* تونس - أ ف ب:
بدأ المنتج السينمائي التونسي أحمد بهاء الدين عطية إنتاج أول فيلم كارتون سينمائي عربي أفريقي بعد النجاح الذي لقيته سلسلة الصور المتحركة التونسية (تحيا كارطاغو) التي تم عرضها مجدداً في إطار الدورة الحالية لمهرجان قرطاج الدولي.
وقال عطية صاحب أكبر شركة إنتاج في تونس (سيني تلي فيلم) وصاحب أول ستوديوهات إنتاج لأفلام الكارتون في العالم العربي وأفريقيا: إن (الاستعدادات تجري على قدم وساق لإنتاج (أول فيلم سينمائي كارتوني طويل في أفريقيا).
وكانت سلسلة (تحيا كارطاغو) أول إنتاج سينمائي كارتوني تونسي أوروبي ولقيت إقبالاً كبيراً عند عرضها للمرة الأولى في أكتوبر 2004 في إطار الدورة العشرين لأيام قرطاج السينمائية.
وتروي حلقات (تحيا كارطاغو) التي عرضت مجدداً في المسرح الروماني في مدينة قرطاج الأثرية، تاريخ تأسيس قرطاج على يد عليسة سنة 714 قبل الميلاد وحتى سقوطها من خلال طاقم السفينة الفينيقية (كارتاغو) الي يضم الطفل الفضولي المرح (سديك) والشاب الباسل والمندفع (كوثار) والمحارب البربري (سيد) والشيخ (سيفور) روح الطاقم والصوت المرشد والفتاة (غادا) التي تشكل ضمير المجموعة.
ويهدف العمل الذي بلغت كلفة إنجازه 8.5 ملايين دولار إلى (إعادة الاعتبار للضفة الجنوبية للمتوسط لما لها من دور ريادي في صنع حضارة الإنسان)، كما قال عطية.
وأشار عطية إلى أن (الفيلم الجديد الذي تدور أحداثه في مدينة سيغو المالية يتناول العلاقات بين الإنسان والسلطة وكيف ينقلب شخص من إنسان وديع وخدوم إلى جشع وبشع حين يتسلم سلطة القرار).
والفيلم من إخراج المالي مامي باي كوليبالي. وهو إنتاج مشترك تونسي جزائري مالي إلى جانب مساهمة مؤسسة (يوروميدياتون) التابعة للبرنامج الأوروبي المتوسطي السمعي البصري الذي يشرف عليه الاتحاد الأوروبي.
وقد لجأ منتج الفيلم في تمويل الفيلم إلى مؤسسات أجنبية إلى جانب مساهمة الاتحاد الأوروبي بعشرين بالمئة من ميزانيته الإجمالية.
وأكدت مصادر مشاركة (صندوق دعم بلدان الجنوب) و(الوكالة الحكومية للفرنكفونية) بينما عبرت قناة فرنسية عن اهتمامها بالمشروع وستعلن عن موافقتها لاحقاً، وأوضح عطية أن (الفيلم سيكون مبدئياً ناطقاً بالعربية والفرنسية وسيقع الاختيار على ممثلين بارزين من فرنسا وتونس للقيام بالأدوار الرئيسية)، ويتوقع أن يكون الفيلم جاهزاً في ربيع 2007 ليتمكن من أن يشارك في مهرجان كان.
وأكد عطية أن (ستوديوهات تونس) التي أنشئت في 2000 فرضت نفسها على الساحة السينمائية (لما يتوفر فيها من تقنيات حديثة وخدمات بأسعار مدروسة ولوجودها في بلد محاذ لأوروبا فضلاً عن القواسم المشتركة الموجودة بين مختلف الدول الأفريقية والعربية وسهولة فهم الآخر).
وأشار إلى أن (أبرز دليل على ذلك هي قائمة المشاريع المطروحة حالياً مع مخرجين من شمال وجنوب الصحراء الذين فضلوا التعامل معها وعدم اللجوء إلى الصين أكبر بلد منتج للصور المتحركة).
ورأى أن (التعاون الثقافي بين دول الشمال والجنوب وبين دول الجنوب بات ضرورياً اليوم أكثر من ذي قبل).
وأضاف (حين تتسلح السينما ببعدها الإنساني والكوني يمكنها أن تلعب دور الوسيط الإيجابي لخلق علاقات متساوية بين الشعوب تقطع مع التعصب وترسي روابط تحترم الاختلافات).
بهذا الفيلم يضيف عطية إنجازاً جديداً إلى ما حققته شركته السينمائية (سيني تلي فيلم) في السنوات الماضية أبرزها أفلام (باب المقام) للمخرج السوري محمد ملص الذي أحرز (جائزة لجنة التحكيم) في الدورة الأخيرة لمهرجان مراكش المغربي.
ومن الأفلام التي أنتجتها الشركة أيضا (الحلفاوين) لفريد بوغدير الذي ضرب أرقاما قياسية في الإقبال في تونس وفرنسا و(ريح السد) لنوري بوزيد الذي حصل على جائزة التانيت الذهبي في الدورة الحادية عشرة من أيام قرطاج السينمائية في 1982م.
|