Monday 4th September,20061111العددالأثنين 11 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"عزيزتـي الجزيرة"

الحناكي في رد على ثلاثة كتاب: الحناكي في رد على ثلاثة كتاب:
محمد آل الشيخ وأميمة الخميس وفاطمة العتيبي رفعوا الراية البيضاء مع أحداث فلسطين ولبنان

فيما كنت أقلب صفحات جريدتنا الغراء الصادرة بالرقم 12351 اطلعت على مقالات للأساتذة محمد عبداللطيف آل الشيخ وأميمة الخميس وفاطمة العتيبي، ومحور أحاديثهم الأحداث الساخنة التي جرت مؤخراً في فلسطين ولبنان.. آراؤهم ورؤاهم جاءت لتكريس (ثقافة الاستسلام) ورفع الراية البيضاء.. وأطنبوا في توبيخ الضحية ونجا من أقلامهم الجلاد.. بمبرر أن المقاومة عبث ودمار للحياة وإراقة دماء دون طائل..! ولا جدوى من اقتلاع عين عدوك مقابل عينك؛ لأن العالم سيصبح أعمى.. أي لا مانع من انقراض العرب والمسلمين والتضحية بهم حتى يعيش العالم..! فلسطين محتلة والعراق تحت الاحتلال والجزر الإماراتية الثلاث محتلة وسبتة ومليلة المغربيتان محتلتان والجولان السورية محتلة.. الغزاة يدوسون أرض العرب غدوة ورواجاً وأميمة تقول إن العالم العربي يعيش (وهم)! طمع الغزاة في احتلال أرضه!
الدعوة إلى التمرغ بمستنقع الذلة والخنوع والاستكانة للظلم والهوان ليس من شيم الإنسان السوي ومن لديه ذرة من الكرامة والإباء.. ولم يكن أبداً من جبلة ولا من طباع الإنسان المسلم والعربي.. حتى في جاهليته كان العربي لا يرضى بالضيم والهوان، وقد قال قائلهم (عنترة):


لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

أميمة جنحت كثيراً وهي تصف مبدأ المقاومة ب (الهرطقات الدموية)! وتصف (مقاومة الغزاة) بثقافة القتل والموت والتدمير..! جميع شعوب الأرض تؤمن بمبدأ مقاومة الاحتلال والغزاة حتى الشعوب الغربية التي توصف أنها شعوب محبة للسلام والمقبلة على الحياة! لم تستسلم للغزاة بحجة أن هذا تدمير للحياة.. فالفرنسيون قاوموا الاحتلال الألماني النازي لبلدهم والولايات المتحدة الأمريكية لم تتحرر من الاستعمار الإنجليزي إلا بالثورة المسلحة.. بل حتى الحيوانات إذا تعرضت للخطر كشرت عن أنيابها ومخالبها ودافعت عن نفسها بكل ضراوة.
محمد آل الشيخ طرح آراء متناقضة، فهو يقول العربي يعشق العنف ويكره السلم وأن الشعوب الغربية أسقطت مبدأ الحرب من قاموسها، ثم يذكر أن المنطقة العربية لم تشهد حرباً حقيقية منذ اجتياح التتار..!! الشعوب التي وصفها بالمحبة للسلام أضرمت قبل نصف قرن فقط أكبر حرب مدمرة في تاريخ البشرية حصدت أرواح 55 مليون إنسان.. فمن الذي يعشق العنف وشن الحروب؟ الشعوب الغربية لا شيء يدعوها لشن الحروب وأراضيها سالمة من الغزو والعدوان.. وعندما حدثت هجمات 11 سبتمبر الخاطفة ما زالت أمريكا ومنذ أعوام تشن حروباً متواصلة في منطقتنا وبمباركة من شعبها لتسقط دولتين مسلمتين مقابل برجين سقطا لديها!
فاطمة العتيبي تصف روح المقاومة بأنها تعبر عن فكر دموي متأصل بيننا..! ثم تشرق وتغرب وتجرم الأجيال التي قالت إنها تؤمن بالعنف والموت ومصادرة حق الحياة..
وتطرح رأياً غريباً فتقول: (أن تصادر حق الناس في الحياة وأن ترى موتهم هو الحل حتى لو لم تقذف بقنبلة.. فأنت شريك في القتل وتغذية الإرهاب). ولكن لم توضح من هذا الذي يصادر حق الآخر بالحياة؛ هل هم الإسرائيليون أم الآخرون؟! حتى لا تبدأ الأمور بالاختلاط والتشويش ويضيع الحق بالباطل..! ولمحاولة إقناعنا بآرائها تواصل خلط الأوراق، فتعرج بحديثها عن الإرهاب.. وتتحدث عن المراكز والمعسكرات الصيفية والمدارس والأنشطة الشبابية.. تريد أن تقول من يتعاطف مع مقاومة الغزو الإسرائيلي فهو إرهابي!
إذا تصورنا أن رمي السلاح والانبطاح هو الوصول والضمانة للحياة واستمرارها، ففي القرآن الكريم الأمر مختلف.. الحرب والقتال ودرء الغزو والعدوان قد يكون هو السبيل الوحيد لاستمرار الحياة والحفاظ عليها وبقاء الإنسان ومصالحه، قال تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ}251 سورة البقرة. وقال سبحانه: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}40 سورة الحج. وأذن عز وجل لمن ظُلم أن يدافع عن نفسه {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} 194سورة البقرة. ونبه القرآن إلى أن هناك ما هو أخطر من القتل والقتال: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}191 سورة البقرة.. هؤلاء الغزاة إذا تمكنوا من المسلمين لن يعاملوهم بأي رحمة أو شفقة {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} 2سورة الممتحنة. وقال: {لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} 2 سورة التوبة. ولو صنعوا من جلود المسلمين نعالاً لن يرضوا عنهم إلا بشرط {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} 120 سورة البقرة.. أخيراً عندما قرأت هذه المقالات تداعت إلى ذهني قصة المستعمر الأجنبي الذي وقف بجانب جثة إفريقي وهو يقول: كم هو متوحش..! قالوا: وكيف هذا؟ قال: عضني بيدي عندما أردت إطلاق النار عليه.. فسياسة التسامح (إذا صفع خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر) غير مجدية مع اليهود قتلة الأنبياء والرسل.. والسلام عليكم.
صالح بن سليمان الحناكي

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved