هاجس الغرق في مستنقع لبنان يثير خلافات حادة بين الساسة الإسرائيليين والعسكريين

* القدس - حيفا - بلال أبو دقة:
كُشف النقاب في إسرائيل عن بداية خلاف بين رأسي الساسة الإسرائيليين، السياسيين والعسكريين، تعكس (أزمة خطيرة) في القيادة العسكرية نجمت عن تعقيدات الهجوم الذي تشنه إسرائيل على لبنان الشقيق، الذي يعيد هاجس الغرق مجدداً في مستنقع لبنان بعد ست سنوات من انسحاب إسرائيل أحادي الجانب منه.
وتتركز الحلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، ووزير حربه عمير بيرتس بشأن إدارة الحرب في لبنان.. وتحدثت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية يوم أمس عن إقصاء قائد منطقة شمال إسرائيل (عودي آدم) المكلف مبدئياً بالجبهة اللبنانية من قيادة المعركة بعد 24 يوماً من بدء الحرب.
وأضافت الصحيفة أن الجنرال (آدم) وهو خريج مدرسة الحرب الفرنسية كان قد حذر رئيس الوزراء ايهود اولمرت، (في الحادي عشر من تموز - يوليو) الماضي عشية بدء الحرب من خطر نشوب نزاع ودعاه إلى إجراء مفاوضات سياسية تفادياً لهذا النزاع.
هذا وقالت يديعوت احرونوت العبرية: إن الجنرال الإسرائيلي (غابي هيرش) قائد الفرقة المنتشرة عند الحدود أُقيل عملياً من مهامه، مؤكدةً أن قيادة المعركة حالياً بين يدي الجنرال في الاحتياط ( غابي اشكينازي) مستشار وزير الحرب في دولة الاحتلال عمير بيريتس، الذي دُعي إلى العودة إلى صفوف الجيش وكذلك مساعد رئيس الأركان في جيش الاحتلال (موشي كابلينسكي).
وقالت الصحيفة العبرية: إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال (دان حالوتس) ذاته بات مهمشاً من قبل وزير الحرب (بيريتس) الذي نصحه بالخلود إلى الراحة بعد إصابته بوعكتين صحيتين دون أن يكشف الأطباء إصابته بأي علة.
وكان دان حالوتس (58 عاماً) موضع انتقادات شديدة من المعلقين العسكريين الذين أخذوا عليه أنه بالغ في تقدير قدرات سلاح الجو الإسرائيلي وأنه انتظر أسبوعين بعد بداية الهجوم البري ليدعو إلى تجنيد الاحتياط في القوات البرية.. وكانت قد ذكرت مصادر صحافية إسرائيلية أن خلافات جدية اندلعت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، وبين وزير حربه (العمالي) عمير بيرتس حول (احتلال إسرائيل لحزام أمني على عمق 20 كيلومتراً في الأراضي اللبنانية)..!
وكان وزير الحرب (بيرتس) أصدر تعليمات يوم الخميس الماضي للجيش الإسرائيلي بأن يستعد للمرحلة القادمة من أجل (السيطرة وبسرعة على الخط الحدودي حتى الليطاني مع العمل على تدمير المناطق التي تطلق منها قذائف الكاتيوشا).
وقالت ذات المصادر: إن بيرتس يريد توسيع الحرب فيما يخشى أولمرت من نتائجها. وتحدثت صحيفة (يديعوت أحرونوت) عن خلافات حادة داخل قيادة أركان الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب في لبنان بشأن الإستراتيجية التي يجب انتهاجها إزاء حزب الله. وكانت مصادر مسؤولة في الجيش الإسرائيلي قد قالت في وقت سابق: يبدو أن تقديرات أولمرت التي أشار خلالها بأن البنية التحتية لحزب الله قد تدمرت كانت تقديرات مبالغ فيها.