ليس من باب المجاملة، أو كلام التقرب للقيادة أن تمتلئ الصفحات كل يوم بفرحة الناس في كل مكان. فرحة الملايين بزيارات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.. لقد كانت مظاهر الأفراح الكبرى المتوالية في مناطق المملكة رمزاً لتلاحم القيادة مع الرعية تلاحماً عملياً لا قصد وراءه.. ولا دعاية معه.
لم تكن زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله زيارات دعائية انتخابية, كما يحدث في دول شتّى.. فقد تمت له البيعة الكبرى في اليوم الثاني لتوليه الحكم خلفاً لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله- ويوم البيعة كان يوماً عالمياً حقاً تاريخياً صدقاً.. فقد انبهرت كل حكومات العالم من هذا الحدث الذي لا مثيل له في كل مكان.. إلا في هذا الوطن.. هذا الوطن الوحيد الذي تميز بهذا السلوك القيادي الفريد.
لم تحدث انتخابات.. لم ترفع اللافتات.. لم تحدث مصادمات.. لم تخرج المظاهرات.. بل خرج جميع الناس في هذا الوطن في يوم واحد معلنين صادق البيعة، وخالص الولاء لمليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - بيعة الوفاء والصدق لملك الحب والتواضع والخير والعطاء -.
ومنذ يوم البيعة والعطاءات تتوالى ومشروعات الخير تتابع حتى كانت احتفالات يوم المائة الأولى على البيعة الصادقة وشاهدنا كيف ازدانت الرياض وكل المناطق فرحاً وتأييداً في يوم المائة الأولى للعهد الجديد.
زيارات خادم الحرمين الشريفين للدول الشرقية - لها مجال آخر كبير في الحديث عنها.. فهي قد فتحت بوابات الخير والتآخي الاقتصادي مع الدول الصناعية والاقتصادية في القارات الشرقية، زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمناطق المملكة وما صاحبها من إنجازات حضارية تجعل بلادنا في الصف الأول بين الدول الناهضة اقتصادياً واجتماعياً.. وصناعياً.
المشروعات الصناعية الكبرى التي دشنها مليكنا المفدى في المنطقة الشرقية سوف تحقق طفرة كبرى في حياتنا الصناعية والاقتصادية رخاءً ونمواً وعطاءً.. فهي تجسيد للرمز الكبير (صنع في المملكة العربية السعودية) وهو آلاف الوظائف للشباب، وهي خير متدفق على الاقتصاد الوطنية.
المشروعات التعليمية في مناطق المملكة وكيف تضاعف عدد الجامعات هو إعلان عملي على أن بلادنا قد تخطت حاجز التعليم الثانوي والجامعي المحدود إلى فتح باب التعليم العالي لجميع أبناء وبنات هذا الوطن.. فلم يعد التعليم الجامعي أملاً.. بل صار طلباً وهدفاً متحققاً.. ثقة من بلادنا بأن نهضة التعليم وارتقاء المتعلمين مقياس لنهضة الأمة ورقيها.
زيارة خادم الحرمين الشريفين للمدينة المنورة كانت نوراً أضيف إلى نورها الدائم.. نور الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إن إحصاء ما دشنه خادم الحرمين الشريفين من مشروعات صناعية وعمرانية ونهضة تعليمية وثقافية في هذه الزيارات التي تتوالى بالعطاء والنهضة تؤكد أن بلادنا قادمة - بإذن الله - على عهد من التفوق في كل المجالات.. بجانب ما وهبنا الله تعالى من نعمة الرخاء والعطاء.
ربما يسأل سائل.. لماذا كل هذا الخير المتدفق المتوالي الذي لا ينضب في هذا الوطن.. كل يوم يزيد الخير كل يوم يعلو المقام، كل يوم يعم الرخاء.
أقول له: ألم تسمع دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام - الدعاء الذي جاء به الحبيب المصطفى خاتم الأنبياء في القرآن الكريم في قوله تعالى {رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} سورة البقرة (126)، وقال تعالى عن دعاء إبراهيم أيضاً: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا...} سورة إبراهيم (35)، وهنا نتوقف قليلاً لنشكر الله تعالى على نعمة الأمن التي شملت كل بلادنا وكل حياتنا.. نخرج.. ندخل.. نسير.. ننام آمنين.. ونصبح آمنين إن نعمة الإيمان والشعور بالأمن والطمأنينة نعمة عظمى لا تعادلها نعمة ونحن نرى العالم من حولنا في خوف مستمر، وفزع مخيف، وقلق مؤرق.. لكننا والحمد لله نحيا آمنين.. نعيش مطمئنين - فالحمد لله. وجانب آخر من النعمة.. ومظهر آخر من الأفراح فمازال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يزور المناطق ويدشن الكثير من مشروعات الخير والنماء.
ماذا عن فلسفة هذه الزيارات الميدانية المتوالية؟
قلنا إنها ليست انتخابية، ولا دعائية.. لأن الواقع يشهد أن تلك الزيارات هي من توجه قيادات أمتنا عبر التاريخ ومنذ تأسيس المملكة خاصة.. فلسفة شعور الحاكم بالمسؤولية نحو شعبه وأبنائه في هذا الوطن.
شعور عميق صادق يتمثل في هذه الزيارات التي تترك أثراً متعدد الأبعاد في الناس.. سواء اقتصادياً أو اجتماعياً أو أدبياً.. لا أحد يتصور كيف كانت فرحة مئات الأسر وآلاف المواطنين بالهدية الكبرى والموقف النبيل، والعمل الإنساني الكريم الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين للجميع حين أمر - حفظه الله - بالعفو العام عن المدنيين والمسجونين للحقوق العامة، وقد طالعتنا الصحف بفرحتهم عند خروجهم بعد تنفيذ هذا العفو الملكي الكريم.
كم طالب وطالبة.. يشعرون بالسعادة الغامرة وهم يستعدون لدخول الجامعات الجديدة التي أمر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بافتتاحها في شتّى مناطق المملكة - وربما كان بعد المسافات أو ضيق ذات اليد يحرمهم من هذا التعليم العالي.
كم من شباب وجدوا أنفسهم في المصانع والمؤسسات وقد شعروا بالعزة وهم يتسلمون رواتبهم، ويتجهون كل صباح إلى أعمالهم..
خادم الحرمين الشريفين.. مليكنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. أعزك الله..
نيابة عن كل مواطن ومقيم.. في هذا الوطن السخي الرخي الكريم.. لك حبنا الصادق بلا رياء.. لك ولاؤنا الأكيد مدى الحياة.
لك دعاء القلوب الدائم بأن يبارك الله عمرك، وأن يجعلك دائماً.. خيراً شاملاً.. وعزاً واقياً.. وأن يجعلك للأمة درعاً وأمناً حامياً.
|