8000 طن وبالإضافة إلى صنادل إدارة الميناء توجد صنادل تابعة لبعض الشركات الملاحية حمولتها الإجمالية حولي 20000 طن.
* القاطرات البحرية:
يوجد بالميناء قاطرتان هما الرياض وقوتها 600 حصان والأمان وقوتها 1100 حصان وقد تم التعاقد مع احد أحواض بناء السفن على إنشاء قاطرتين قوة كلا منهما 1200 حصان وينتظر وصولهما في القريب العاجل.
* مكافحة الحريق في البحر:
يوجد لنش لمكافحة الحريق مجهز بجميع التجهيزات اللازمة لمقاومة الحريق في السفن في منطقة الميناء.
* المزلقان البحري:
يوجد بالميناء مزلقان بحري حديث يمكنه استيعاب السفن التي يبلغ طولها 70 متراً.
* مخازن المنتجات البترولية:
توجد خزانات لتخزين البترول ومنتجاته وتتصل هذه الخزانات بواسطة خطوط أنابيب بمنصة خاصة لتفريغ البترول ومنتجاته من الناقلات وضخه إليها، ويمكن للسفن التجارية التزود بحاجتها من الوقود بواسطة الصنادل.
* مستودع المبردات:
لقد تم عمل غرفة للتبريد داخل منطقة الميناء حجمها (58) متراً مكعباً وذلك في الشقيفة الانتقالية رقم (5)، ولتخزين الأدوية وخلافها التي يحتاج تخزينها إلى درجة حرارة منخفضة، ويوجد عدة ثلاجات كبيرة خاصة داخل مدينة جدة لتخزين البضائع المثلجة أو المبردة.
* الواردات والصادرات في ميناء جدة:
يقوم الميناء بشكل عام بمناولة البضائع التالية:
- الواردات: أرز، سكر، دقيق، شعير، قمح، البترول، ومشتقاته، الآلات الميكانيكية، السيارات، الأقمشة، الخشب، الحديد، الجبس، الماشية، المعلبات، البويات، الكبريت، مواد البناء، البضائع العامة، الفواكه، الخضروات.
- الصادرات: الجلود والصابون.
* طاقة الميناء:
تبلغ طاقة الميناء القصوى حوالي مليوني طن سنوياً من البضائع العامة ويقوم الميناء حالياً بمناولة حوالي 1.1 طن سنوياً ويتراوح عدد السفن التي ترد إلى ميناء جدة سنوياً بين 1200 و1300 سفينة ويقوم الميناء باستقبال حوالي 150.000 راكب سنوياً أغلبهم من الحجاج وكذلك يقوم الميناء باستيراد حوالي 1.5 مليون سنوياً من رؤوس الماشية أغلبها من موانئ شرق إفريقيا التي على البحر الأحمر.
* التعميق والقناة البحرية:
لقد عمق الميناء بأجمعه حتى 11 متراً ولقد وسعت مداخل الميناء لسهولة الدخول والخروج في أي وقت في النهار ولم تستعمل الملاحة الليلية حتى الآن، لكنها تحت البحث ويرجح أن يتم استعمالها في القريب العاجل.تقرير عن حالة العمل والتشغيل في ميناء الملك فيصل (رجب 91 إلى جمادي الثاني 92هـ) 22 مايو 1971 إلى 9 أغسطس 72مفيما يلي تقرير عن حالة العمل والتشغيل في ميناء الملك فيصل خلال السنتين الماليتين 90 - 91 هـ و91 - 92 هـ وذلك لإعطاء القارئ فكرة واضحة عن التقدم الذي استطاع الميناء إحرازه في هذا المجال وبصفة عامة فقد تميز العمل والتشغيل خلال هاتين الفترتين بالملاحظات التالية:
1 - في عام 91 - 92هـ استقبل الميناء (1.045.231) طنا من البضائع العامة مقابل 833.350 طن في العام السابق خلال نفس المدة أي بزيادة مئوية قدرها 18.33%.
2 - أما بالنسبة للمنتجات البترولية التي استقبلها الميناء خلال عام 91 - 92هـ فقد ازدادت هذه بمقدار 39.31% عما استقبله الميناء خلال العام السابق كذلك زاد استيراد الماشية بنسبة 4.97% كما زاد استيراد السيارات زيادة كبيرة قدرها 62.4%.
3 - ازداد إجمالي عدد البواخر القادمة إلى الميناء من 1138 باخرة خلال عام 90 - 91 إلى 1251 باخرة خلال عام 91 - 1392هـ أي بزيادة قدرها 9.9%.
4 - ازدادت نسبة عدد البواخر المحملة بالبضائع بنسبة قدرها 10.1% خلال نفس الفترة.
|