قرأت ما نشر في جريدة (الجزيرة) ليوم الأربعاء 15-7- 1427هـ، العدد (12368) حول التحليل السياسي في خطب الجمعة للكاتب محمد بن عبدالعزيز الفيصل وبعض التعقيبات التي نشرت في نفس الجريدة، ونقول وبالله التوفيق:
أولاً: إن الكاتب والإخوة الذين عقبوا على الموضوع رغم حساسيته تبدو غيرتهم على الدين وأهله، ونحمد الله عزّ وجلّ أن هيأت هذه الدولة وزارة تعنى بالمساجد والخطباء والأئمة ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية، كما أن ولله الحمد في هذه البلاد المباركة جميع خطبائنا من علمائنا ودعاتنا على قدر المسؤولية. ولكون لكل قاعدة شواذ، والشاذ لا حكم له، ولكون الدين النصيحة، فالتهجم على الكاتب ورميه ببعض العبارات لتكون المناصحة بهذه الطريقة وبنفس الأسلوب لا يليق، كما أن الكاتب لم يعمم، بل قال بعض أي قلة قليلة قد لا تذكر، أما خطباؤنا فمنهم العالم والدكتور والداعية، فلماذا تعميم القول من الإخوة المعقبين؟.
ثانياً: أخذ الشاذ منهم وهم قول الكاتب: (فالحديث عن الموضوعات السياسية الدقيقة الحساسة، وتحليلها والفصل فيها عبث) وهذه والله حقيقة موجودة في خطيب مسجد من المساجد الموجودة في بلدتنا، ولقد سئمه الناس، فكل ما يتردد في وكالات الأنباء تقريباً من الأحداث ينقل لنا عبر هذا المنبر، منها على سبيل المثال غرق إحدى الغواصات الروسية في أحد البحار، فما هو الهدف والحكمة من الحديث عنها، وأيضاً في قول الكاتب: (أتعجب من بعض خطباء الجمعة الذين سخروا هذا المنبر الإيماني الجليل لخدمة أفكار أفضل ما يمكننا أن نقول عنها إنها أفكار غير سوية).. أيضاً هذه واردة. ونفس هذا الخطيب قد حدث (مشكلة) بين أهالي هذه البلدة، والمشكلة تتعارض مع مصالح هذا الخطيب فوجه خطبة عن هذا الموضوع ورمى الناس بالنفاق بقوله: (يا من آمنت ألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم)، يرمي الناس بالنفاق، وجعل هذا المنبر لمصالحه. وأيضاً إذا توفي أحد أقاربه ذكره في الخطبة وأخذ يمجد فيه وكأنه أحد علماء المسلمين أو من ولاة الأمر، كما أنه ينطبق عليه قول الكاتب: (أضف إلى ذلك أنهم لا يملكون أقل أو أدنى مستوى من الوعي)، فهو لا يحمل أي مؤهل علمي ويا ليته معلم لقول الشاعر:
قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا |
فهذا الخطيب يستغل هذا المسمى أنه إمام وخطيب لتحقيق مصالحه وللوصول إلى غايته.. مع أن الوزارة قد بدأت ولله الحمد في وضع شروط للخطباء أن يكونوا من خريجي الجامعات، وجامعاتنا ولله الحمد والمنّة تخرج آلاف الطلبة المؤهلين لاعتلاء مثل هذه المنابر. ولكون هذا الخطيب ينطبق عليه قول الكاتب، لا يعني أن جميع الخطباء مثله، لا.. بل هو من الشواذ والشاذ لا قاعدة له، فنحمد الله عزّ وجلّ على نعمة الإسلام وأنْ منّ علينا بنخبة من خطبائنا في جميع المساجد في هذا البلد المبارك إن شاء الله.
ثالثاً: إن الرد والنقد يكون هدفنا لا بتجريح ولا بكلمات مهينة سافرة كما قيل في الأمثال: (كلك عيوب وللناس ألسن)، فالتمادي في مثل هذه الهجمات والتراشق بالكلمات قد يجر الموضوع إلى أبعد من ذلك، وكما قال الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأت بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم |
فهذه مناصحة لكل من أراد الإساءة إلى هذا الدين، فإياكم أن يؤتى الدين من قِبلكم.
سعيد محمد آل علي/العيينة |