الجهاز الهضمي وأسباب تهيجه

في الجهاز الهضمي يوجد توازن عصبي ثابت غريزيا بين قسمين متضادين: القسم الأول ويعرف بالودي، والقسم الثاني ويعرف بنظير الودي ومن خلال تضادهما تستفيد الوظائف الهضمية على آلية منتظمة متتابعة.. والاضطراب العصبي يعني اختلال هذا التوازن وبالتالي يؤدي إلى اضطراب الوظائف الهضمية وهذا يؤدي إلى علل عضوية عديدة، أضف إلى ذلك أن دور الجهازين ودي وغير ودي وهو مراقبة وتناسق تنبيه الأحشاء وتناوب القبض والإسهال وتردد الضعف والشدة في الإفراز إذا فالناحية العصبية سببا في ظهور كثير من الأمراض العضوية أو الوظيفية في جهاز الهضم فإذا كانت الحالات النفسية والعصبية تؤثر مثلا على الوجه الذي يتناوبه الاحمرار أو الشحوب فهذا يظهر أيضا في الأحشاء فتشتد دوراتها أو تضعف وإذاما تكررت هذه الاضطرابات تظهر العلل الوظيفية المزمنة وتبدأ بحالات مرضية مختلفة،وان تهيج القولون من أكثر الأسباب التي تجبر المريض على مراجعة عيادات أمراض الجهاز الهضمي ومع ذلك فإن أسبابه تبقى غير معروفة بالتحديد فهو ظاهرة مرضية وظيفية وقد تكون وراثية وقد يبقى الاستعداد لها كامنا مدى الحياة إلا أنها تختص بالاشتداد من وقت لآخر كتعبير لاضطراب اجتماعي أو نفسي أو غذائي ومن الضروري نفي وجود أي علة عضوية قبل التحدث عن إمكانية علة وظيفية، ولقد أجريت دراسات عديدة لمعرفة أسباب التهاب القولون التشنجي وقد أوضحت هذه الدراسات حركة القولون لدى هؤلاء المرضى حيث أن تقلصات شديدة تعقب كل طعام بشكل أشد من الحد الطبيعي وأن التقلصات الحلقية للأقسام العضلية الدائرية في القولون تزيد في الضغط داخل لمعة القولون ولكن هذه الاضطرابات الحركية لا ترافق دائم الألم علما أن الدراسات التي أجريت حتى الآن تقول بأن الاضطرابات العصبية والنفسية لها أثر في حدوث المرض، أما بالنسبة للأعراض فهي تختلف من مريض لآخر كما تختلف لدى المريض نفسه من وقت لآخر فتتناوب حالات الإمساك وطرح البراز مع آلام في الحفرة الحرقفية اليسرى في منطقة الأعور وحين تشتد الآلام في الحفرة الحرقفية اليمنى يتردد تشخيص التهاب الزائدة الدودية عند ذلك يوضع المريض تحت الملاحظة لعدة ساعات للتأكد من أعراض هذا المرض (الحرقفية أسفل البطن من اليمين أو اليسار) وليس لهذا المرض علاقة بنوعية الجنس فهو نتيجة لما قد يتعرض له الشخص من مشاكل أهمها الضغوط النفسية والتي يتساوى بها الرجال والنساء في هذا العصر