* بيروت - محمد المناع:
زارت عدسة (الجزيرة) يوم أمس عدداً من المناطق اللبنانية التي ألحق بها العدوان الإسرائيلي دماراً وخراباً في البنى التحتية والتي منها المربع الأمني الذي يضم عدداً من مكاتب حزب الله حيث لحق بها دمار كبير مما دفع أعضاء الحزب إلى منع الكثير من الوكالات والصحف العالمية من دخول المنطقة التي تطايرت من تحت أنقاضها روائح غريبة أكد لنا أحد جنود الحزب أنها مادة اليورانيوم.
(الجزيرة) التقت بالعديد من سكان منطقة المربع الأمني الذين تحطمت منازلهم وفقدوا الكثير من أرواح أناس أعزاء لهم دون ذنب يذكر سوى أنهم كانوا يسكنون في المنطقة التي توجد بها مكاتب حزب الله.
في البداية تحدث لنا الشيخ محمد الساعدي (أحد أنصار حزب الله) بأن سكان المنطقة تفاجأوا بالعدوان الإسرائيلي مما ولد عزيمة أكبر للوقوف في وجه العدوان الإسرائيلي والصمود حيث يقول الساعدي: إننا كنا على يقين بأن هناك دولاً عربية غيورة كانت ستتحرك من أجل نصرتنا وهو فعلاًَ ما تحقق حيث إن سكان المنطقة يقدرون ويشكرون للمملكة تحركاتها الدبلوماسية من أجل وقف العدوان الإسرائيلي بالإضافة إلى تحركاتها في الوقت الراهن من أجل فك الحصار الجوي والبحري الذي تفرضه القوات الإسرائيلية . ويضيف الساعدي: إن سكان المنطقة قد سروا بما شاهدوه من وقفة صادقة من المملكة العربية السعودية حيث تنوعت جهودها ما بين إغاثية إنسانية وخدمات طبية وجهود دبلوماسية ودعم للاقتصاد اللبناني حيث كانت كفيلة بعد الله في التخفيف من حجم الكارثة وهول المصيبة على الكثير من المتضررين من جراء العدوان الإسرائيلي، ويقدر سكان المنطقة هذه الوقفات غير المستغربة من المملكة العربية السعودية. كما نفى الساعدي الأنباء التي تحدثت عن التفرقة المذهبية فيما يخص توزيع المساعدات حيث أكد بأن المساعدات السعودية طالت جميع الطوائف والأديان في لبنان وبخاصة في الضاحية الجنوبية وهذا ليس بمستغرب من المملكة العربية السعودية. من جهته عبر المواطن ياسر هلال الذي يسكن بمنطقة المربع الأمني بالضاحية الجنوبية بأن جهود المملكة العربية السعودية أدركها الكثير وقدرها أكثر حيث إن المملكة بلد الأفعال لا بلد الأقوال كما هو حال بعض الدول العربية التي تخاذلت مع العدوان للأسف فمنذ أن أمر ملك المملكة العربية السعودية بإيداع الوديعة في المصرف اللبناني المركزي أدركنا أن المملكة عازمة أشد العزم على وحدة وسلامة اللبنانيين الذين لم ولن ينسوا تلك المواقف المشرفة من ملك العروبة الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وفي ذات السياق التقينا بأم هيثم التي فقدت زوجها وأبناءها من جراء العدوان، وقد انهمرت دموعها لحظة معرفتها بأننا من صحيفة سعودية حيث هنأتنا بحكومتنا الرشيدة وملكنا الصادق الطهور الذي وصفته بأنه الجبل الذي يستند إليه كل بائس ويائس فيقوي من العزيمة، فنحن - تقول أم هيثم - تابعنا البيانات التي أصدرتها المملكة العربية السعودية طوال الفترة الماضية فلمسنا فيها الغيرة والحرص على سلامتنا، فمواقف المملكة كانت حازمة وصارمة وهو ما عزَّاني في وفاة أبنائي وزوجي. وتضيف أم هيثم قولها: إنني فعلاً ظننت أني وحيدة لحظة العدوان وبخاصة بعد وفاة أولادي وزوجي لكن أدركت أن لي أشقاء وأبناء من المملكة العربية السعودية.
|