الرد السلبي، بل الرد المتهرب الذي أبدته ايران الذي سترد به الحكومة الايرانية اليوم على طلب الامم المتحدة اليها للتوقف عن نشاطات تخصيب اليورانيوم هذا سيكون أيضا عبارة عن علامة طريق في تاريخ دولة إسرائيل. لا شك بأن الايرانيين سيواصلون طريقهم لبناء القنبلة النووية الاولى، ومن ناحيتها، ومن ناحية العالم الغربي كذلك، فإن (العد العكسي) متواصل. ويجب علينا في إسرائيل، أن نتصرف وكأن هذه القنبلة مُعدة خصيصا من أجلنا، ومن ناحيتنا، فإن هذه تعتبر مسألة وجود حقيقية. لا يمكن المبالغة في أهمية هذا اليوم وأهمية القرار فيه، واستعدادا له، فلا بد لدولة إسرائيل أن تجند كل ما لديها في العالم السياسي، العسكري، الاقتصادي، وأن تخرج إلى طريق يوجد في نهايته غاية واحدة فقط هي (إلغاء الخيار الايراني بالقنبلة النووية)، ولا شيء سوى ذلك. لأيام، ولأسابيع، ولأشهر، الصعبة جدا التي مرت، فإن دولة إسرائيل تعيش في ظروف بالغة الصعوبة والقلق، منقسمة ومجروحة. والعديد من السياسيين ورجال الجيش يمضون الكثير من الوقت في هذه الايام، ساعات طويلة مع المحامين ورجال القانون بدلا من توظيف وقتهم وجهدهم للتفكير في كيفية الاستعداد للمواجهة مع الايرانيين. ماذا يُقال حول اقتراحنا لإعادة التنظيم من جديد، ولتجنيد كل الامكانات والقوى التي لدينا في دولة إسرائيل، وأن يعود الصف الاول للاصطفاف من جديد كما كان يُقال في (النشيد الاشتراكي) المعروف: (انهض، وخُذ نصيبك).
مناورات وتهرب
غولدا مئير، وموشيه ديان، ومناحيم بيغن، واريك شارون وآخرين كثيرين، حاولوا في حينهم، وبطرق كثيرة، أن يمنعوا تشكيل لجان تحقيق رسمية في أعقاب حرب يوم الغفران وحرب لبنان الاولى، وقد حاولوا انتهاج كل (الطرق والالتفافات)، لكن الجمهور عاد وتغلب عليهم: لقد تشكلت لجان تحقيق رسمية في إسرائيل.
خيرا يصنع اهود اولمرت وعمير بيرتس اذا تعلما من تجربة من سبقوهما: لا شيء اسمه لجان فحص، ولا شيء مثل اقتراحات ميني مزوز لفحص حكومي، فإذا لم تكن لديهم أية مخاوف من مواجهة التحقيق، وأنهم متأكدون من سلوكهم العسكري والسياسي وعدالة تصرفاتهم وقراراتهم، فلا بد أن يطلبوا هم أنفسهم تشكيل هذه اللجان، وإذا لم يحصل ذلك، فإن آلاف بل أكثر من الآلاف من جنود الاحتياط سيتغلبون عليهم. إذا، لماذا سيجرّون أنفسهم لأكل السمك النتن، وفي النهاية يكونون مطرودين من الغابة؟.
اللَحوح الذي طردناه من كل المستويات
يجب أن يُقال اليوم، وباستقامة تامة، أن عضو الكنيست افرايم سنيه كان الوحيد، ربما، طوال السنوات الأخيرة الرجل الحذر، فقد حذّر وصرخ بالنسبة للشأن الايراني، اللبناني، وحزب الله، ولا أحد استمع له. كان هناك من قطع أحاديثه داخل حركته (حزب العمل)، وقد سار بيننا دون أي فائدة منه. فقد قذفوا به من فوق الدرج. سنيه سبق له وأن حذر الجميع، وحاول أن يلفت الأنظار إلى ما يحدث وراء الحدود، وكذلك في ايران البعيدة. وماذا الآن؟ فقد تبقى لنا بأن نستذكر ما ذكرنا به وما حذرنا منه. والآن، حسب التجربة، سيحبونه أقل من السابق.
اشخاص جيدون في منتصف الطريق
لا بد أن نأمل، ونصدق، أن تكون عملية إعادة الإعمار في الشمال، في أعقاب حرب الكاتيوشا (وإلا كيف يسمونها؟) لن تُنسينا الذين قامت الدولة بإجلائهم من غوش قطيف، والذين لم يرتاحوا بعد ولم تهدأ خواطرهم. هذا هو واجب الدولة إزاء هؤلاء الذين تم اقتطاع حياتهم وطريقة عيشهم وهم في منتصف الطريق في الحياة.
فأي دولة، أية دولة: الانفصال الذي يبدو، والذي يُسمع به ويقرأه البعض وكأن ما حدث، كان قد حدث في عهد الحشمونائيين!.
يديعوت |