أيتها الدمعة.. لا تجعليني أسيرة محرابك.. أريد أن أنطلق.. أن أرى الحياة كأي إنسان.. ولكنك تأبين إلا مرافقتي كأنك أعدت تلك الصداقة معي وتعرفين حق الصداقة فأنت في المسرة والحزن.. رفيقة دربي، تجري في دمائي، تتغلغل في أحشائي هل جفاك الناس من حياتهم فوجدت صدرا رحبا ليستقبلك، أم لم يعد الناس يأبهون بما يجري حولهم.. فالبسمة دائما على شفاههم.. هل أضعت الطريق فوجدت الملجأ لدي.. أجيبي بربك ولا تجعليني أسيرة محرابك..
هناك في ظلمة الليل وهدأة الكون.. تتخذين طريقك إلى عيني كأنك الفت هذا الطريق فأنت لا تخطئين أبدا.. ونسهر معا كأي صديقتين نبث نجوانا وآلامنا ولكنك لا تلبثين أن تتخلي عن مكانك لتحلي على وسادتي.. فتلسعنى حرارتك وهذا ما يزيد في ألمى فأنت حزينة أيضا لأجلى.. وهذا ما لا أريده..
أنت أيتها الدمعة.. يا صديقة طفولتي ورفيقة صباي.. مما علمت أحداً أكثر منك وفاء تجولين كل ليلة تبحثين عن عيون تسرى في محراجها فلا تجدين؟! فتعودين إلى لتجدي قلبا ينبض عندما يلقاك.. انه يحس انك الوحيدة التي يستطيع عن طريقها ان يبث أحزانه وآلامه.. وكم من مرة قالوا إن دمعتي رخيصة مبتذلة.. الكل يراها والكل يتحدث عنها.. ولكن لم يعرفوا سرك وهذا ما يجعلك غالية لدي.. فأجمل ما في الصديق أن يحتفظ بسر صديقه..
ليتهم عرفوا انك صافية، وأجمل ما في صفائك نك خلاصة حياة إنسانة متعبة.. أخطأت الطريق مرة قداسته الاقدام.. ليتهم يعرفون انك نسجت ثوب عرسى.. وسوف تنسجين غدا ثوب كفنى..
أيتها الدمعة.. أريد أن أنطلق ولكن لتكوني معي فأنا وأنت تؤامين متصلين لا يقوى أحدنا على العيش دون الآخر.
|