أكد عدد من مسؤولي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره تحظى بكل الدعم والرعاية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - وقالوا: إن أهمية هذه المسابقة وعالميتها وشهرتها الواسعة اكتسبتها من انعقادها في مهبط الوحي وبجوار بيت الله الحرام، وحسن التنظيم والرعاية والقواعد المحكمة لها، وأن وزارة الشؤون الإسلامية تعمل دائماً على تطوير آليات المسابقة مما يكفل لها الريادة وحيازة قصب السبق.
*****
في مهبط الوحي
في البداية يقول الأستاذ سعود بن عبد الله بن طالب وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والفنية: إن مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره من أجمل المناسبات وأقربها إلى النفس وأعزها على الروح والقلب، فهي تستضيفها دولة التوحيد والقرآن والشريعة في رحاب بيت الله الحرام، في أقدس البقاع وأطهر الأماكن، مهد الرسالة المحمدية، ومنزل الوحي، ومهوى أفئدة المسلمين، إنها مناسبة تبدأ بالقرآن العظيم كلام الله - تعالى - وتنتهي بالقرآن العظيم، وما بين بدايتها القرآنية ونهايتها القرآنية، يكون في صلبها القرآن العظيم، فهي مناسبة أقيمت للقرآن العظيم، ومن أجل القرآن العظيم؛ لخدمة القرآن العظيم وتعظيمه، ولتكريم حفظة القرآن العظيم، إنها مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، وليس هناك مكان لإقامتها أفضل من مكة المكرمة بجوار بيت الله العتيق، وليس هناك دولة أحق بإقامة هذه المسابقة من دولة التوحيد، ومحكمة القرآن وخادمة الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية، المملكة العربية السعودية، ولا غرابة في أن ينال القرآن العظيم في بلاد القرآن وبلاد الحرمين الشريفين كل هذه العناية وكل هذا الإجلال والتقدير، فهو كلام الله - تعالى - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، المحفوظ بحفظ الله - تعالى - إلى يوم الدين، وهو حبل الله المتين والنور المبين، والسراج المنير، من تمسك به واعتصم به واتبع هداه نال السعادة في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}، ومصداق ذلك واقع المملكة العربية السعودية، فإنها لما اعتصمت بكتاب الله، وحكمت شرع الله في كل شؤون حياتها وفقها الله إلى الخير، ورزقها الأمن والأمان والاطمئنان ووسع عليها من فضله العظيم، نسأل الله أن يلهمنا شكر هذه النعم العظيمة والآلاء الكثيرة.
وأضاف ابن طالب قائلاً: المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة التي تحكم شرع الله تعالى، وهي البلد الذي يوجد فيه بيت الله الحرام وبلده الأمين الذي هو مهبط الوحي ومهد الرسالة، تولي القرآن الكريم جل عنايتها، وكل اهتمامها، فهي التي تحكمه وتتخذه دستوراً للأمة، وهو الذي يرجع إليه في جميع شؤون الدولة ومنه انبعثت سياستها الداخلية والخارجية، والمملكة تضم في رحاب المدينة المنورة أعظم صرح علمي لخدمة كتاب الله تعالى طباعة ونشراً وتوزيعاً وترجمة وتسجيلاً، أعني بذلك مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
ومن أوجه عناية المملكة بالقرآن الكريم تنشئة شباب الأمة وتربيتهم على القرآن والتحلي بأخلاقه الكريمة، والعمل بأحكامه الجليلة، حتى يكونوا رجالاً صالحين يخدمون دينهم وينهضون بأمتهم إلى مدارج العزة والكرامة في الدنيا والآخرة، ومن ذلك إقامة المسابقات في جميع أنحاء المملكة للتنافس على حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره، ثم إن هذه المسابقات قد تجاوزت الحدود المحلية لتصبح دولية عالمية وذلك في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية، التي تعد أعظم المسابقات وأوسعها وأجزلها مكافآت، لأنه يشارك فيها نخبة من شباب الأمة الإسلامية من جميع أنحاء العالم، ولا شك أن الغرض من ذلك كله واضح وهو ربط الأمة الإسلامية بكتاب ربها وتحكيمه والعمل بتشريعاته حتى يعود للمسلمين عزهم وتمكينهم.
