Monday 4th September,20061111العددالأثنين 11 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"قضايا عربية في الصحافة العبرية"

أغلبية الإجابات معروفة أغلبية الإجابات معروفة
......مقال سياسي

(المضمون: الاخفاقات التي حدثت في الحرب واضحة ولا تحتاج إلى لجنة تحقيق قضائية للبت فيها، ولكن قبول الناس لوهم الانسحاب أحادي الجانب هو مسألة تحتاج إلى تفكير عميق في إسرائيل -).
أسئلة كثيرة تُطرح الآن حول الحرب، وهناك اقتراحات لتشكيل لجنة تحقيق قانونية لتوضيح كل الحقائق، من المحتمل أن تكون مثل هذه اللجنة ضرورية لإزالة الشكوك وإعطاء تقييم موثوق لما تشوش وحول من فشل في أداء مهمته، ولكن كل ما يتوجب معرفته واضح من اليوم وبصورة جلية. إليكم جملة من الاسئلة المهمة جدا والاجوبة المفترضة عليها.
سؤال: ما هو السبب الأولي للحرب؟
جواب: قرار رئيس الوزراء اهود براك في عام 2000 الانسحاب من الشريط الحدودي في جنوب لبنان بصورة أحادية الجانب والتفريط بحلفائه في جيش لبنان الجنوبي. حزب الله قام بعملياته ضد الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي، ومنذ أواسط الثمانينيات كان يطلق الكاتيوشا على إسرائيل بين الحين والآخر، إلا أنه لم يكن قادرا على التمركز قرب الحدود، وكان مضطرا للدفاع عن نفسه من هجمات الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي، ولكن فور الانسحاب احتل حزب الله مواقع متقدمة قبالة إسرائيل وعزز قواعده في جنوب لبنان، وبدأ يجمع ترسانة هائلة من الصواريخ، وأخذ يهاجم إسرائيل بين الحين والآخر. إسرائيل من ناحيتها، لم تفعل شيئا لمنع هذه التطورات المخيفة.
سؤال: هل كانت إسرائيل مدركة وعالمة بترسانة حزب الله الصاروخية الهائلة؟
جواب: نعم.
سؤال: ولماذا لم تقم إسرائيل بعملية وقائية؟
جواب: بالنسبة لبراك الذي واجه بعد أشهر من الانسحاب عملية اختطاف الجنود الثلاثة على يد حزب الله - هو لم ينوِ القيام بعملية تُظهر انسحابه أحادي الجانب وكأنه خاطىء. الحكومات برئاسة اريئيل شارون كانت في البداية منشغلة بالانتفاضة، وغرقت في السنوات الثلاث الأخيرة في هوس الانسحاب أحادي الجانب من غوش قطيف. عندما دخلت حكومة اهود اولمرت إلى ولايتها انتصبت فورا في مواجهة اعتداء حزب الله في الشمال، إلا أنها كانت تعيش في وهم الاعتقاد بأن الانسحابات أحادية الجانب هي المفتاح للأمن والرفاهة المستقبلية لإسرائيل وركزت على الإعداد للمزيد من الانسحابات أحادية الجانب.
سؤال: لماذا لم ينجح الجيش الإسرائيلي في الحرب؟
جواب: الحكومة لم تأمر الجيش بوضع إزالة التهديد الصاروخي فورا على سلم أولوياته، وأملت بأن يؤدي القصف الجوي إلى تحقيق انتصار سهل ونظيف. أما الهجمة البرية الكبرى فقد أُجلت حتى أصبح الوقت متأخرا جدا.
سؤال: هل كان من الممكن إحراز انتصار فقط عبر القوة الجوية؟
جواب: لا. الصواريخ المتحركة الصغيرة لمدى 20 - 35 كم صعبة الاكتشاف من الجو. من الممكن إبعاد مواقع إطلاق الصواريخ عن إسرائيل فقط من خلال القوات البرية، طالما كان حزب الله قادرا على إطلاق الصواريخ بصورة مكثفة فهو يعتبر غير مهزوم، وفي الواقع طرفا منتصرا.
سؤال: هل كانت الهجمة البرية الكبيرة قادرة على التصدي لإطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل؟
جواب: أجل. من دون علاقة بالإخلالات التي تكشفت خلال الحرب فالجيش الإسرائيلي يتفوق على حزب الله في العدد والعُدة الكافيين لانجاز هذه المهمة.
سؤال: هل كان وجود رجل من سلاح الجو على رأس الجيش نقصا بالنسبة له؟
جواب: في الظروف القائمة، واذا أخذنا في الاعتبار أنه كانت هناك حاجة لشن الحرب على الارض بصورة أساسية، فقد كان من الأفضل بالتأكيد لو أن رئيس هيئة الاركان كان من القوات البرية نفسها. إقالة موشيه يعلون وتعيين دان حلوتس بدلا منه كما فعل شارون، كانت نابعة من هوس شارون بفك الارتباط عن غزة.
هناك سؤال واحد لا يوجد له جواب بعد، ومن المعتقد ايضا أن لجنة التحقيق القانونية لن تتمكن من الاجابة عليه: كيف نجح طاقم من رجال المبيعات والعلاقات العامة المُريبين بيع إسرائيليين كثيرين وهم الاعتقاد بأن الانسحابات أحادية الجانب هي الحل لمشاكل إسرائيل، وأن الحزب الذي وُلد بالأمس فقط، الذي يكرس نفسه لتطبيق هذه النظرية البدائية هو الذي يتوجب أن يقود إسرائيل في السنوات القادمة، وسياسيا مثل اهود اولمرت الذي قال قبل سنة فقط (لقد تعبنا من القتال، وتعبنا من التغلب على أعدائنا)، هو الشخص الصحيح والملائم لقيادة الأمة الآن. هذه مسألة متروكة للمؤرخين والأخصائيين الاجتماعيين.

بقلم: موشيه آرنس
وزير دفاع سابق
هآرتس

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved