* طرابلس - هناء حاج:
رغم مغادرة العديد من الفنانين اللبنانيين ارض بلادهم ابان العدوان على لبنان، وبعد تسجيلهم اغنيات وطنية مؤثرة أو لمجرد أن يغنونها ليثبتوا وجودهم على الساحة الغنائية، الفنانة اللبنانية جوليا بطرس والتي تسكن في الإمارات العربية المتحدة مع عائلتها، بقيت في لبنان مع عائلتها (زوجها وطفليها) على رغم الحرب المعلنة عليه، ليس لأنها لا تملك مكانا آخر بل لأنها لا تريد المغادرة لتبقى مع شعبها أثناء محنته، كما كانت من قبل، خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وغنت (بنرفض نحنا نموت) وخلال الحرب التالية عام 1996، وعادت لتغني (يا ثوار الأرض) والكثير من الأغنيات، واليوم عندما جاءت لزيارة اهلها لم تخف ولم تهرب، وهي اليوم تشارك شعبها كل مواقفه الإنسانية والسياسية والمقاومة، فهي التي كانت ولا تزال تسارع لتكون أول من ينادي بنصرة المقاومة، في كل المناسبات خصوصاً الجنوبية، فهي المواطنة العربية اللبنانية الجنوبية الاصل، ابنة جزين التي احتلها العدوان الإسرائيلي على مدى سنوات وسنوات طويلة ومنعها من زيارتها. المعروف عن الفنانة جوليا بطرس إصرارها على تقديم الأغنيات الوطنية بشكل دائم في كل البوم تصدره، وكأنها تقول لبقية الفنانين (الوطن لا يحتاج أزمة لنغني مأساته)، فهي تعتبر ان لبنان فيه المواضيع الوطنية التي يجب أن يتحدث عنها الفن في كل لحظة وكل يوم وكل مناسبة. اليوم تتحدى أكثر من أمام مقر الإسكوا (مركز الأمم المتحدة في بيروت) لتحث الناس على مساندة المقاومة اللبنانية في أمس حاجتها الى شعبها وإعلامها واخوانها، وألقت كلمة أمام الناس، اثبتت فيها رفضها قتل الأطفال والنساء والشعب كله. وبعد خطابها الناري في بيروت اتصلت (فن الجزيرة) بجوليا بطرس للقائها، لكنها اعتذرت عن الظهور الإعلامي لأنها ظهرت مرة واحدة، فهي تتألم من جرح الكلام وتفضل أن تكون بين الناس وفي قلوبهم بكلماتها. إلا انها كررت ل(فن الجزيرة) كلامها الذي قالته أمام الاسكوا احتجاجاً وتأكيداً على تسجيل موقف وطني يدعم المقاومة.
|