تقوم الدولة الرشيدة - أعزّها الله وحفظ لها قيادتها وأدام عزَّها وأمنها - بتوفير كافة سبل الراحة، وتقديم أفضل الخدمات الضرورية لجميع المواطنين والمقيمين على تراب هذه الأرض الطاهرة .. بل أصبحنا بفضل الله ثم بفضل تلك الخدمات، نواكب معظم الدول المتقدِّمة التي سبقتنا، إن لم نكن أفضل منها. وقد سهَّلت التكنولوجيا الحديثة سرعة إنجاز المعاملات وحفظها، والرجوع لها عند الحاجة عن طريق جهاز الحاسب الآلي (الكمبيوتر)، الذي حقيقة يعتبر الشريان الرئيسي لأيِّ دائرة حكومية أو قطاع خاص. وكما نعلم فإنّ هناك جهات حكومية لديها جميع المعلومات الشخصية لأيِّ مواطن أو مقيم، يتم الرجوع إليها عند الضرورة فقط، كوزارة الداخلية والاتصالات السعودية والمرور والأحوال المدنية، وغيرها من الجهات ذات العلاقة، ولكن ما يثير التساؤل والدهشة هو وجود بعض الموظفين في تلك الجهات يقومون بإعطاء المعلومات لأيِّ صديق لهم يطلب منهم ذلك .. فعلى سبيل المثال إذا كنت تعرف أحداً في المرور ما عليك إلاّ إعطاؤه رقم لوحة السيارة المراد معرفة اسم صاحبها ومعلوماتها .. فمن الذي سمح لهؤلاء بتسريب المعلومات وكشف أسرار الناس وهل يقبلون ذلك على أنفسهم أو أحد أفراد عائلتهم .. ألم يؤدِّ هؤلاء القسم بأن يكونوا مخلصين لله ثم لمليكهم ووطنهم، مؤدِّين جميع أعمالهم بأمانة وإخلاص وفي غير معصية الله عز وجل؟ .. إنّني ومن واقع المسئولية والأمانة والوطنية الحقيقية، أرى أن يتم وضع دراسة جيدة لتلك المشكلة واتخاذ الحلول المناسبة للقضاء على هذه الظاهرة، وأن يكون إخراج المعلومات الشخصية لأيِّ مواطن أو مقيم بشكل رسمي، وأن يُكتب اسم الموظف الذي تم إخراج المعلومات بواسطته كاملاً ورقمه الوظيفي وتوقيعه واسم الجهة الطالبة ومن أجل ماذا. وأن يتم محاسبة كلِّ من يخالف ذلك وتطبيق أشدّ العقوبة بحقه، حتى تكون العملية سليمة وصحيحة، ونكون بذلك حافظنا على أسرارنا ومعلوماتنا، ومنعنا التلاعب الصادر من ضعفاء النفوس.
وفَّق الله قيادتنا وحكومتنا، وحفظ الله شعبنا السعودي، وجمع كلمتهم تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|