مناسبة إسلامية كبرى
ويبين الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد: إن بلادنا اعتادت على إقامة المسابقة في رحاب مكة المكرمة الطاهرة، وتنبع أهميتها من أنها خاصة بكتاب الله الكريم الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، وقد حملت هذه الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - على عاتقها العناية والاهتمام به وتقديم جميع الأسباب للمحافظة عليه وحمايته من التحريف والأغلاط، وعملت على توفير كافة السبل والوسائل للمحافظة عليه بالعمل به ونشره، ومن جهودها المباركة في ذلك المجال إنشاء إذاعة متخصصة بالقرآن الكريم تذيع تلاوات لأشهر المقرئين في العالم الإسلامي، وتعلّم المستمعين التجويد وأصوله، وتقدم التفسير الميسر لمعاني القرآن الكريم، وألفاظه عن طريق عدد من العلماء والمختصين.
كما عهدت الجامعات السعودية بإنشاء أقسام القرآن الكريم وعلومه، وقد تخرج منها العديد من حملة الشهادات العليا الذين أسهموا في مجال التدريس والتعليم والتأليف والكتابة، وكانت لهم إسهامات في نشر القرآن الكريم وعلومه وتفسيره والدعوة إلى العمل به، كما أقامت المسابقات المحلية والدولية لقراءة القرآن وتجويده، وتقديم جميع الإمكانات المادية والبشرية لتحفيز الناشئة على المشاركة في هذه المسابقات من شتى بقاع الأرض ورصدت لأجل ذلك المبالغ المالية الطائلة، حتى أصبح لهذه المسابقة اهتمام كبير من قبل جميع الدول الإسلامية، وأبناء الأقليات والجاليات الإسلامية للمشاركة فيها، وهم على يقين كامل بأهمية وعظم فوائد هذه المسابقة في تشجيع شباب الأمة الإسلامية للمشاركة فيها، وهم على يقين كامل بأهمية وعظم فوائد هذه المسابقة في تشجيع شباب الأمة الإسلامية على العمل على فهم القرآن الكريم باعتباره دستور هذه الأمة، ومملكتنا - ولله الحمد - حباها الله سبحانه وتعالى، بقيادة عليا جعلت جل اهتمامها العمل الإسلامي في جميع مجالاته وصوره، والاهتمام بالقرآن الكريم من أعلى وأشرف هذه المجالات فأخذت على عاتقها العناية به والحفاظ عليه بإنشاء الصرح الإسلامي الكبير (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة) وتوزيعه لجميع المسلمين في شتى بقاع الأرض، وهذه البلاد تسعى بكل ما أوتيت من قوة ونشاط إلى أن تظل مصدراً مضيئاً لكتاب الله العزيز في حفظه وتفسيره والمنافسة على حسن ترتيله وتجويده، وهي تعد سنة حسنة ومآثر عظيمة للقائمين والداعين لها في هذا البلد المعطاء، واتضحت نتائجه في الاهتمام الذي يلقاه القرآن الكريم من قبل الدول الإسلامية أكثر من ذي قبل.
ومن أبرز مظاهر الاهتمام بكتاب الله الكريم في هذه البلاد المباركة المسابقة الدولية التي تحمل اسم مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - تقديراً وعرفاناً لما قدمه - رحمه الله - للعناية بالقرآن الكريم الذي جعله دستوراً تسير عليه هذه الدولة في جميع شؤونها وتشريعاتها فنال بذلك حب وتقدير جميع أبناء العالم الإسلامي الذين ما زالوا يقدرون له - رحمه الله - هذا الاهتمام وهذه العناية لينطبق عليه قول رسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم: (من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)، وهذه المسابقة وهي ترفل في عامها الثامن والعشرين تسير بخطى ثابتة من نجاح إلى نجاح بفضل الله عزّ وجلّ، ثم بالرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لهذه المسابقة منذ كانت فكرة حتى أصبحت واقعاً حياً ملموساً.
خطى ثابتة
ويشير الشيخ عبد العزيز بن عبد الله العمار وكيل وزارة الشؤون الإسلامية: إن إقامة المملكة للمسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره بين شباب المسلمين يحقق فوائد كثيرة منها نشر العلم، وتحقيق الأخلاق الفاضلة وربط المسلمين بالمملكة أرض الحرمين الشريفين، قال تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ}، وقال تعالى: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ}.
