Saturday 5th August,200612364العددالسبت 11 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاخيــرة"

رسالتان في الصميم رسالتان في الصميم
بقلم: خالد المالك

  توأمان في الحب والصدق والإخلاص الذي ليس له مدى أوحدود..
إنه الحب للشعب..
والصدق مع المواطنين..
والإخلاص للوطن بإيثاره على الوقت والصحة وكل ما تهواه النفس وتتمناه..
هكذا هو عبدالله بن عبدالعزيز..
ومثله سلطان بن عبدالعزيز..
إنهما فارسان في العمل النبيل، يؤصّلانه ويزرعانه في حقول لا تثمر أشجارها إلا الخير والعطاء الجميل.
كانت رسالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأخيه سلطان بن عبدالعزيز، بمثابة حقل خصب بالمعاني والصور وجمال القول والفعل..
وكانت رسالة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أشبه بصحراء ارتوت بمطر من وفاء سلطان لسيده وأخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز اعترافاً بفضله واعتزازاً بإنجازاته.
كنا أمس مع توأمين، يرشان الوطن والمواطن بالنبل والفروسية والوفاء، ويعلماننا دروساً جديدة في التواضع وحسن التصرف والحكمة في التعامل..
يفعل هذا أبو متعب، ومثله أبو خالد، في زمن غابت فيه الكثير من المعاني الجميلة، وحيث افتقدت الكثير من الزعامات والدول هذه الومضات المشرفة التي تاقت لها نفوسنا طويلاً ومنذ زمن بعيد.
اقرأوا جيداً رسالة الأمير سلطان للملك عبدالله بن عبدالعزيز، تفحَّصوا معانيها، كلَّ كلمة فيها، ما تعنيه وما ترمز إليه، وذلك ضمن تحليل وقراءة ينبغي لكل منَّا أن يقوم بها..
ثم تابعوا جهدكم، وواصلوا استمتاعكم، بقراءة رسالة الودِّ من الملك عبدالله إلى الأمير سلطان، لتستشفّوا هذا السمو العالي في كل سطر فيها، بجميع جملها ومفرداتها، بما لا يملك من يقرأها، إلا أن يحيي المليك عليها.
الرسالتان لم تكونا بين أخ وأخيه، ولا بين ملك وولي عهده، وليستا بين رفيقي عمر، وصديقي طفولة وشباب، وحيث هي أعمارهما اليوم..
وإنما هي تمثل العلاقة المتجذِّرة في صدقها وإخلاصها ووفائها بين القيادة والشعب، بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشعبه، بكل ما تعنيه رسالة سلطان وإجابة عبدالله عليها.
فسلطان في رسالته كما قرأتها وكما أراها لا يمثل نفسه، ولا يتحدَّث بوصفه الأخ الوفي والمخلص لأخيه، ولم يكتبها للملك ليعبَّر بها عمَّا لا يعرفه الملك عن ولي العهد من إخلاصٍ وتفانٍ خدمةً للدين، ثم الملك والشعب والوطن..
ولكنه كتبها لسيده - كما أتصور - باسم كل المواطنين، فهي تحمل صوتهم الذي أراد إيصاله إلى مليكهم، وهو قدوتهم حين تقدَّم الجميعَ في التعبير للقائد عن حب هذا الشعب لمليكه، وتقديره لكل إنجاز حققه خلال السنة الأولى من حكمه للبلاد.
وهكذا تكون العلاقة بين القائد وشعبه..
بمثل ما كتبه سلطان لمليكه، وما أجاب به المليك لولي عهده، حيث تتجسد المعاني المثلى في مواصفات الزعامة الحقيقية للشعوب والأمم..
وحسبنا وقد تعودنا على هذا الأسلوب في إدارة مصالح المواطنين والاهتمام بشؤونهم من قبل قيادتنا الرشيدة..
ومن خلال القراءة المتأنية والفاحصة والمستوعبة لمضامين الرسالتين المتبادلتين بين الملك وولي عهده الأمين..
أن نترجم كل ما عبَّر عنه سلطان باسمه، وأجيز لنفسي أن أقول: وعن مواطنيه، إلى مواقف تزيد من وحدتنا الوطنية، وتسرع بخطى التنمية والبناء والإصلاح بمثل ما يتبناه الآن خادم الحرمين الشريفين.
وإن أي كلام عن الرسالتين لن يبلغ في تقديري القدرة للغوص في أعماق المعاني التي عبَّر عنها عبدالله وسلطان، وحسبنا أننا اجتهدنا في هذه السطور المتواضعة في ملامستها ولو عن بعد لتأكيد فرحنا واغتباطنا بكل ما ورد في الرسالتين..
بأمل أن يستكمل آخرون ما خفي علينا منها، بالتحليل والقراءة والشرح، وصولاً لإيضاح هذا التوجه الذي قاد ويقود هذا الوطن الغالي إلى ما هو عليه من عز ورفعة، وفي خط بياني سوف يستمر - بإذن الله - في الصعود إلى ما هو أفضل.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved