أطفالنا هم أكبادنا تمشي على الأرض. وهم زينة الحياة الدنيا وبهجتها، لذا نوليهم كل اهتمامنا حتى نراهم يكبرون أمام ناظرينا وهم في أت مصحة، ولأن الأطفال لا يستطيعون التعبير عما يلم بهم من أي عارض، لذا يجب أن تكون عين الأم ساهرة عليهم لمراقبة أي مرض يصيبهم وبخاصة بعض الأمراض الجلدية التي سوف نتحدث عن أهم ما يصيب أطفالنا منها:
طفح الحفاظ
إن الجلد في منطقة الحفاظ معرض أكثر من أي جزء آخر من جلد الطفل للمواد الكيميائية، وهذه المواد موجودة بوفرة في البول والبراز والصابون المستخدم في تنظيف المنطقة، هذه المواد تهيج جلد الطفل الرقيق، كما أن وجود الحفاظ يحبس العرق ويزيد في رطوبة المكان ما يزيد من تأثير هذه المواد على الجلد.
وطفح الحفاظ هو التهاب الجلد في هذه المنطقة وأسبابه: رطوبة المنطقة، تفاعل البول مع البراز ما ينتج مواد تلهب الجلد، وكذلك الالتهابات البكتيرية والفطرية التي تمثل الرطوبة مكاناً مناسباً لنموها.
أعراض طفح الحفاظ
احمرار الجلد في المنطقة التناسلية والأرداف وأعلى الفخذين وأسفل البطن وقد يصحب الاحمرار تسلخ أو بثور ملأى بالقيح، وقد تتحول هذه البثور إلى تقرحات بالجلد.
العلاج
- العناية بالجلد في منطقة الحفاظ.
- إبقاء المنطقة جافة غير رطبة.
- تغيير الحفاظ باستمرار، ويجب على الأم تغيير الحفاظ متى وجدته رطباً، إذ يجب فحص الحفاظ باستمرار، فقد يحدث التبول والتبرز بعد تغيير الحفاظ مباشرة، وإذا ترك على الجلد قد يؤدي إلى حدوث الالتهابات.
- استعمال الصابون المرطب للبشرة.
- استعمال المراهم الزيتية مثل أكسيد الزنك، إذ إنه يعمل كعازل بين الجلد والبول والبراز، خصوصاً خلال الليل.
أما بالنسبة إلى نوع الحفاظ فلا يوجد فرق بين نوع وآخر.
- مداواة الطفح عند حدوثه إذا ظهر الطفح على الرغم من العناية بالمنطقة، فيجب المبادرة لعلاجه قبل أن تصبح المشكلة مستعصية ويتم ذلك بما يأتي:
- استبدلي الحفاظ بمعدل أكثر من المعدل العادي.
- لا تستبدلي الحفاظ إلا بعد تنظيف المنطقة وشطفها بالماء وتنشيفها جيداً.
- خلال الليل ضعي الطفل في غرفة دافئة مع تعرية الجسم تحت السرة.
- إذا استمر الطفح الجلدي بعد ذلك، فيجب استشارة الطبيب ليصف العلاج المناسب لكل حالة حسب معطياتها.
الطفح العرقي
يحدث الطفح العرقي بكثرة في الأطفال نتيجة الجو الحار والرطب، حيث يكثر إفراز العرق ويتعذر خروجه إلى سطح الجلد. كما يلاحظ حدوث هذا الطفح بكثرة عند الأطفال لحرص آبائهم الزائد عليهم وخوفهم من نزلات البرد، فيدثرونهم بملابس وأغطية كثيرة أو يجعلون غرف نومهم أدفأ من اللازم. ويظهر هذا الطفح على هيئة بثور حمراء صغيرة جداً تبعث على الحكة والحرقان، وتنتشر هذه البثور في منطقة الوجه وخلف الرقبة وكذلك المناطق المغلقة والمعرضة للاحتكاك مثل الإبط والفخذين وجلد الظهر.
العلاج
أما العلاج الأمثل لمثل هذه الحالات فهو تجنب الحرارة وكذلك الأجواء الرطبة والجلوس في أماكن باردة جافة جيدة التهوية.. كما يفيد الاستحمام بالماء البارد، وكذلك استخدام ملابس خفيفة وفضفاضة للأطفال خصوصاً في فصل الصيف.