وقد تواترت الأحاديث التي تحض على قراءة القرآن الكريم وحفظه وتعلمه والاجتماع على مدارسته، قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وقال: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه).
ومن خلال هذا التوجه الإيماني يأتي اهتمام المملكة العربية السعودية الذي يمثل القرآن دستورها والمصدر الأول والأساس للحكم، كما أن تنظيم مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره يتضح فيها جانب من جهود المملكة المباركة في العناية بنشر الدعوة الإسلامية وبخاصة نشر كتاب الله وتشجيع الناشئة على تعلمه وحفظه، وتظهر هذه الجهود واضحة من خلال إقامتها للمسابقات الدولية والمحلية لتشجيع الناشئة على حفظ القرآن، ودعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن، ونشر مدارس تحفيظ القرآن، وإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية، وخدمة الإعلام السعودي للقرآن الكريم من خلال الإعلام المرئي والمسموع والمقروء.
إن اجتماع حفاظ كتاب الله لتذاكر كتاب الله والتنافس على أشرف وأثمن ما يتنافس فيه المتنافسون فيه دليل على أهمية القرآن الكريم عند المسلمين، فحمداً لله على التوفيق للاشتغال بتلاوة وحفظ كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فحفظة القرآن الكريم هم أهل الله وخاصته، وكما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم خير الأمة حين قال عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيح: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). فهنيئاً بهذه الصفة الكريمة.
وبهذه المناسبة أوصي نفسي وإخواني الحفّاظ بتقوى الله سبحانه وتعالى، واحتساب الثواب من عنده بالإقبال على الحفظ والتلاوة والعمل بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتأدب بآدابهما والتخلق بأخلاقهما، والإخلاص لله والتجرد وانتهاج منهج الاعتدال في السلوك والأعمال، وأدعو الله عزّ وجلّ أن يمن علينا وعليهم بالعلم النافع والعمل الصالح وأن يجعلنا جميعاً من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
وكما أدعو إخواني رؤساء الجمعيات والمعاهد والمدارس لأن يهتموا بالقرآن الكريم تدريساً وتحفيظاً وتفسيراً، وحث الناشئة وتشجيعهم على الاتصال بكتاب الله وتدبر معانيه والعمل به.
إن هذه المسابقة - ولله الحمد - تسير في تطور من حسن إلى أحسن في كل عام وذلك بفضل الله وتوفيقه، ومن ثم ما تجده من دعم من حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين - حفظهما الله - ومتابعة من معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
قصب السبق
ويرى الشيخ عبد الله بن إبراهيم الغنام وكيل الوزارة المساعد لشؤون الأوقاف أن للمملكة قصب السبق في إقامة المسابقات القرآنية المحلية والدولية، حيث وفق قادتها وولاة أمرها وأهل الخير فيها، إلى التسابق والتنافس على حفظه وكان من ثمرات هذا السبق ذلك الصرح العظيم المتمثل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة والتشجيع على إنشاء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن، وتقدير الدعم السخي والمستمر لها، حتى انتشرت حلقاتها وفصولها في جميع أنحاء وربوع المملكة، كما نظمت المسابقات القرآنية وقدمت من خلالها الجوائز السخية للمتفوقين والمتميزين في حفظ كتاب الله، مما شجع الأبناء على الإقبال على الالتحاق بتلك الحلق والفصول وأصبح عددهم الآن يقدر بعشرات الآلاف.
وتأتي مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره نموذجاً رائعاً ومثالاً يحتذى من تلك المسابقات حيث يتنافس خلالها كل عام الصفوة الممتازة من أبناء الأمة الإسلامية من جميع أنحاء العالم، وتقوم المملكة باستضافتهم في رحاب أطهر بقاع الأرض - مكة المكرمة - وتوفر لهم الجو الروحاني المناسب للتنافس، وتمنحهم الهدايا والجوائز القيمة.
وتدخل المسابقة هذا العام في دورتها الثامنة والعشرين وقد حققت النجاحات المتتالية على مر السنوات السابقة، مما أدى إلى تزايد أعداد المتسابقين والدول المتنافسة على نيل شرف المشاركة والفوز بجوائزها وهداياها السخية.
|