* الرياض - (الجزيرة):
رحب الأستاذ عوض الردادي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للرعاية والتنمية الاجتماعية بالفكرة التي طرحها عبد الله العثيم رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم والرئيس التنفيذي لشركة العثيم القابضة بتبني رجال الأعمال عدداً من الأيتام لرعايتهم ومتابعتهم والإشراف عليهم، واعتبارهم جزءاً من الأسرة، والمساهمة في تعليمهم كونهم جزءاً من مجتمع لا يتجزأ بأي حال من الأحوال.
وأكد الردادي التوجه نحو تبني ودراسة الفكرة من قبل الوزارة، وذلك بأن يأخذ رجل أعمال أو مؤسسة أو شركة مجموعة من الأيتام الذين تشرف عليهم الوزارة وهم من ذوي الظروف الخاصة، أي مجهولي الأبوين، والإشراف عليهم بالتنسيق مع الوزارة، ليتم توجيههم، ويكونوا خير سند لهم في حياتهم العلمية والعملية، لفترة طويلة وكأنهم من أسرة رجل الأعمال، وحل مشاكلهم ومتابعتهم، ويكون بمثابة المشرف عليهم في حياتهم. ونوه وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بمبادرة أسرة العثيم نحو 50 طفلاً من الأيتام ودمجهم في البرنامج الصيفي للأيتام، الذي ضم العديد من الفعاليات والمناسبات التعليمية والترفيهية، مؤكدا أن ما قامت به أسرة العثيم ليس غريبا عليهم، لافتاً النظر إلى البرامج التي تبنتها الأسرة مثل رعاية المسنين والدور الاجتماعية، جعلها الله في موازين أعمالهم. وثمن وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الخطوة الإيجابية نحو استمرار مركز العثيم التعليمي في استقبال نحو 250 يتيماً إلى نهاية العام الحالي، خلاف من تم استقبالهم وعددهم 50 يتيماً، وتقديم البرامج والانشطة لهم، مثل تعليم الكمبيوتر والسباحة إضافة إلى الرحلات التعليمية وغرس المفاهيم التربوية في نفوسهم، داعياً الشركات ورجال الأعمال إلى المشاركة في تقديم ودعم برامج الشؤون الاجتماعية في مجتمعنا الإسلامي المترابط كسباً للأجر في الدنيا والآخرة.
وأفصح الردادي عقب رعايته حفل مركز العثيم التعليمي الختامي لبرامجه الصيفية للعام الحالي البارحة الأولى في مقر المركز في حي الريان، بحضور مختصين بالشؤون الاجتماعية والتعليمية إلى جانب عدد من سيدات المجتمع وأفراد عائلة العثيم أن أعداد الأيتام مجهولي الأب والأم في المملكة وصلت إلى أكثر من ثمانية آلاف يتيم ويتيمة، منهم أكثر من 7 آلاف تحتضنهم أسر في منازلها، والباقي في دور الرعاية الاجتماعية، لافتا إلى أن الوزارة تشجع على احتضان الأيتام ذي الظروف الخاصة، حيث تدعمهم الوزارة بإعانة شهرية تبلغ 1200 ريال عن كل يتيم، إضافة إلى مبلغ 2400 ريال مع بداية كل عام، كمصاريف دراسية.
وقال عبد العزيز بن صالح العثيم رئيس مجموعة لازوردي في الكلمة التي ألقاها أثناء حفل التكريم إن مركز العثيم التعليمي تأسس تحت إشراف عبد الله وعبد العزيز أبناء صالح العثيم وإخوانهما ليكون بمثابة الرديف المتمم للمدرسة بالنسبة لأبنائها، ويعتبر مشروعاً رائداً ومميزاً، حيث يقوم فريق من الخبراء المختصين بتنفيذ مجموعة واسعة من البرامج التعليمية والثقافية والاجتماعية، تسهم في تنمية قدرات الطفل وتطوير كفاءاته، مما يساعده في المستقبل على دخول معترك الحياة كفرد فعّال ومنتج. وأوضح عبد العزيز بن صالح العثيم قائلا: إن المركز مؤسسة تربوية خاصة، تواكب تطور المؤسسة التربوية العالمية، تؤّمن عملية نقل المعرفة وتحدث التغيير في شخصية المتعلم مع ما تنقل للطالب من معرفة وثقافة وقيم خاصة بالمجتمع تحضره لعمليات تكيّف في البيئة الاجتماعية وبلورة إمكانياته الذاتية. فمهمة المركز خلق أنماط جديدة للتفكير والسلوك، تسهم في ترشيد الطفل لحياة مواطن راشد مسؤول وفاعل في المجتمع.
من جهتها، أكدت مي العثيم، ابنة عبد العزيز العثيم، المشرفة على برنامج الأيتام في المركز أنه انطلاقاً من إيماننا بأن تطور المجتمعات وتقدمها يعتمد إلى حد كبير على الأفراد المتطوعين، والمؤسسات الخاصة وغير الحكومية، التي تمثل رديفاً للجهود التي تبذلها مختلف القطاعات الحكومية، وإيماناً منا بأن أعظم الاستثمارات هو الاستثمار في بناء الإنسان وتنمية قدراته، وسعياً لحث مؤسسات القطاع الخاص على المساهمة في تحمل المسؤولية الاجتماعية، لتفعيل نهج العمل التطوعي والاجتماعي، قام مركز العثيم التعليمي بتضمين أنشطته الصيفية برامج لاستضافة 50 طفلا من دار الرعاية الاجتماعية ودار الحضانة في الرياض، وضم البرنامج فترة صباحية وأخرى مسائية، حيث ضمّت الفترة الصباحية واحداً وعشرين طفلاً من دار الرعاية الاجتماعية ودار الحضانة إلى أولاد العائلة، واشتملت على دروس في اللغة العربية والإنجليزية والحاسب الآلي، بالإضافة إلى أعمال فنية من رسم وأعمال يدوية إبداعية، أما الفترة المسائية فلقد اشتملت على دورة تدريبية في تعلم المهارات الأساسية للسباحة.
| 
"الاقتصادية"