في يوم الثلاثاء الموافق 21 رجب عام 1427هـ فقدنا عزيزاً وأخاً صديقاً أخذه الموت في لحظة وكان لوفاته الأثر الكبير في نفوسنا جميعاً، وفي نفس كل من عرف أخي الصديق الراحل عبدالله بن محمد النصار. هو وأهله ذهبت أسرة كاملة يعيشون تحت سقف واحد انتقلوا إلى رحمة الله إثر حادث مروري مروع على طريق عفيف أثناء سفرهم للديار المقدسة. ورغم مرارة وحسرة فراق أخينا وزميلنا عبدالله الا اننا راضون بما قدر الله، وهذا أمر الله وقضاؤه فنحمد الله على كل شيء وعلى قضائه وقدره وفي الأثر قيل: (عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه) وعندما أتكلم عن هذا الصديق رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة وعندما أتكلم عن سيرته وأنا واحد من زملائه المقربين إليه وشهادتي فيه مجروحة وكان رحمه الله محبا للخير وداعيا إليه وقد كان آخر لقاء لي به رحمه الله في منزل الأخ الأستاذ محمد بن فهد السعدون. أبو فهد وكيل مدرسة ابن عقيل الابتدائية، كان من أعز الناس اليه والمقربين كذلك اليه ودائما يسأل عنه وعندما أخبرته بوفاته حزن حزنا شديدا وتألم على فراقه ولا يمكن ان يجعل الانسان الحزن رفيقا له في هذه الحياة فالحزن يأتي في فترة أو أزمة إنسانية يجعل من قلب الانسان موقعا له ويؤثر في حياته بشكل واضح وربما في بعض الاحيان يكون مستمرا طبقا للموقف الذي تعرض له ومكانة الانسان الذي فقده في هذه الحياة التي هي محطة يلتقي فيها الأحبة والأصدقاء ولكنها لا تدوم فسرعان ما يودع الانسان أمه أو أباه أو أخاه أو أخته أو صديقه فهي ليست حياة دائمة ونحن بالأمس القريب ودعنا أسرة أو عائلة كاملة وهي عائلة النصار الذي فجعت أهل بريدة بذلك الحادث الشنيع وانتشر الحديث في أوساط الناس وكان رحمه الله مؤذن مسجد وحافظا القرآن ومدرس حلقة ذكر في المسجد وكان رحمه الله تعالى رجلا بشوش الوجه عذب الكلام طيب الخلق احبه الصغير والكبير وكان رحمه الله مزاح في كلامه وطيب النفس وحسن المعاملة وصدق الكلام وينصح من أخطأ.
الآن بدأ حبر قلمي يجف ولكن قلبي مليء بالكلمات التي تسطر بك حبا وبفقدك حزنا.
أسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته ورضوانه وان يسكنه فسيح جناته وان يجمعنا به في الفردوس الأعلى مع النبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وأخيراً أقول ان العين لتدمع والقلب ليحزن وانا على فراقك لمحزونون.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
|