Saturday 5th August,200612364العددالسبت 11 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

مستعجل مستعجل
موظفون لا يخدمون أنفسهم!!
عبد الرحمن السماري

** نشرت الصحف قبل أيام خبراً مفاده.. أن (25) ألف شخص سيتركون وظائفهم في 1- 7-1427هـ حيث أصبحوا في (عداد المتقاعدين) أو من المفترض أن يكونوا ذلك.. وهذا رقم معقول.. مقارنة بعدد الموظفين.. كما أنه نظام.. وحق يجب قبوله والالتزام به والإذعان للأنظمة واللوائح.. وفتح المجال أمام الشباب المتوثب المستعد المؤهل، وترك العمل لمن يستطيع العمل.
** هؤلاء المتقاعدون.. أمضوا في الخدمة سنوات.. وقدموا كل ما عندهم.. وأجزم أن شخصاً خدم ثلاثين أو أربعين أو حتى عشرين سنة.. أنه قدّم كل ما عنده.. ولم يعد لديه شيء يقدمه.. وبالذات الشخص الثابت في عمل واحد.. فهذا الشخص يتسرب إليه الملل والكسل ويصبح عمله روتينياً.. ويصبح هو أيضاً.. بلا عطاء ولا تجديد.
** لقد أعلن عن (25) ألف شخص سيتقاعدون.. هذا.. هو الرقم.. ولكن الله وحده أعلم (بالصافي) إذ إن هناك من استعد قبل سنة بطلب التجديد أو التمديد أو التعاقد أو ما شاكل ذلك من الحيل التي تضمن له البقاء في الوظيفة، وكأن كل الأعمال متوقفة على وجوده..
بل إن بعضهم خدم (40) سنة ويدفع من جيبه آخر الشهر.. راتباً للدولة.. لأنه بحسبة بسيطة.. إذا أحيل إلى التقاعد زاد راتبه.. وبعضهم (يكرف) ليل نهار بـ(50) ريالاً أو مائة ريال في الشهر.. لأنه بحسبة أخرى.. إذا أحيل للتقاعد لن ينقص من راتبه الشهري سوى هذا المبلغ..
بل ربما دون ذلك المبلغ.. ومع ذلك.. فهو (يكرف) عدة ساعات من أجل خمسين ريالاً أو مائة ريال.. أو أقل أو أكثر بقليل.
** هل تصدقون أن هناك موظفين لا نقول فوق الستين.. بل فوق الثمانين؟
** هناك دوائر حكومية فيها موظفون فوق الثمانين.
** وهناك موظفون (صِقْهان) لا يسمعون من الكبر.
** وهناك من لا يستطيع القراءة من الكبر..
** وهناك من لا يستطيع المشي من الكبر.
** وهناك من لا يستطيع الجلوس على الكرسي من الكبر ومع ذلك.. لا زالوا موظفين.. ولا زالوا في الخدمة.. رغم أن رواتبهم لو تقاعدوا ستزيد.
** لا ندري.. ماذا نقول لهؤلاء (العوِدِه) الذين حجبوا الوظائف عن الشباب.
** نعم.. هناك من مدد له سنوات وهو غير قادر على خدمة نفسه.. عوضاً عن أن يخدم الدولة أو يخدم الآخرين.
** هؤلاء يحرجون المسؤولين بطلب التمديد.
** نقول لهؤلاء.. إن حياة ما بعد التقاعد أجمل مراحل العمر.. حتى لو كان فراش النوم في (المقلَّط) إذ عليك أن تتجه إلى العبادة.. لتشعر باللذة الحقيقية.
** عليك أن تترك الدنيا وكل ما فيها..
وتعرف طريق المسجد والمصحف والصلاة والدعاء والعبادة.
** عليك أن تعرف طريق الحرم.. ومعه المدينة المنورة..
** عليك أن تتجه لذلك.. لأن (الرِجيله) على حافة القبر..
** ولكن بعضهم.. يموت وهو على مكتبه.. وكأن المعاملات لن يخلِّصها إلا هو.
** مساكين هؤلاء المتعلقون بالدنيا.. والذين نسوا الآخرة..

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved