* دبي - بيروت - القدس المحتلة - الوكالات:
تكبدت القوات الإسرائيلية المزيد من الخسائر البشرية لكنها وسعت من مدى عدوانها الجوي الذي استهدف أمس لأول مرة مناطق مسيحية في شمال لبنان، ومع تركيز أكثر على تدمير منشآت البنية التحتية، وشهدت الجبهات البرية التي امتدت على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية بمقدار مائة كيلومتر معارك ضارية.
وقال تلفزيون العربية إن سبعة جنود إسرائيليين قتلوا في ضربة صاروخية في جنوب لبنان أمس الجمعة، مشيراً إلى أن اثنين آخرين جرحا في المعارك التي دارت في قطاع مركبا.
وتقول المصادر الإسرائيلية إن القوات البرية الإسرائيلية توغلت بصورة أعمق في وقت مبكر من صباح أمس الجمعة داخل الأراضي اللبنانية، فيما قال حزب الله إن مقاتليه دمروا دبابة إسرائيلية واشتبكوا في معارك شرسة مع وحدات مشاة إسرائيلية في جنوب لبنان وقتلوا أو جرحوا عددا من الجنود الإسرائيليين.
وقال الحزب إنه يتصدى لجنود إسرائيليين حاولوا التوغل قرب مركبا داخل الحدود اللبنانية مباشرة بعد منتصف الليل.
وقال مصدر في الحزب الله إن القوات الإسرائيلية تحاول التقدم من عدة محاور إلى الجنوب اللبناني.
يذكر أن إسرائيل دفعت بالآلاف من قواتها البرية نحو الجنوب اللبناني بهدف إبعاد مقاتلي حزب الله عن منطقة الحدود وإلى ما بعد نهر الليطاني.
وتقول إسرائيل إنها اقتطعت حتى الآن منطقة تضم 20 قرية على بعد يتراوح بين ستة وسبعة كيلومترات داخل حدود لبنان.
وعلى صعيد القصف الجوي فقد باشرت إسرائيل منذ ليل الخميس الجمعة قصفا مكثفا لمختلف مناطق لبنان، ولقي جندي لبناني مصرعه وأصيب ثلاثة عسكريين آخرين بجروح في غارات إسرائيلية استهدفت فجر تكس الجمعة مرفأ للصيادين في منطقة الأوزاعي الساحلية عند المدخل الجنوبي لبيروت.
كما حلق الطيران الإسرائيلي على علو منخفض فوق بيروت خارقا جدار الصوت ما خلق حالة من الرعب في صفوف المواطنين.
كما طال القصف العدواني الإسرائيلي أمس أيضا مقار أربع مؤسسات خيرية في الضاحية الجنوبية ما أدى إلى تدميرها بالكامل.
والمؤسسات هي ثلاث مدارس يمولها حزب الله بينها واحدة للصم والبكم والعميان.
أما المؤسسة الرابعة فهي (مركز رباب الصدر) الذي كان يستخدم مخزنا للأدوية والتابع لحركة أمل الشيعية برئاسة نبيه بري.
وقبل ظهر أمس الجمعة وسع الطيران الحربي الإسرائيلي قصفه مستهدفا أربعة جسور أساسية على الطريق بين بيروت وشمال لبنان في مناطق أكثرية سكانها من المسيحيين وتتعرض للمرة الأولى للقصف منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على لبنان في الثاني عشر من تموز/ يوليو الماضي.
وأعلن المسؤول في الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانه أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 15 آخرون بجروح في هذه الغارات التي أدت إلى إصابة جسري المعاملتين وكازينو لبنان (نحو 20 كلم شمال بيروت) بأضرار وتدمير جسري الفيدار على مقربة من مدينة جبيل (40 كلم شمال بيروت) والمدفون الفاصل بين محافظتي جبل لبنان والشمال بشكل كامل.
والجسور الأربعة هي جسور رئيسية لحركة السير بين بيروت وشمال لبنان ومنه إلى سوريا بعد أن قطعت الغارات الإسرائيلية عمليا الطريق إلى معبر المصنع الحدودي المؤدي إلى سوريا عبر شرق لبنان.
ومنذ بدء القصف على لبنان قبل أكثر من ثلاثة أسابيع أغار الجيش الإسرائيلي على البنى التحتية في لبنان مثل مطار بيروت ومطارين آخرين صغيرين إلى نحو مائة جسر وطرقات ومحطات توليد للكهرباء، من دون أن يستهدف بشكل مكثف المناطق المسيحية.
كما شن الطيران الإسرائيلي صباح أمس غارة على محطة لتوليد الكهرباء تغذي جنوب سهل البقاع (شرق) وقسما كبيرا من جنوب لبنان، كما أفادت الشرطة.
|