ذكرها الهمداني في صفة جزيرة العرب، وهي ما كانت تعرف بالمذارع قديماً حيث قال: فأما قشير فهي بالمذارع وبه الحصون والنخيل والزرع والسيح يجري تحت النخيل والآبار أيضاً.
فأول حصون ابن قشير بالمذارع: حصن العقيدة من بني فراش وأهله جفنة الفلج كرماء وجوه (وذوو) العدو حصن السمريين وهم بنو أبي سمرة من جعدة وحصن الفراشين من بني فراس وحصن بني عايض، وعياض من الحريش بصداء من المذارع وحصن بني نبيت من بني قرة بصداء من المذارع إلى أن قال.. وغيرها قصب دون الحصون لطاف تسمى الثنيه منها قصبة يقاتل عليها ومنها قصبة الشامي وقصبة آل ركيز وحصن بني عبد الله من آل حيان وقصبة عميثل وهذا كله بالمذارع.
وذكر الشيخ الجذالين في كتابه عن الأفلاج وحضارتها عن البديع مسترسلاً: قرية كبيرة تنقسم إلى قسمين البديع الشمالي وفيه قبيلة الصخابرة من الفرجان والبديع الجنوبي، وفيه قبيلة الشكرة وتبعد قرية البديع بنحو (36) كيلاً جنوب مدينة ليلى، وقد كانت تسمى قديماً (المذارع) وهي قرية أثرية بقربها قصور (صداء) الشهيرة وفيها قصر سلمى وقديماً كان يسكنها بنو قشير وبنو الحريش وهي تعيش اليوم ازدهاراً ملحوظاً.
وذكر ابن خميس في معجم اليمامة حيث ذكر البديع إحدى مدن الأفلاج الأثرية وتأتي في الدرجة الثانية بعد (ليلى) قاعدة الأفلاج من حيث الاتساع وكثرة السكان.
والمراد بالمذارع الاسم المتعلق بالبديع قديماً هو: جمع مذرعة وهي البلاد المتوسطة بين الريف والبر مثل لها ياقوت الحموي بالقادسية والأنبار بالنسبة للعراق وقال مذارع البصرة ونواحيها، وذكر البديع أيضاً في حوادث سنة (1074هـ) حيث ذكر مؤلف كتاب (تحفة الأسماع والأبصار بما في السيرة المتوكلية من غرائب الأخبار) لمؤلفه المطهر بن محمد الجرموزي، وكان ما استطرق له وصول أمير نصف البديع إلى الامام حيث قال: وكان وصل الإمام في شهر ربيع الآخر الشيخ الرئيس الكبير غنام بن رشود الجميلي من بلاد (البديع) وهو أمير نصفها.
(قصر سلمى)
قصر كبير كثيرالأسوار، ويحاط بأربعة أسوار عظيمة، وكلما ارتفع الجدار قل العرض فآخر نهاية الجدار متر واحد، وبين السور والآخر مئات الأمتار وارتفاع السور عشرة أمتار، والقلعة مصممة على شكل سداسي في كل زاوية منها برج كبير للمراقبة والدفاع وله سور عظيم عرضه من الأسفل أربعة أمتار وارتفاعه عشرة أمتار، ويحيط به خندق عرضه عشرة أمتار وعمقه كذلك يملأ بالماء عند الاقتضاء.
وذكر ابن خميس في معجمه ولا تزال آثار كثيرة من هذه الحصون باقية منها ما يسمى الآن (قصر سلمى) يرجح أن يكون حصن العقيدة الذي ذكره الهمداني.
غير أن الجذالين- رحمه الله نفى ذلك حيث ذكر أن قصر سلمى يقع في قرية البديع الشمالي، وقد أخطأ من جعله هو حصن العقيدة الذي ذكره الهمداني.
وقد بناه حماد الجميلي في منتصف القرن العاشر حماية لنفسه وقبيلته من هجوم شريف مكة عليه وقصة بنائه أن حماد الجميلي كان يرسل أتاوة سنوية لشريف مكة ثم عن له أن يتوقف عنها سنة من السنوات لما رأى على طريقه من أن ضباً حمى نفسه من خطر السيل لكيلا يدخل جحره فرجع حماد إلى البديع وبنى القصر وخندق ما حوله وملأه بالماء ولما علم الشريف بذلك أرسل جيشاً لمحاربته وجاء الجيش ومكث عند القصر أربعين يوماً ولم يستطع اقتحامه لما رجع القائد للشريف قال له: وجدنا سلمى أسفلها ماء وأعلاها في السماء، وكان ذلك في عام 989هـ وحماد المذكور هو الذي عناه فيصل الجميلي في قصيدته: