قرأت في العدد 12238 في يوم الاثنين الموافق 14 من جمادى الآخرة لعام 1427هـ للكاتب عبد الله بن بخيت في زاوية (يارا) بعنوان 90% من النساء يؤيدن الانضمام للمحاكم الشرعية، ووجدت الكاتب أورد ما نقلته صحيفة الجزيرة عن الدراسة العلمية التي تؤكد أن نسبة 88% من النساء يرفضن قيادة السيارة، ثم قال: (ولم تشر الدراسة إلى نسبة رفض النساء للرجال للحديث عنهن، ولكن الأرقام الأخرى تعطي مؤشراً على ما يمكن أن تؤول إليه النتائج) إلى أن قال: (يعني أن النساء يقلن بصوت واحد: لا نسمح للرجال بالحديث نيابة عنا) أ. هـ.
قبل الكلام في هذا الموضوع ولغة الأرقام التي تتحدث عن المرأة السعودية وما هي اهتماماتها وقناعاتها فإنني أذكر قصة أسطورية أضحكت فئاماً من الناس على مختلف ثقافاتهم وهي قصة المدعو (جحا)؛ فقد استأجر جحا منزلاً راقت له السكنى فيه ثم جاءه صاحب المنزل وطلب منه الخروج مه لأنه يرى أن يسكن المنزل فحاول جحا إقناع المؤجر بالاستمرار في تأجيره له، ولكنه أصر على إخراجه منه، فوافق على الخروج منه واشترط عليه إبقاء مسمار له كان يعلق فيه ثوبه أو عمامته، على أن يعود لأخذه لاحقاً، فوافق صاحب المنزل على ذلك؛ فكان جحا يهجم على صاحب المنزل في أوقات مختلفة من ليل أو نهار، ولا سيما أوقات الراحة التي يعتاد صاحب المنزل الارتياح فيها في (منزله) فيدق عليه الباب فيفتح له ويفرح بمجيئه في كل مرة، ظناً منه أنه سيأخذ مسماره؛ فيدخل حتى يقف أمام المسمار ويحمد الله مبتسماً ثم يعلق عليه ثوباً أو حبلاً، ويخرج دون أن يأخذ مسماره.
الحديث عن المرأة أصبح كمسمار جحا فكثيرون يتكلمون بذريعة حقوق المرأة السعودية ورغباتها، ولكن دون حل للمشكلة حتى سببت هذه القضية الاجتماعية (عبثاً) يتكلم فيه آحاد الناس. إن ما ذكره الكاتب هو أن النساء يقلن بصوت واحد: لا نسمح للرجال بالحديث نيابة عنا حري بالكاتب العزيز أن يلتزم هو بهذا، ولو أننا تركنا قضايا المرأة للمجتمع وأغلبية الرأي لكان أفضل فالمجتمع السعودي عنده قناعة قوية باختياراته (وأهل البيت أدرى بما فيه)؛ حيث إنه مجتمع تسود فيه الصبغة الدينية والعقلاء يعرفون المصالح من المفاسد، فأقول للكاتب الكريم وغيره من حملة القلم: لندع هذه الإحصاءات الرقمية ونبحث عن سبل الحل لمشكلاتنا الاجتماعية المعاصرة بطريقة ما ونبعد عن الضبابية في الطرح والتشويش على العامة؛ ليكون نقدنا للقضايا وطرح الحلول للمشكلات بناءين ومتميزين.
عبد الله قاسم العنزي |