بسبب الانتخابات الداخلية وإصدار مبادرة جديدة للإصلاح
تحديات حرجة داخل الإخوان المسلمين في مصر تهدد بانشقاقات جديدة

* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج:
تواجه جماعة الإخوان المسلمين في مصر تحديات داخلية حرجة قد تؤدي إلى انشقاقات جديدة في صفوفها ربما تكون الأعنف منذ تأسيس الجماعة عام 1928على يد حسن البنا تتمحور هذه التحديات في عنصرين أساسيين تتفرع منهما عدة أمور تصب كلها تجاه التوتر بين القيادات العليا داخل مكتب الإرشاد أعلى هيئة تأسيسية بالجماعة العنصر الأول في الخلافات هو الصراع الحاد بين نائبي المرشد العام الدكتور محمد حبيب النائب الأول والمهندس خيرت الشاطر النائب الثاني وكلاهما يسعى بكل السبل إلى خلافة مهدي عاكف 82 عاما ويعد عدته للمنصب وتفرع عن هذا الصراع خلافات أخرى جاء أولها أيديولوجي بين النائبين حول مبادرة إصلاح سياسي جديدة تريد الجماعة إصدارها خلال الأسابيع المقبلة ففي حين يريد الشاطر مغازلة الغرب ببعض بنود في المبادرة لضمان عدم اعتراض أي من الأطراف الأوروبية والأمريكية طريق الجماعة في حالة سعيها نحو الحكم كما حدث مع حماس في فلسطين ولضمان تأييد غربي أيضا خاصة في إطار ما تروج له الإدارة الأمريكية ومراكز أبحاثها حول دعم الحركات الإسلامية المعتدلة على حد وصفهم لكن محمد حبيب يرى إن هذه البنود قد تعصف بشعبية الإخوان المسلمين في الشارع المصري خاصة ان الجماعة استطاعت الفوز بخمس مقاعد البرلمان في الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر ويناير الماضيين كما أن حبيب يحسب حساب قواعد الجماعة التنظيمية والمعروفة بمواقفها الراديكالية البعيدة عن مواءمات السياسة والتي من الممكن ان تخرج عن طوع القيادات وتشكل جماعات متناثرة كما حدث من قبل.
اما العنصر الثاني في الخلافات فيتمحور حول إجراء الانتخابات داخل مكتب الارشاد ويريد كل من النائبين ترجيح كفة أتباعه داخل المكتب المتحكم في تسير الجماعة حيث يعتمد حبيب على مجموعات الصعيد وعدد من القيادات الشابة يستقوي الشاطر برجال الأعمال والحرس القديم داخل الإخوان غير ان ثمة طرف آخر يريد انتزاع الفرصة من الطرفين وهو تيار ما يسمى بالحرس التجديدي الذي يقوده الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عضو مكتب الإرشاد واحد العناصر المقلقة للتيار القديم ولكن هذا التيار التجديدي يظل الحلقة الأضعف داخل الإخوان لسيطرة جيل الخمسينات والستينات على مقاليد الجماعة وقالت مصادر قريبة من الجماعة ان هناك خلافات وانقسامات حادة بين قيادات الإخوان حول انتخابات مكتب الإرشاد ففريق متمسك بإجرائها خلال الفترة الحالية وآخر يطالب بتأجيلها مراعاة للظروف المتوترة داخليا وخارجيا خاصة أن الأجهزة الأمنية تكثف حملاتها ضد أي اجتماعات تنظيمية تعقدها الجماعة في الآونة الأخيرة ويخشى الفريق المتخوف من إجراء الانتخابات في هذه الفترة من تكرار تجربة انتخابات المكتب عام 1995م التي اعتقل خلالها ما يزيد على45 من قيادات الجماعة، في ظل تشابه الظروف السياسية والأمنية وكعادته نفى الدكتور محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وجود أي خلافات بين أعضاء المكتب حول إجراء هذه الانتخابات، مشيرًا إلى وجود اتفاق على رفض إجراء انتخابات المكتب في الظروف السياسية والأمنية الراهنة.
قال حبيب إن تلاحق الأحداث السياسية الداخلية ودخول النظام في حالة عداء حسب قوله مع كافة طوائف الشعب من قضاة وصحفيين وأساتذة جامعات وقوى سياسية هو أمر لا يبشر بحدوث انفراجة سياسية أو ديمقراطية خلال الفترة القادمة ونفي حبيب أن تكون الأجهزة الأمنية قد خففت وطأتها على الجماعة في الآونة الأخيرة وأشار النائب الأول إلى أن الجماعة ستجرى هذه الانتخابات عندما تستشعر وجود انفراجة سياسية حقيقية، أما عن مبادرة الاصلاح فقال إن هناك ورشة لإعداد هذه المبادرة يشار إلى ان الجماعة كانت قد اصدرت قبل عامين مبادرة للإصلاح ولكن اتضح أنها غير جديدة حيث إنها كانت عبارة عن برنامج انتخابي خاص به المرشد الراحل مأمون الهضيمي انتخابات عام2000 في دائرة الدقي بالجيزة وسقط في الانتخابات.