منظمة (سِرِّية) بيننا..
يا خبر أسود..؟!!
حمّاد بن حامد السالمي

* قرأت ما كتبه زميلنا الأستاذ (قينان الغامدي) في صباح الوطن صبيحة يوم الجمعة المباركة العاشر من رجب تحت عنوان: (البريك يكشف عن التنظيم السري.. موعظة تهييجية تحت إشراف الوزارة)..! والمقال يدور حول معلومات خطيرة، يبدو أنها (كانت) في غاية السرية..! كشف عنها واحد من (القُصَّاص) المشاهير في ميادين المخيمات الدعوية والمراكز الصيفية، هو الدكتور (سعد البريك)، و(فضح) هذه المنظمة الخطيرة على البلد وأهله وأمنه في المخيم الشبابي الصيفي بجدة يوم (25 جمادى الآخرة 1427هـ)، وهو واحد من المخيمات التي عادةً ترعاها الشؤون الإسلامية والهيئات والتربية وغيرها.
* لم أكد أكمل مقال الزميل (قينان) حتى وجدتني أعتب عليه، ذلك أن مثل الدكتور البريك في هذه الحالة ينبغي أن يُشكر لا يُنكر، وأن يُمنح وسام رجل الأمن الأول في هذه البلاد؛ إذ لم نسمع من قبله ولا من بعده حتى اللحظة هذه مَن كشف عن مثل هذه الشبكة الخبيثة التي تهدد أمن البلاد، ولا حتى من قبل الجهة المختصة التي هي وزارة الداخلية وفروعها، وهو بهذا الكشف العظيم، والفتح المبين، يجعلنا ننتظر منه عاجلاً، وفي محاضرات وأقاصيص أخرى على (البث الإسلامي) - وهو الموقع الذي يعرض بالصوت هذا الكشف - أن يكشف لنا عن شبكات مماثلة، ربما ليس لها ارتباط بالغرب وسفاراته، ولا بأمواله ومناهجه ومبادئه، مثل التي كشف عنها هنا، وإنما لها علاقة بالمارق (أسامة بن لادن)، و(الظواهري)، و(الملا عمر)، و(دولة طالبان الهالكة)..!! إن هذه المنظمات والشبكات السرية سواء، في عدائها لبلدنا وخطرها على مملكتنا الحبيبة، إلا إذا كان للدكتور البريك رأي آخر!!.
* نحن كمواطنين نجهل العمل الحركي، والتنظيمات السرية وما دار في فلكها، فيهمنا كثيراً أن نعرف، وبكل تفصيل ممل، المعلومات التي تكشف عن وجه هذه المنظمة الخطيرة التي أعلن عنها البريك قبل أسابيع، حتى نبني على هذا الكشف العظيم مواقفنا كمواطنين ليس إلاَّ.
* ليقل لنا المكتشف العظيم: من هم أعضاء هذه المنظمة التي لم تعد سرية بعد كشف البريك لها..؟! ومن هو رئيسها..؟! وما الجهات والدول التي تتخابر معها..؟! وما مصادرها المالية..؟! هل هي من سفارات غربية فقط؟ وما هي بالتحديد..؟! وهل هناك جمعيات - مثلاً - أو جهات تمولها..؟! وما برامجها ومخططاتها وأهدافها..؟! وهل نفَّذت عمليات انتحارية أو تفجيرية ضد الوطن والمواطنين..؟! أو أنها في طور الإعداد لجيل قادم من الانتحاريين..؟!
* هل هذه المنظمة الخبيثة التي أعلن عنها البريك - أثابه الله - قريبة أو شبيهة بتلك التي كانت سرية قبل غزو صدام حسين للكويت، ثم أعلنت عن نفسها صراحة في مذكرة نصيحة شهيرة بعد الغزو، ووقفت بكل (شجاعة) في صف صدام حسين وهو يحشد مليون جندي على حدود بلدها وضد حكومتها..؟!
* هل هي قريبة شبه مثلاً بتلك المنظمات التي تصدر بيانات تحذيرية وتنذيرية بين وقت وآخر، تصنف الناس، وتفرز المواطنين، وتغرِّر بالصغار، وترسلهم إلى أرض العراق لينتحروا هناك..؟!
* هل يوجد أحد من أعضائها يستغل المناشط الخيرية، ويسرب من خلال محاضراته وأقاصيصه وحكاياته رسائل ملغومة، ومفاهيم مغلوطة، وبرامج مؤدلجة..؟!
* هل يظهر أحد من أعضائها على القنوات الفضائية وهو يكفِّر الخصوم، ويتهم المخالفين، ويقع في معتقدات الناس، ويدَّعي أن الأمة كلها معه وحده؛ لأن الحق معه وحده..! ويقول: (نحن) فزنا في الانتخابات البلدية، و(نحن) فزنا في انتخابات فلسطين، و(نحن) فزنا في الانتخابات المصرية، و(نحن) نفوز في كل مكان..؟!
* هل يوجد عضو واحد من هذه المنظمة أو الخلية جاهل وغبي وبليد إلى درجة أنه لم يتلقَّ حتى اليوم رسالة (خادم الحرمين الشريفين) - حفظه الله - التي انطلقت قبل أكثر من شهرين من منطقة القصيم، وهي ضد تصنيف المواطنين وفرزهم وتفسيقهم، فظل يدندن بالعلمنة، ويجعجع بالزندقة، ويتصدر موائد الرز والكوزي والمندي بالوقوع في معتقدات وأعراض أبناء وطنه..؟!
* لن أكون مثل أخي الكاتب (قينان الغامدي) فيما كتب في هذا الموضوع، وأنحى باللائمة على الدكتور البريك، بل إني أتوجه هنا بكل الشكر لهذا الواعظ الوطني المخلص (سعد البريك)، طالباً منه وعلى وجه السرعة التوجه بما لديه من معلومات سرية ثمينة إلى سمو وزير الداخلية لكشف أعضاء هذه الشبكة اللعينة، والضرب على يدها بكل قوة، فكما يبدو - والعلم عند المكتشف العظيم - أنها عاثت في البلاد فساداً، واستغلت المال الخيري وما يأتيها من هبات وصدقات ومعونات محلية ودولية في تجنيد الأعوان، والتغرير بالبسطاء، وتذكية نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وتغذية العداء والكره لمن خالف نهجها، ولم يدخل في عباءتها، وهي عباءة قميئة مثل أهلها، ليس فيها إلا الشر الذي نرجو الله أن يجنِّبنا إياه، وأن ينتقم لنا من هذه المنظمة، وممن دخلها، أو أيَّدها، أو سكت على خبثها، أو ساعدها ظاهراً وباطناً، أو مد لها وفتح لها أبواب العمل والحركة، حتى لو كانت هذه الأبواب أبواب السفارات التي أفصح عنها البريك، وقال بها قبله الدكتور محمد النجيمي.
* شكراً أيها المواطن المخلص (سعد البريك)..!!