فيما تعرَّض قائد الدورية لإصابة خلال العملية
سقوط 212 مخالفاً لنظام الإقامة إثر مداهمة الجوازات لحي الربوة بجدة

* جدة -خميس السعدي:
قامت جوازات مكة المكرمة بمحافظة جدة بحملات مداهمة على عدد من المنازل بشمال جدة بحي الربوة، وقد اتصفت عمليات المداهمة بالإثارة والمخاطرة واستمرت حتى ساعات متأخرة من الليل جراء المطاردات عبر الأزقة وكذلك على أسطح المنازل بعد أن شعر بعض من مجهولي الهوية برجال الجوازات وهم يدخلون (أزقاتهم) التي تشبه أدغال الغابات، ونتج عن الحملة القبض على (212) شخصاً من مجهولي الهوية ما بين نساء وأطفال ورجال غالبيتهم قدموا بتأشيرات عمرة أو زيارة.. وآثروا البقاء للبحث عن أعمال تدر عليهم دخلاً شهرياً وكانت نسبة كبيرة من النساء اللاتي تم القبض عليهن في مداهمة الجوازات هن أساساً خادمات هربن من منازل كفلائهن طمعاً في البحث عن رواتب شهرية عالية جراء العمل بأجور مرتفعة وممارسة بعض أعمال الرذيلة، إلا أنه رغم الحذر ومراعاة الدقة في تحديد المواقع من قِبل رجال الجوازات فقد وجدت بضعة من المنازل المستهدفة خالية من السكان بعد أن استشعروا بطريقة ما من قبل أصدقائهم الذين يتوزعون بشكل مدروس ومخطط على مداخل الحي ليرقبوا في الخفاء أي طارئ أو غريب غير مرغوب في دخوله لحيهم ولكي يكونوا كذلك بمثابة الإنذار المبكر من حملات الجوازات التي تشن على مواقعهم كما ذكر ل(الجزيرة) أحد الوافدين الذي أتى بتأشيرة عمرة وقبض عليه بالمدخل الشرقي لحي الربوة وكان يقود دراجة نارية ويحمل جهاز جوال حيث لمحه النقيب ياسر الشاعر وهو يتحدث من خلاله وهو في وضع مريب وتم القبض عليه فوراً وباستجوابه اعترف بما كان يعمل من خلال اتصالاته حيث كان يجري اتصالاً بمنزل أصدقائه ليخبرهم بأمر الحملة ليتمكنوا من الهرب.
ثم توجهت فرقة على الفور إلى المنزل وجرت عملية مطاردة مع عدد من المجهولين كانوا قد تسلقوا سطح البناية المجاورة للإفلات من قبضة الجوازات.. وأُصيب خلال إحدى عمليات المطاردة قائد الحملة الميداني المقدم محمد الساعدي في الكاحل الأيمن تلقى خلالها الإسعاف وواصل مع بقية أفراد الحملة حيث كانت هذه الحملة بتوجيهات من مدير جوازات منطقة مكة المكرمة العميد محمد الأسمري وبمتابعة من مدير دوريات منطقة مكة المكرمة العقيد مسفر الطليلي وقادها ميدانياً قائد دوريات الجوازات بجدة المقدم محمد الساعدي والنقيب ياسر الشاعر.
من جانبه أكد نائب عمدة حي الربوة مرزوق الحربي أن الحملات التي تشنها الجوازات بين الحين والآخر خففت كثيراً من أعداد مجهولي الهوية ومتخلفي العمرة والهاربين من كفلائهم ممن يفضلون السكنى بالركن الشعبي من حي الربوة الذي يعاني من عشوائية شوارعه وأزقته الضيقة وتداخل المباني الشعبية فيه بشكل يسهل تخفي المجهولين به إضافة إلى تحويل بعض المواقع إلى أماكن لممارسة لعب القمار أو بعض الأعمال المنافية للآداب، وأضاف الحربي أن مراقبة البلدية ومراقبي الأمانة لبعض العقارات المهجورة داخل الحي معدومة تماماً مما يحوِّلها إلى أوكار لهؤلاء الوافدين، مشيراً إلى أن بعض المواطنين لا يدققون حين يقومون بتأجير عقاراتهم في أعداد من يسكنون بها أو طبيعة إقامتهم من حيث نظاميتها أو عدمها مما يشجع المستأجر الأصلي، ويكون عادة مقيماً نظامياً ليشرك آخرين معه في السكن من أبناء بلده من مجهولي الهوية وبالتالي يخفف من قيمة الإيجار عليه بغض النظر عن شرعية الملكية للمبنى المستأجر.