خبرات مكتسبة.. ولكن
ناصر سعدون المحيفر (*)

تجعلني نجاحات المهرجان السياحي في منطقة حائل هذا العام .. أشعر بالفخر .. فحين يتفجر حماس شبابنا وينغمسون في العمل، وتنطلق قدراتهم الإبداعية معلنة عن وجود جيل جديد يُقدر قيمة العمل، ويقدم جهده بسخاء في مجالات عمل جديدة وغير معتادة بثقة في نفسه، وقبول واحترام ممن حوله يصبح التطور والنهضة أكثر من احتمال بل واقع منظور بإذن الله، فبالعمل وحده تصنع الأمم والمجتمعات واقعها، وتتطلع من خلال إنجازات أبنائها إلى مستقبل أكثر إشراقاً وعطاءً.
وكلنا أمل في الله سبحانه وتعالى أن تكون أنشطة مهرجان حائل السياحي لهذا العام مقدمة لتضافر الجهود لدعم عمليات التنمية في هذه المنطقة الغالية، والاستفادة من الخبرات المكتسبة لتنمية خبرات مشابهة وموازية في مجالات اقتصادية واجتماعية وثقافية أخرى، تستوعب حماس وطاقة أبنائنا وبناتنا الشباب، وكلنا ثقة في اهتمام أولي الأمر يحفظهم الله لتحقيق ذلك في حائل هذه المنطقة الغالية التي نتوقع لها مزيداً من التألق بإذن الله.
ولا يمنعنا ذلك من الإشارة إلى بعض ما أفرزته التجربة من سلبيات لنصححها، ونتعلم منها، فعلى سبيل المثال حدثت حالة إسهال وقيء لطفل عقب تناوله مادة غذائية من أحد الباعة الجائلين في المهرجان، اعتبرها البعض حالة تسمم وهي ليست كذلك من الناحية الطبية حسب رأي المختصين، وهذا يطرح سؤالاً هاماً عن دور الجهات المختصة وبالذات أمانة منطقة حائل في متابعة الباعة الجائلين والإشراف عليهم، والتأكد من مطابقة المواد الغذائية للاشتراطات الصحية النظامية، وحصول العاملين عليها على التراخيص الصحية اللازمة، سواء كانت لدى الباعة الجائلين أو في المطاعم والمطابخ، أو لدى مسوقي المأكولات الشعبية المقدمة في المهرجانات، وليس الهدف من ذلك المنع، فهذه النوعية من الأنشطة التجارية الخدمية البسيطة جزء من بهجة المهرجان، ووجودها ييسر على الحضور والمشاركين الحصول على بعض احتياجاتهم البسيطة بيسر وسهولة، ولكن هذا لا ينفي أهمية الرقابة، وإلزام أصحاب هذه المحلات المتنقلة بالضوابط والشروط الصحية حفاظاً على الصحة العامة وسلامة الأفراد.
هذه إحدى السلبيات التي واجهت المهرجان، والتي نثق كل الثقة أن القائمين على مسئوليتها قادرون على تجاوزها، وسوف يفعلون بإذن الله، وليس عيباً أن نواجه الأخطاء والسلبيات، فالذين لا يخطئون فقط هم المتقاعسون عن العمل.
إن ما يحدث الآن من حيوية وفاعلية هو بدون شك مقدمة مهمة لسلسلة من التطورات التي سوف تحدث بإذن الله في هذه المساحة من بلادنا الغالية التي نتوقع لها مستقبلاً زاهراً، وسوف تصبح حائل من المناطق التي يشار لها بالبنان على مستوى المملكة بأسرها بمشيئة الله.