|
انت في"الرأي" |
|
الذين يربطون الإرهاب بالإسلام ما عساهم أن يقولوا عن منظمات إرهابية في دول كثيرة من العالم كالصراع القائم بين طائفتي الكاثوليك والبروستانت في بريطانيا وجماعة الألوية الحمراء في إيطاليا والجيش الأحمر في اليابان وبادر منهوف في ألمانيا ومنظمة إيتا في إسبانيا وغيرها وغيرها والقائمة تطول. فهل هذه المنظمات تنضوي تحت مظلة الإسلام أو استسقت مناهجها من تعاليمه.. كلا إنها منظمات تمارس أعمال العنف لا تمت للإسلام بصلة، من هنا يتضح أن الإرهاب ظاهرة عالمية ليس له دين ينتمي إليه أو هوية يستظل تحت سقفها تؤسسه أفكار مدسوسة تنبت في أرضية منزوعة على العدوانية واتباع الهوى والانغلاق في مجال الذات وما انطوت عليه السريرة ولقد عالج الدين الاسلامي هذه الممارسات الإرهابية بأشكالها العملية وتصنيفاتها وصورها النوعية باعتبارها فسادا في الأرض وعبثاً بمصالح الأمة يشيعون الخوف والفزع بين أوساطها وهو بهذا يؤكد على حق الإنسان بالعيش في سلام في حين لم تصل القوانين الوضعية لأبسط قواعد الاتفاق حول طبيعته والخروج بصيغة تعريف محدد متفق عليه ليأخذ طريقاً الى تصنيف دقيق لماهية الارهاب ليؤسس أرضية أولية نحو اتفاق موحد لمناهضته وتحديد عقوبات لفاعليه كما هو شأن الاسلام فأي الموقفين أكثر صواباً موقف الاسلام أم موقف القوانين الوضعية التي يرفع البعض في أروقتها نداءات للربط بين الإرهاب والإسلام ظلماً وبهتاناً فما بال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |