Saturday 5th August,200612364العددالسبت 11 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

الوهم لدى بعض المتدينين الوهم لدى بعض المتدينين
د.علي بن شايع النفيسة

التأول الفاسد الذي يدفعه الهوى هو ما أودى بالشباب إلى سلوك منهج متشدد يعتمد على العنف كلغة وحيدة للتفاهم وإيصال الرسالة عما يظنه الشباب صواباً وكثيراً ما يردد الشباب المتعاطف مع الفئة الضالة (أن الشباب الذين ارتكبوا ما ارتكبوا من التفجيرات والمواجهات الخاسرة مع رجال الأمن إنما هم متأولون) وذلك امتداداً للتعاطف معهم وعدم الجرأة على تخطئتهم حتى لايتعرضوا للتصنيف ممن بقي من الفئة الضالة ممن هم على إصرارهم على منهجهم العدائي، ولا يعني هذا أننا نكفرهم أو نشهد لهم بالنار، فحكمنا عليهم مستمد من عقيدتنا عقيدة أهل السنة والجماعة التي تنص على عدم الشهادة لمعين بجنة أو بنار إلا من شهد له النبي- صلى الله عليه وسلم- لكن النهج المتخذ معهم في شأن المواجهة هو نهج الإمام علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- المستمد من التوجيهات النبوية حيث أرسل لهم علي بن عباس لمحاورتهم فرجع الثلث منهم للحق، وقال علي بعدها أغزوهم بسم الله فإنه لا يفر منهم عشرة، ولا يقتل منكم عشرة، وكان الأمر كما قال علي- رضي الله عنه- ربما قال بعضهم قسوت عليهم بتشبيههم بالخوارج فأقول ما أنا إلا ناقل لرأي كبار العلماء لدينا فيهم، فأفعالهم أفعال خوارج، كما قال سماحة المفتي، وكذا قال معالي الشيخ صالح الفوزان، وهذه مسألة في غاية الخطورة يغفل عنها بعض الشباب المتورطين مع الفئة الضالة، ومن المعلوم أن الخوارج ليس مكتوباً على جباههم أنهم خوارج، لكن من انطبقت عليه النصوص في وصفهم فهو خارجي كائناً من كان، ولا يعني هذا أن كل من تورط معهم بشكل أو بآخر ولم يكن يدرك أبعاد مخططاتهم ونياتهم السيئة أنه يتصف بوصفهم لكن من يجابه ويحمل السلاح، ويصر على الباطل بعد ما تبين له الحق من خلال فتاوى العلماء الراسخين في العلم ماذا يمكن أن نصفه؟!
* المشكلة التي يعاني منها بعض الشباب هي الاستجابة للتحريض بإسقاط العلماء والأخذ من رموز يفتقدون إلى الحكمة والواقعية، وتغليب العقل على العاطفة ربما البعض عض أصابع الندم وذرف الدموع بعدما تبين له الحق وليعلم أن ما يصيبه من عقوبة كفارة له على ما اقترفت يداه في حق نفسه وأسرته ومجتمعه إن هو صبر واحتسب وربما أن الله ستر عليه ما هو أشد فالحمد الله.
* هناك من الشباب من هو مستمر في غيه وضلاله ظاناً وواهماً أنه الأصلح في هذا الكون، وأن حال الأمة متعلق برقبته بالذات تسيطر عليه النظرة السوداوية للمجتمع يرى أن الناس قد هلكوا وهو أهلكهم يتوقع في فكر ملؤه التشدد والعناد والحجر الفكري الممارس عليه من مجموعته التي تسيطر عليهم الشبهات والنظرة الضيقة لسماحة الإسلام ومقاصده النبيلة يعيش بوهم إنه يحمل هم الأمة والحقيقة أنه لا يحمل إلا أوزاراً مهلكة قد أضاع نفسه وأضاع من يعول وأحرق أكباد والديه وبنيه وزوجته عليه دون أن يحقق مصلحة للإسلام أو للمسلمين بل العكس هو الصحيح، فقد أضر منهج هؤلاء الشباب غير المنضبط بضوابط الشرع الحكيم بالإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}، أسأل الله أن يهدينا وإياهم إلى كل خير ويبعد عنا شرور المتربصين بفكر شبابنا وأمن بلدنا إنه سميع مجيب.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved