* بيروت - القاهرة - العواصم :
تتحول بيروت رويداً رويداً إلى بؤرة لنشاط دبلوماسي كثيف رغم القصف الأكثف على ضاحيتها الجنوبية وبقية أنحاء لبنان، ومن المتوقع أن تشهد غداً اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب الذين أفادت المصادر أنهم سيصلونها عبر طائرة نقل عسكرية، وسبق مسؤول أمريكي رفيع الوزراء العرب إلى بيروت حيث التقى امس رئيس الوزراء اللبناني.
ويعقد الوزراء العرب اجتماعاً طارئاً يهدف بصفة خاصة إلى دعم (خطة الحل الشاملة) التي قدمها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة.
وتتضمن خطة السنيورة وقفاً فورياً لإطلاق النار وتبادل الأسرى اللبنانيين والإسرائيليين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق وعودة النازحين إلى قراهم، والتزام مجلس الأمن بوضع منطقة مزارع شبعا تحت ولاية الأمم المتحدة. كما تنص على بسط الحكومة اللبنانية سلطتها على اراضيها بقواتها المسلحة الذاتية، وتعزيز قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان بالعديد والعتاد وتوسيع مهمتها ومدى عملياتها، وقيام الأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيق اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان وإسرائيل عام 1949م.
وأفاد مصدر حكومي لبناني أمس السبت ان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش وصل مساء الجمعة إلى لبنان، مشيراً إلى أن جدول أعمال وولش يشمل لقاءً مع السنيورة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري قبل أن يتوجه إلى إسرائيل.
وتتزامن هذا الزيارة مع استمرار المشاورات في مجلس الأمن حول مشروع قرار فرنسي مقدم إلى مجلس الأمن يدعو إلى (إنهاء الأعمال العدائية).
وبدت فرص تبنّي قرار من قبل مجلس الأمن الدولي لوقف المعارك في لبنان معدومة قبل يومي السبت والأحد اللذين يمثلان نهاية الأسبوع في العالم الغربي وهي لن تتوفر قبل قبل يوم غد الاثنين وذلك بعد يوم من المحادثات الماراتونية يوم الجمعة بين فرنسا والولايات المتحدة لم تسفر عن اتفاق.
ومع تزايد نفاد الصبر في العالم حيال بطء المفاوضات، فرض الوفدان تعتيماً شبه كامل على المباحثات التي يجريها خارج مبنى الأمم المتحدة السفيران الفرنسي جان مارك دو لا سابليير والأمريكي دون بولتون.
وخلال اتصالات هاتفية مع الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والأمريكي جورج بوش ورئيسي الوزراء البريطاني توني بلير واللبناني فؤاد السنيورة ووزير الخارجية الروسي بالوكالة اندريه دينيسوف، اعرب امين عام الأمم المتحدة كوفي عنان عن قلقه من بطء المفاوضات الخاصة بقرار حول لبنان.
وقال دبلوماسي يوم الجمعة ان الخلافات بين الولايات المتحدة وفرنسا ما تزال قائمة. واضاف (انهما أكثر تقارباً بكثير) لكن عليهما مواصلة العمل طوال عطلة نهاية الأسبوع.
واستناداً إلى دبلوماسي آخر، فإن قاعدة هذه المباحثات ما زالت مشروع القانون الذي قدمته فرنسا إلى مجلس الأمن. وقال (المفاوضات مستمرة على اساس النص الفرنسي الذي يدخل عليه الأمريكيون تعديلات).
ويدعو النص الفرنسي خاصة إلى (وقف اطلاق نار فوري وإلى احترام صارم من الجانبين للخط الأزرق) الذي يرسم الحدود بين إسرائيل ولبنان. ويحدد مشروع القرار الفرنسي الشروط اللازمة لوقف اطلاق نار دائم ولحل دائم للنزاع الدائر بين إسرائيل وحزب الله.
وتشمل هذه الشروط خاصة (الاحترام التام لسيادة وسلامة اراضي إسرائيل ولبنان وإطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين المخطوفين وتسوية قضية الأسرى اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل اضافة إلى التطبيق التام لاتفاقيات الطائف وقراري الأمم المتحدة 1559 و1680 اللذين يطالبان بنزع سلاح كل الميليشيات في لبنان وبسط سلطة الحكومة على كل الأراضي اللبنانية).
كما يقضي مشروع القرار بنشر قوة دولية في حال التوصل إلى اتفاق سياسي (لمساعدة القوات اللبنانية على توفير بيئة آمنة والمساهمة في تنفيذ وقف اطلاق نار دائم).
|