حينما زرت (إدارة مراكز الأحياء في مكة) رأيت جزءاً من الحلم يتحول إلى واقع معاش، مجموعة من الإخوة الكرام يبذلون جهودهم بدعم من إمارة مكة المكرمة، ومن رجال الأعمال المحبين لعمل الخير، وبتعاون ملموس من الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة، ومتابعة مباشرة من الأستاذ الكريم (عبدالله الفايز) وكيل إمارة مكة المكرمة، يبذلون جهودهم رافعين (شعار تعظيم البلد الحرام)، منطلقين في تنفيذ ذلك من خلال خُططٍ توصّل مع المثابرة - بإذن الله - إلى ما يريده كل مسلم من تعظيم بيت الله العتيق وبلده الحرام، ومن إثارة الإحساس بعظمة تلك المَواطن المباركة وأهميتها في نفوس المسلمين.
(مكة المكرمة) هذا الاسم الجميل الذي يلتفّ حوله التاريخ العريق إطاراً من أجمل الجواهر وأغلاها، وتمتد أمامه مسيرة الزمان الطويل بساطاً من خيوط الشمس، وضوء القمر، ولمعان النجوم، هذا الاسم الذي تخفق له القلوب، وتنشرح له الصدور، وتسعد به النفوس، اسم حبيب يحتاج إلى أن نمنحه من عنايتنا وتقديرنا وحبنا أضعاف ما منحناه حتى نؤدي شيئاً من حقه علينا.
من هنا نشأت الفكرة المضيئة الجميلة، فكرة (تعظيم البلد الحرام)، وانطلقت منذ أكثر من سنتين في خطوات عملية ملموسة، نتج عنها من الخير ما لا يخفى على المتابع، فهناك فرق من الشباب المتحمسين يقومون في المناسك باستقبال ضيوف الرحمن أحسن استقبال، استقبال الترحاب والبسمة، والخدمة التي تنهمر لها دموع كثير من القادمين إلى هذه البقاع الطاهرة فرحاً واستبشاراً وشكراً لهذا الكرم المستمد من كرم المكان والزمان، وفرق أخرى من الشباب تحمل معها أعواداً من الأراك (السِّواك) تقدمه إلى كل مدخّن حول الحرم هدية طيبة مباركة مع ابتسامة ولطف، تجعل المدخّن يُلقي بسيجارته إلى الأرض معلناً عزمه على ترك هذا الوباء الذي لا يزال يفتك بآلاف البشر.
ومن نتائج هذه الأعمال المباركة في مكة إصدار مجلتين أرجو لهما الاستمرار والإتقان حتى تنتشرا انتشاراً يتناسب مع كنوز الخير التي تُستمد من رسالة الإسلام المنطلقة من رحاب البيت الحرام.
مجلة (مَعَاد) للكبار، مجلة منوعة يصلح أن تكون مصدراً من مصادر المعرفة بتاريخ مكة، ومكانتها، وشخوصها، وأحداثها قديماً وحديثاً، ولعل القائمين عليها يستشعرون أهمية هذه المجلة في عالمنا الذي أصبح مسرحاً لآلاف الصحف والمجلات، ويراعون الجانب الفنّيّ الصحفي الذي أصبح فناً قائماً بذاته له سماتُه ومهاراته التي تجعل أثره في النفوس كبيراً.
أما مجلة (مكّي) فهي مجلة خاصة بالأطفال تقدّم مادةً مناسبةً للبراعم المسلمة يعرفون من خلالها مكانة البلد الحرام، وتاريخه البعيد والقريب، ويطّلعون من خلالها على مراحل توسعة بيت الله الحرام التي وصلت إلى هذا المستوى الموجود من الجودة والسعة والخدمات المتميزة، وهي مجلة مهمة جداً، جديرة بأن تقدم للطفل المسلم مادةً منوعةً مفيدة محققة للمتعة من جانب، وللفائدة والتوجيه من جانب آخر، وإن مسؤولية القائمين على مجلة (مكي) لكبيرة إعداداً وإخراجاً وتنويعاً، ومسؤولية أصحاب رؤوس الأموال من المسلمين في دعمها كبيرة أيضاً، وليس من اللائق بنا أن تصدر مجلة دون المستوى المطلوب من بلد الله الحرام، حاملة اسم العاصمة الإسلامية الأولى (مكة المكرمة).
خطوات بدأت على طريق (تعظيم البلد الحرام) نرجو لها أن تستمر حتى نرى أعمالاً مشرقة يصل أثرها إلى كل مكان.
إشارة
إذا صفت المنابع عند قوم فقد طابت مشاربهم وطابوا |
www.awfaz.com |