Saturday 5th August,200612364العددالسبت 11 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مقـالات"

الأمير سلطان .. حب ووفاء الأمير سلطان .. حب ووفاء
أ. د. عبد العزيز بن محمد الفيصل

حمل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الهم العربي منذ نعومة أظفاره فقد عركته العسكرية والسياسة والإدارة منذ عهد والده إلى يومنا هذا، لقد عرف المؤسس نجابة ابنه سلطان وهو لا يزال في أول شبابه، فأسند إليه إمارة الرياض، وعمل الإمارة يتطلب الحلم والتراخي في أحيان كثيرة، كما يتطلب الحزم في مواقف أخرى، فالأمير يستقبل الناس على اختلاف مقاماتهم، والناس طلاب حقوق، ومدافعون عن حقوق، فلهم ألسنة حداد، وتصحبهم الحجج الدامغة، فاستقبل كل ذلك، وأرضى الناس، ورضي عنه والده الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه.
إن من يشهد له مؤسس هذا الكيان الذي ننعم في ظله بحسن الإدارة وإتقان العمل وإرضاء الناس لهو جدير بكل شهادة تأتي بعد ذلك، لقد تتابعت الشهادات والإشادات بسلطان بن عبد العزيز، فعندما شكل أول مجلس وزراء في عهد الملك سعود كان سلطان بن عبد العزيز واحداً من وزراء ذلك المجلس، فالملك سعود أخذ بشهادة والده في أخيه سلطان فولاه وزارة الزراعة، واعتمد عليه الملك سعود، فهو ينقله من الزراعة إلى المواصلات، ثم ينقله من المواصلات إلى الدفاع، ثلاث وزارات تولاها الأمير سلطان في عهد الملك سعود، فهي شهادات لا يستهان بها من ملك المملكة العربية السعودية حازها الأمير سلطان بكل جدارة، فإذا أنيط به عمل قام به خير قيام، وإذا كان الملك سعود قد شهد لسلطان بن عبد العزيز بحسن الإدارة فإن الملك فيصل عرف في سلطان حسن السياسة؛ ولذلك كان يختاره رفيقاً له في رحلاته الخارجية، والملك فيصل رجل سياسة يعرف الرجال الذين يشاركونه في هذه المهنة، ومن صحب الملك فيصل وشاركه في رحلاته ودخل معه في دهاليز السياسة فقد اطلع على الأسرار التي تدير هذا الكون، فالسياسة لها مداخل ولكن مخارجها قليلة لا يهتدي إليها إلا أمثال الملك فيصل والأمير سلطان، فهي تشبه جبل (قارة) في الأحساء تدخله بسهولة ولا تخرج منه إلا بدليل، وفي عهد الملك خالد كان سلطان بن عبد العزيز ركناً من أركان السياسة السعودية وركناً من أركان الإدارة السعودية أسندت إليه مهام كثيرة، إضافة إلى وزارة الدفاع، فشهادة الملك خالد للأمير سلطان هي الشهادة الرابعة من الملك الصالح خالد بن عبد العزيز الذي نعم الناس في فترة حكمه بالرخاء وزيادة الرواتب، فهم يلهجون بالدعاء له ولمعاونيه في إدارة أعمال الدولة.
وفي عهد الملك فهد أصبح سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى وزارة الدفاع ورئاسة كثير من اللجان.
إن كثيراً من أعمال الدولة في عهد الملك فهد أسندت إلى الأمير سلطان، فهو الخبير والوزير والنائب الثاني، فقد اجتمعت لدى سموه سياسة التعليم، والإشراف على الإدارة المدنية والعسكرية، لقد أمضى الأمير سلطان نصف قرن وزيراً للدفاع، ونال ثقة خمسة ملوك هم: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبد الله، نال ثقتهم في الدفاع عن الوطن فهو وزير للدفاع في هذه المدة الطويلة.
إن سلطان بن عبد العزيز يتصف بالشجاعة النادرة، فموقفه مع الملك فيصل وهو يودع الدنيا ينبئ عن شجاعة منقطعة النظير، ولكنه هكذا طبع يقدم حيث يكون الإقدام حزماً وإن كان الموت يخيم على المكان، طبع جبل عليه وسجية اصطبغ بها ومروءة تدفعه إلى الوفاء، إنها الشجاعة لها مواقفها التي يعرفها أصحابها.
في مثل هذه الأيام من العام المنصرم اختار خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز أخاه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولياً للعهد، فهي ثقة يعتز بها كل مواطن سعودي؛ لأن سلطان بن عبد العزيز أهل لهذه الثقة، وهي شهادة من قمة الهرم تضاف إلى الشهادات الأخرى.
إن سلطان بن عبد العزيز عرف بأعمال الخير التي عمت البشر والحيوان، فمساعدة الناس سجية رافقته منذ صباه، فالفقراء يقصدونه والمرضى يؤمون مصحاته العلاجية أو يطلبون منه تحمل علاجهم في الخارج، إن ما يقوم به القسم الخاص بالقلب في المستشفى العسكري من عمليات تكلل بالنجاح، ولله الحمد، لهي شهادة لسلطان تحمل الحب والوفاء للإنسان السعودي وللإنسان عامة، ثم هذه المدينة الصحية المتكاملة في بنيان شمالي الرياض التي تنبئ عن حب الخير للإنسانية عامة. وحماية الحياة الفطرية جانب آخر من اهتمامات سموه.
إنني أهنئ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز بذكرى البيعة العطرة، متمنياً لسموه الصحة الدائمة والتوفيق في كل أمر ينهض ببلدنا العزيز المملكة العربية السعودية.
من القصائد التي قالها كاتب هذه السطور في صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز:


فكمْ من عليلِ القلْبِ فرجَّت كُربهُ
وعاد بخير والنِّساء عوائِدُ
أقمْت ببيْتِ الزِّبْرِقانِ مصحَّةً
مُشيدةً والمُعتَفونَ قَواصِدُ

ومن قصيدة أخرى:


فَدتْكَ القُلُوبُ أبا خَالِدٍ
وعِشْتَ سليماً لِعزِّ الوطَنْ

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved