انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من المقاهي الحديثة أو ما يطلق عليها (الكوفي شوب) والمتخصصة بتقديم مختلف أنواع المشروبات الساخنة والباردة والأنواع المختلفة من الكعك والفطائر، كأحد الأماكن التي يبحث عنها الكثيرون للترويح عن النفس أو اللقاء بالأصحاب والأحبة.
وتمتاز هذه المقاهي بجمالية المكان ونظافته وجاذبيته وديكوراته الراقية والغريبة في شكلها، كل ذلك في سبيل جذب وشد انتباه (الزبون) ليحضر ويجلس فيها لقضاء بعض الوقت.
أدى تزايد انتشار مثل هذه المقاهي في مختلف المدن والأسواق والمجمعات التجارية إلى فتح مجال جديد للباحثين عن عمل من الشباب السعودي من خلال توظيفهم في وظائف مناسبة وذات دخل معقول في هذه المقاهي كمقدمي طلبات أو معدين لها، بل إن العديد من هذه المحلات أصبحت تتنافس فيما بينها بالتميز بتواجد العاملين لديها من الشباب السعودي نظراً لقبولهم وتفضيلهم من قبل الزبائن على العاملين الآخرين من جنسيات أخرى، وأصبح الغالب أن ترى شباباً سعودياً مدرباً تدريباً جيداً يستقبلك بلهجة محلية وابتسامة يمارس العمل بهذه الأماكن، حتى أن بعضها يديرها ويملكها ويعمل بها أصحابها من شباب سعودي، وهذا هو الجميل والمطلوب.
لفت انتباهي قبل أيام أثناء ذهابي لأحد هذه المقاهي الحديثة أن إدارة المحل قد وضعت أمام المحاسب (مسجل الطلبات) منشورات ورقية بشكل جذاب ولافت للانتباه، وفيها صور لبعض الشباب السعودي العامل بها وبعض المعلومات التي أدلوا بها عن عملهم وتجربتهم في هذا المجال وما حققوه في فترات وجيزة من التحاقهم بهذه الأعمال، فبعضهم أصبح مديراً للفرع والآخر مسؤولاً عن مجموعة من العاملين وآخر مديراً إدارياً وهكذا، وفي نفس الوقت تشاهد إعلانات لدعوة من يرغب الالتحاق بالعمل من الشباب ولو بدوام جزئي.
نقول شكراً لملاك وأصحاب هذه المقاهي على تشجيعهم ودعمهم للشباب للعمل لديهم، وهذا هو المطلوب وهو أحد أهم طرق إنجاح السعودة، والنصيحة لكل شاب لم يجد عملاً أن يلتحق بهذه الأعمال، فالعمل أياً كان نوعه ليس عيباً، بل العيب البقاء بدون عمل ورفض الفرص المتاحة حالياً للشباب للعمل في مهن ووظائف احتكرتها عمالة أجنبية.
|