* عالية - لبنان - رويترز:
تمكنت رباب يوسف من جذب ابنها حياً من وسط الركام في قرية قانا، لكنها لم تستطع إنقاذ ابنتها.
وقالت وهي تأخذ نفساً عميقاً وتمنع انهمار دموعها (رحت أحفر في التراب وبالحجارة وأناديها أين أنت يا زينب أجيبيني .. يا ماما لم اسمعها إنها أجابتني .. وأنا أبحث وجدت يداً صغيرة مرفوعة قلت إنها قد تكون ابنتي لمستها وعرفت أنها استشهدت .. ماتت ولم تعد تستطيع النهوض معي .. فقلت لها يا ماما لم أعد استطيع أن أفعل لك شيئاً أو أساعدك).
وكانت ابنة رباب البالغة من العمر ستة أعوام واحدة من عشرات الأطفال الذين لاقوا حتفهم أثناء نومهم يوم الأحد، عندما استهدفت غارة جوية اسرائيلية بناية في قرية قانا، كان يحتمي بها أكثر من 60 مدنياً.
وقال لبنان إن 54 مدنيا على الأقل قُتلوا في الهجوم على المبنى .. وشأنها شأن كثير من القرويين شعرت رباب ان البناية هي أكثر الأماكن أمناً للاحتماء فيها من الضربات الجوية الإسرائيلية التي تنهال على جنوب لبنان منذ اندلاع القتال بين اسرائيل وحزب الله في 12 يوليو - تموز.
وكانت رباب وابنها حسن اللذان قام أقاربهما بإجلائهما إلى منطقة آمنة نسبياً في بلدة عالية الجبلية المشرفة على بيروت، بين عدد قليل من الناجين.
وقالت رباب وهي تسترجع ما حدث في ذلك اليوم، وبجوارها ابنها الذي يبلغ الرابعة، ورأسه مغطى بضمادات: (وجدت نصفه مطموراً في التراب .. وأنا كذلك ولكن أستطيع أن أحرك يدي .. بدأت أزيل الحجارة عن ابني وأرميها جانباً .. أنجيت ابني اولاً وأزلت التراب عنه وأنا مطمورة).
وأضافت قائلة: (جاء جيراننا ليساعدوا في إنقاذ من كان على قيد الحياة فقلت لهم ابني .. خذوه) ثم تمكنت رباب 40 عاماً من إخراج نفسها من بين الركام وإنقاذ زوجها الذي يرقد حالياً في المستشفى، ثم ساعدت في إنقاذ أحد الجيران.
وقالت: (كانت الدنيا ظلمة كثيراً ولو كان هناك نور كنت استطعت ان أفتش وأبحث وأساعد أحداً .. أنا كنت قوية لم انهار أو أبكي .. صحيح ابنتي استشهدت لكن شعرت بنفسي أني قوية جداً).
وقالت عن ابنها: (الذين أخذوا ابني نام معهم على الطريق ظنوا انه مات ووضعوه في غرفة ولفوه في شرشف ونزلوا هم على الملجأ وتركوه في الغرفة .. ابني كان ما زال على قيد الحياة. قال لي بعد ذلك.. ماما لماذا تركتيني أنا استيقظت بالليل ووجدت قصفاً كثيراً وقططاً سوداء يمرون بجانبي .. في الصباح خرج جارنا الذي حمل الولد ليلاً من الملجأ وقال له أنت يا حبيبي ما زلت على قيد الحياة وساعتئذ حضنه وكان كل وجهه دماء).
ولم يتمكن عمال الإنقاذ من الوصول إلى قانا قبل طلوع الصباح، حيث لم يكن بوسعهم الحركة خلال الليل بسبب الهجمات الجوية الإسرائيلية.
وقالت رباب ان العديد من الأطفال لاقوا حتفهم اختناقاً.
ونفت رباب المزاعم الإسرائيلية القائلة ان حزب الله استخدم المدنيين كدروع بشرية، كما نفت ان يكون الحزب أطلق صواريخ من قانا على شمال إسرائيل، لكنها قالت ان الهجمات الجوية الإسرائيلية على الطرق حالت دون رحيلها مع أسرتها من المنطقة.وقالت إنّهم (قطعونا عن العالم).
(إسرائيل تقول ان المقاومة ضربت بمحاذاتنا صواريخ .. نحن نقول لها ان المقاومة تحافظ على المدنيين وعلى الأطفال كما تحافظ على نفسها .. المقاومة لم تطلق صواريخ من جنبنا لأننا نحن شهود ونحن نسمع لو قصفت من جنبنا).
وقالت رباب: (نقول لإسرائيل إنك قتلتينا عن سابق إصرار وتعمُّد وامريكا غطت على القتلة).وأضافت: (إذا هم يعتبرون حزب الله إرهابياً فماذا يمكن ان يسموا أولئك الذين قتلونا .. إذا هم يعتبرون أنفسهم أنهم مع حقوق الإنسان فلينظروا ماذا يحل بالإنسان في جنوب لبنان).
|