كثرت في حياتنا الجمعيات والملتقيات واللقاءات والتجمعات، وفي الطريق إلينا الكثير منها، والمثير، فتلمس في هذه التكتلات أنها تحاول أن تعالج أوجه القصور المحتملة في علاقتنا بما حولنا من بشر، ومكونات طبيعية بدأنا منذ أن تعاملنا معها، أو تملكناها رحلة العبث فيها، لجهل في البعض، أو لجشع لدى الآخر.
فهذه الجمعيات والملتقيات جميعها ترفع شعار المكافحة لكل ما ترى أنه خطأ متوقع في حياتنا وسلوكنا، فهناك العديد من المكافحات ضد التدخين والمخدرات، وأخرى تكافح الغش التجاري، وأنواع أخرى تذهب إلى أعمق من هذا إذ تكافح ضد التمييز بين طبقات المجتمع على أساس اللون البشري، أو العرق الاجتماعي.
نجد ازاء أمر كهذا أن الجميع منشغل بأمر هذه المكافحات التي يزداد حضورها يوماً بعد آخر، إلا أننا - وهذا هو المغزى - لا نجد أي جمعية أو مكافحة تعنى بما يمس حياتنا اليومية، فلا نجد مثلا أثراً لمكافحة الديون، والغرم، وتضخم الأقساط الشهرية والدفعات العاجلة والآجلة.. تلك التي أثقلت كاهل بعض المقترضين، وطلاب المصلحة التي يزمعون من ورائها تحسين ظروف حياتهم، والخروج من ضيق اليد والعوز.
فكم نحن بحاجة إلى مثل هذه المكافحات التي تقيل عثار شريحة من المجتمع الذي وقع فعلا في فخ المطالب الشاقة، فطالما أن تلك المكافحات تُرعى وتُدعم من قبل أهل المال وأرباب التجارة، بات حري بهم أن يرعوا أمر مكافحة الديون التي يأمل ذوو الحاجات أن ترى النور قريباً لتسهم في رفع المعاناة عن كواهلهم، فليتنا نجدُّ في هذا الأمر، لتكون دوافعنا قوية للاقدام على مثل هذه الخطوة الهامة.
|