* القدس - العقبة - مراسلة الجزيرة
تعكف إسرائيل على إنشاء مشروع القناة الإسرائيلية بين خليج العقبة والبحر الميت.. وقال خبراء مصريون: إن هذا المشروع سيكون له عدد من الآثار السلبية أهمها تدمير البيئة البحرية والشعب المرجانية في خليج العقبة?. والمشروع الإسرائيلي سيؤدي إلى إيقاظ مارد الزلازل بصورة رهيبة في المنطقة العربية كلها، ومن المتوقع حدوث إثارة للزلازل نتيجة حدوث تصدعات بوقع سقوط المياه على منطقة البحر الميت التي تقع داخل الفيلق الجيولوجي الواقع بين إفريقية وآسيا، حيث توجد أضعف وأرق طبقة أرضية على كوكب الأرض..!!
وتمنع القوانين والأساليب المتفق عليها عالمياً دخول أي ملوثات أو وباء في خليج العقبة وقناة السويس، بحيث يخضع الجميع للمعاهدات الدولية في هذا الصدد?.. والمشروع الإسرائيلي سيهدد خليج العقبة الذي يعد متحفاً مائياً طبيعياً غير متكرر للأحياء المائية النادرة والخلابة حباها به خالق الكون؛ لأن الخليج بمثابة بحيرة هادئة وعميقة وهي سمات احتفظ بها منذ آلاف السنين لطبيعة تكوينه، حيث يحده من الجنوب مضيق تيران الذي يعمل مصداً للأمواج.. ومن هنا حبته الطبيعة ثروتها الفريدة من المرجان والشعاب المرجانية النادرة على الكرة الأرضية كلها وجعلته مكاناً متفرداً على سطح الأرض في هذه الطبيعة الخلابة؛ لكن المشروع الإسرائيلي سيهدد هذه الثروة ويضيعها بسبب حرمان الخليج من هدوئه التاريخي، إذ ستعمل عملية شفط المياه بعنف على تغيير مسارات التيارات المائية وسرعتها ما يقلب الطبيعة البحرية الخاصة بالمكان رأساً على عقب.
وفي هذه الصدد أعلن الفريق أحمد علي فاضل (رئيس هيئة قناة السويس) أن هناك لجنة شكلها صندوق النقد الدولي بتمويل 11 مليون دولار لدراسة التأثيرات السلبية الناتجة عن إحياء البحر الميت، مشيراً إلى أن مصر قريبة من هذه اللجنة?. ?ومشروع قناة البحرين الإسرائيلية قصة قديمة تحدثت عنها إسرائيل مراراً؛ لكن الجديد في الأمر هو موافقة البنك الدولي على تمويل المشروع..
ومن المثير للغرابة أن إسرائيل أقنعت المجتمع الدولي ودول العالم المتقدم على مساعدتها والمساهمة معها في حفر القناة بعد أن هيأت لهم ونقلت لهم الصورة مخالفة بكونها تحاول إعطاء البحر الميت قبلة الحياة للعودة من جديد..!! وعلى رغم التكتم الملحوظ وقلة عدد التصريحات وانعدام التقارير الصحفية والدراسات الإستراتيجية المستفيضة عن خطورة هذه القناة الإسرائيلية الجديدة. تنشر (الجزيرة) أحدث نسخة من هذا المشروع القديم، وهذه النسخة تم عرضها على مجموعة الثماني الكبرى الأخيرة في اسكتلندا، وتم على أساسها موافقة السلطة الفلسطينية على صرف معونات اقتصادية كنوع من الدعم مقابل موافقتها على الاشتراك في المشروع مع الأردن وإسرائيل.. يضم المشروع الإسرائيلي مرحلتين: المرحلة الأولى سيتم تنفيذ المشروع بأسرع وقت ممكن بعد الدراسة الأخيرة التي سيجريها البنك الدولي على المشروع، ويتم بموجبها استغلال فارق المنسوب بين البحر الأحمر والبحر الميت الذي ينخفض عن سطح البحر مسافة 400 متر لتوليد الكهرباء من إدارة التوربينات على غرار فكرة السد العالي المصري؛ على أن تستثمر تلك الطاقة في تحلية مياه البحر والاستخدام الصناعي (المفتوح)..
المرحلة الثانية من المشروع التي تصل بين البحرين الميت والمتوسط فسيتم إرجاؤها من المخطط إلى أن يتم شفط المياه من البحر الأحمر للبحر الميت التي زادت ملوحته أخيراً ونقصت مياهه بشكل كبير عبر قناة أو مجموعة من الأنابيب بطول 110 ميل وبتكلفة 4 مليارات و 500 مليون دولار سيمولها مستثمرو الولايات المتحدة وبريطانيا.
أهم فوائد المشروع على إسرائيل
يوفر المشروع لإسرائيل الفوائد الآتية:
1- توليد الكهرباء والطاقة، إذ تقول الدراسات إن المشروع سيوفر لإسرائيل 50% من مجموع استهلاكها للطاقة.
2-إسرائيل تسعى لعمل بديل عن قناة السويس العالمية عن طريق ربط الأحمر والمتوسط بالبحر الميت؛ ويرى بعضهم أن قناة البحرين الإسرائيلية قد تخلق نوعاً من التسابق والتنافس التجاري الضخم بين مصر وإسرائيل، فمصر لديها قناة السويس وإسرائيل لديها قناة البحرين.
3- الوجود الأمني والعسكري الإسرائيلي بحجة القناة في البحر الأحمر وفي خليج العقبة وحول القناة وعلى الحدود سيكبر حتى مضيق تيران وهو أمر يهم المصريين والأردنيين والسعوديين على حد سواء، وهو بالطبع يعطي ميزة إستراتيجية جديدة لإسرائيل..!
4- الدعاية السياسية الإسرائيلية المدروسة لتطبيع الدول العربية مع إسرائيل، فهذه هي فلسطين والأردن ومن بعد ذلك الدول الخليجية لأن إسرائيل تضع عينها منذ زمن على أموال الخليج لبيع مشروعات المياه وتحليتها في المنطقة العربية المتعطشة للمياه.. ناهيك عن احتمالية التجارة المتبادلة في المستقبل مع إسرائيل أو تركيا وغيرهم في المستقبل وبوساطة هذه القناة..!!
5 - إسرائيل بالتأكيد ستستخدم المياه المتوافرة في تبريد قلوب مفاعلاتها النووية في المنطقة قد يدفعها لبناء مفاعلات جديدة في المنطقة التي ستصبح إستراتيجية ومهمة لإسرائيل وأمنها بعد ذلك بعدة أعوام وهذه نقطة أخرى علينا حسبانها، فإذا حدث ذلك فالتسابق لن يكون اقتصادياً فقط بل تسليحياً كذلك على الحدود الجديدة.
6- التغيير الديموغرافي في المنطقة لصالح إسرائيل على حساب فلسطين، بالتأكيد ستحقق القناة الإسرائيلية تغييراً ديموغرافياً وخلخلة للكثافة السكانية الإسرائيلية ناحية الشمال؛ إذ إن مساحة إسرائيل لا تزيد على 22 ألف كم مربع وفقاً لحدود ما قبل 67 يسكنها نحو 5 ملايين و550 ألف نسمة، ومن الممكن لهم أن يتضاعفوا إذا تم استزراع صحراء النقب على مياه المشروع المتوافرة بعد إنشاء 100 مستوطنة تضيف نحو 35% من مساحة إسرائيل كمستوطنات غير شرعية، أضف إلى ذلك فرص العمل والدفع للسكن في المنطقة الجديدة.
|