لقد كانت تلك الليلة التي عزمت فيها الذهاب إلى مدينة (حرمة) من أجمل الليالي، كيف لا.. وأنا سوف أقضي بقية الإجازة مع أغلى الناس أبي وأمي.. وعند وصولي، والفرحة تغمرني بلقاء الأحباب.. فوجئت بخبر (أن أبي في المستشفى) وعندها أسرعت بذهابي إلى المستشفى، وهناك.. صدمت بقول الدكتور: إن أباك مصاب بجلطة في القلب ويحتاج إلى عملية. عندها بكيت لم أبك لأنه أبي فحسب بل بكيت لأنه كان لنا أباً وأخاً.
وصديقاً ومعلماً ومربياً، كان يقضي جل وقته معنا يحكي لنا قصص آبائه، وأجداده ويضحك معنا ويفرح لفرحنا ويحزن لحزننا.
ولم تتوقف طيبته وسعة صدره عند أولاده وأهله فحسب.. بل كان باراً بوالديه، حتى بعد مماتهما، وباراً بإخوانه وأخواته، جامعاً لشملهم رفض أن يباع بيت أبيه في (حرمه) لأنه رأى في بيع البيت تفريق لشمل إخوانه، وأخواته.. ولأن فرحته لا تكتمل إلا وهو يرى إخوانه، وأخواته في بيت واحد ليتذكروا (أباهم عثمان وأمهم حصة) رحمهما الله تعالى.. وتكتمل فرحته أكثر عندما يكون الاجتماع في مزرعة (والده) المسماة (القري) التي بذل فيها جهده وماله وصحته لتبقى ذكراً لآبائه وأجداده.
آه .. يا أبي كم نحن مشتاقون لعودتك سالماً لتملأ البيت علينا فرحاً وسروراً.
لقد انطفت أنوار البيت والمزرعة ولن يضيئها إلا أنت يا أبتِ.
أبتِ متى تعود؟؟
أسأل الله سبحانه رب العرش العظيم أن يشفي والدي، وأن تقر أعيننا بعودته سالماً بإذن الله.
وقفة: شكر وتقدير لكل من وقف معنا حين مرض والدي ولكل من سأل عن صحة والدي.
|