قلاع الفم
قلاع الفم التهاب فطري شائع عند حديثي الولادة والرضع تسببه فطريات معروفة باسم (كانديدا Candida) ومن الممكن أن يزداد قلاع الفم في حالة استخدام المضادات الحيوية. تظهر الفطريات على شكل بقع بيضاء صغيرة على اللسان وداخل التجويف الفمي ويصاب الطفل بالألم نتيجة الالتهاب فيعاني من صعوبة في عملية الرضاعة.
العلاج
عادة يختفي القلاع عند حديثي الولادة من تلقاء نفسه، ولكن العلاج يسرع من عملية الشفاء فيعود الطفل إلى الرضاعة بصورة طبيعية ويتم هذا بشراب النستانين أربع مرات يومياً ومن الممكن استخدام بعض الدهانات الموضعية التي تساعد على إزالة القلاع.
الحساسية الجلدية
وهو مرض جلدي شائع يصيب ما بين 3%-5% من الأطفال. وهذا النوع من الأكزيما يصيب الأطفال بشكل خاص، إلا أنه قد يلازمهم حتى سن البلوغ؛ وهو مرض وراثي المنشأ يكثر وجوده في بعض العائلات التي غالباً ما يشكو أفرادها أيضاً من حمى القش أو الربو. وتبدأ أعراض الأكزيما عند المولود بعد نحو 6 أسابيع إلى 3 أشهر من ولادته. يعاني الطفل من بقع حمراء ترشح بالماء أو تكون متقشرة بتركيز ظهورها على الوجنتين وتصاحبها حكة شديدة، ما تؤدي إلى إزعاج الطفل وبكائه لفترات طويلة، ومن الممكن أن ينتشر المرض ويظهر في ثنايا المرفقين والركبتين. ويمكن طمأنة الأهل إلى أن معظم هذه الحالات تشفى لدى بلوغها السنتين من العمر، كما أن هناك عدداً من العلاجات التي تخفف وطأة المرض وتسيطر عليه لحين الشفاء منه. وهذه بعض النصائح التي نسوقها للآباء لاتباعها في مثل هذه الحالات:
- لجفاف جلد هؤلاء الأطفال وكذلك جفاف الجو في منطقة الرياض، لذا ينصح باستخدام صابون خاص بالجلد الحساس كذلك استخدام الزيوت المرطبة للجلد بعد الحمام واستخدام الكريمات المرطبة التي تحافظ على رطوبة الجلد.
- عدم المبالغة في الاستحمام، إذ يزيد من جفاف الجلد.
- ينصح بشطف الملابس جيداً بعد غسلها للتخلص من المواد الكيميائية بها.
- تجنب الملابس الصوفية والمصنوعة من النايلون والاستعاضة عنها بثياب قطنية.
- تجنب الحرارة الشديدة والبرد الشديد.
فطريات شعر الرأس
توجد هذه الفطريات في أطفال المدارس الابتدائية على وجه الخصوص نتيجة إصابة شعر الرأس بفطريات معينة وينتقل من الأطفال بالعدوى المباشرة نتيجة المشاركة في الأمشاط وفراشي الرأس والطواقي. وفي العادة لم نكن نرى هذا المرض بكثرة في منطقة الرياض ولكن لوحظ في الآونة الأخيرة ظهور بعض الحالات ربما لأن سببها وجود بعض الحيوانات الأليفة في المنازل مثل القطط والأرانب وأحياناً الكلاب وهي تظهر على شكل بقع محددة المعالم يتساقط منها الشعر ويكون قصيراً، ويتكسر ويوجد بها قشور وكذلك حكة. يتم تشخيصها إكلينيكياً أو عن طريق الأشعة فوق البنفسجية، إذ إن بعض الفطريات تعطي ألواناً خاصة تحت الأشعة وكذلك التشخيص الميكروسكوبي أو المزرعة للشعر والقشور الموجودة على فروة الرأس. والعلاج يكون عن طريق المضادات الفطرية بالفم ويستمر مدة 6 أسابيع ولا يكفي استخدام المضادات الفطرية الموضعية لعلاج هذا المرض، ولكن يمكن استخدامها مع المضادات الفطرية عن طريق الفم. وأخيراً يقوم الطبيب بمعالجة الحالة الجلدية حسب شدتها بمضادات الهستامين عن طريق الفم ومرطبات الجلد ومراهم الكوربتزون والمضادات الحيوية في بعض الأحيان.
د. يسري الشعراوي - اختصاصي جلدية وتناسلية - مركز النخبة الطبي الجراحي |