* بيروت - نيويورك - الوكالات:
أبدت المملكة العربية السعودية أمس استعدادها للدعوة إلى قمة عربية طارئة في مكة المكرمة للبحث في النزاع القائم في لبنان مؤكدة دعمها وبشكل قاطع وحاسم للنقاط السبع التي تبنتها الحكومة اللبنانية وأجمع عليها اللبنانيون حسبما أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ورئيس وفد المملكة العربية السعودية في اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد في بيروت في كلمة ألقاها في جلسة المؤتمر الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب أمس ان ما تردد تلميحا أو تصريحا أن المملكة العربية السعودية تقف في وجه انعقاد قمة عربية طارئة تعالج الموقف في لبنان لا يمت إلى الواقع بصلة مطلقا.
وأشار إلى انه مفوض ان يعلن ان حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- مستعدة ليس فقط لحضور قمة عربية طارئة فحسب بل وللدعوة إليها وعلى أرضها في اطهر البقاع وأقدسها في جوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة وذلك في الوقت الذى يتفق عليه قادة الدول العربية.
وشدد سموه على ان المملكة العربية السعودية لا تضع شروطا مسبقة للقمة وكل ما تأمله وتطلبه هو ان يأتي انعقاد هذه القمة بعد اعداد وتهيئة جيدة لها والاعتماد في ذلك على استراتيجية عربية واضحة يكون مبتغاها الخروج بنتائج ملموسة وبدائل وخيارات تتناسب مع تطلعات الشعب العربي وطموحاته.
وأكد الفيصل من جهة ثانية، دعم المملكة بشكل قاطع وحاسم للنقاط السبع التي تبنتها الحكومة اللبنانية وأجمع عليها اللبنانيون، معتبراً أن تلك الخطة التي تشكل اساسا معقولا للحلول تمثل افضل تعبير عن موقف عربي جماعي تجاه مشكلة لبنان.
وقال: يجب ان تشكل هذه النقاط الأساس لمشروع القرار المطروح أمام الأمم المتحدة حول لبنان.
من جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لدى مغادرته السراي الكبير متوجهاً إلى مطار بيروت انه تم اقرار مبدأ عقد القمة، إلا أن الأمر يحتاج إلى تحضير.
من جهة ثانية، قال مصدر وزاري عربي لوكالة فرانس برس ان مجلس وزراء الخارجية العرب فوّض عمرو موسى للقيام بالمشاورات اللازمة لعقد قمة عربية تنتهي بنتائج عملية.
وقال ان موضوع عقد القمة نوقش في جلسة المشاورات التي اقتصر حضورها على رؤساء الوفود والأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة والتي سبقت المؤتمر.
وفي كلمة لبنان خلال المؤتمر اكد رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة أمس ان لبنان مصرّ على الا يكون (ساحة للصراعات والتجاذبات أياً تكن دوافعها).
وقال السنيورة: نحن محتاجون إلى وقف سريع وحاسم لاطلاق النار، داعيا الدول العربية إلى بذل كل الجهود من أجل المساهمة في الوصول إلى ذلك وفي (تصويب) قرارات مجلس الأمن كما قال.
وقد اجهش السنيورة بالبكاء مرتين خلال القائه كلمته، وتوقف عن الكلام للحظات طويلة، وسط تصفيق المشاركين في المؤتمر.
وقال: علينا ان نبذل كل جهد (...) فلا تظل الدولة مكسر عصا لاسرائيل وغير إسرائيل، مضيفا: إننا مصرّون على الا نكون ساحة للصراعات والتجاذبات بعد الآن اياً تكن دوافعها.
وأضاف: إننا نستند إلى احزان الامهات الثكالى والاطفال القتلى ومئات الجرحى والمشردين وكل دروس هذه الانتكاسة التي اعادت بلدنا وبلدكم لبنان عقودا إلى الوراء.
وقال السنيورة: ان عروبتنا.. ليست مشروطة وليست بالارغام، انها عروبة الاختيار والانتماء والالتزام.
وأضاف (إن وقوفكم معنا حق وواجب ومسؤولية علينا وعليكم)، مشيراً إلى ان الاخوة العرب يدركون من دروس السنوات العجاف الماضية ان الأمن العربي أمن واحد والمستقبل العربي مستقبل واحد، في اشارة إلى ان ما يحصل في لبنان قد ينعكس على كل الدول العربية.
وتابع: ان أي قرار دولي ينبغي ان يأخذ بالاعتبار تلبية مطالب لبنان في السيادة والاستقلال والقابلية للتنفيذ لجهة الزام إسرائيل بوقف النار والانسحاب إلى ما وراء الخط الأزرق وبسط سلطة الدولة على كل أراضيها.
وقال رئيس الحكومة: إننا محتاجون اليوم قبل الغد إلى موقف عربي موحد وحاسم لتصويب قرار مجلس الأمن بما يحقق خطوة حقيقية نحو معالجة دائمة وبما يحفظ صيغتنا السياسية وتكويننا الداخلي. وتابع: إن لبنان لا يتحمل تكرار اجتياحات ووصايات اقليمية أو دولية.
وعن مشروع القرار الفرنسي الأميركي الذي يناقشه مجلس الأمن الدولي، قال السنيورة: لست راضياً عن المسودات التي وصلت إلينا، فهي لا تزال دون الشرطين بل بالكاد تنجز وقفاً حقيقياً لاطلاق النار.وتابع: لذلك على الاخوة العرب ان يقفوا امامنا موقفاً تضامنياً ثابتاً وحاسماً يسهم في وضع لبنان على طريق السيادة والسلامة.
وفي تحرك دبلوماسي جديد اعلن مصدر رسمي لبناني (ان وفداً من وزراء الخارجية العرب سيتوجه مساء اليوم الاثنين (أمس) إلى نيويورك لمحاولة تعديل مشروع القرار الأميركي - الفرنسي المطروح في مجلس الأمن لوضع حد للنزاع بين اسرائيل وحزب الله اللبناني الذي اندلع في 12 تموز- يوليو).وقال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للصحافيين: سنسافر فورا إلى نيويورك لدعم مطالب لبنان بشأن مشروع القرار الأميركي- الفرنسي المطروح في مجلس الأمن.
وأوضح ان الوفد الذي سيتوجه إلى نيويورك يضم إلى جانبه وزيري خارجية قطر والامارات العربية المتحدة.
وفي المقابل من المشاورات الدولية حول لبنان يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مناقشات عامة حول النزاع في لبنان بعد ظهر اليوم الثلاثاء بحضور عدة وزراء عرب، كما أعلن سفير قطر لدى الامم المتحدة عبد العزيز الناصر.
وقال الناصر للصحافيين: ان المجلس قرر عقد جلسة مناقشات عامة حول لبنان في الساعة 15.00 (19.00ت غ) غداً (اليوم).
وأضاف السفير القطري ان هذا الاجتماع يجعل تبني قرار قبل الأربعاء غير ممكن عمليا.
وطلب لبنان ادخال تعديلات على مشروع قرار فرنسي أميركي يجري بحثه بين أعضاء المجلس.
|