الموهبة صفة يهبها الله سبحانه وتعالى لمن يشاء من عباده لا تكتسب، بل إنها متى ما صُقلت عن طريق الممارسة والمثابرة يصبح صاحبها أكثر تميُّزاً، والموهبة هي من تدفع صاحبها لفعلها وإظهارها، حيث إنها طاقة تحتاج إلى تفريغ، وتجد هناك من لديه مواهب عديدة إلا أن واحدة من تلك المواهب تطغى على الأخريات.
وتختلف الموهبة أيضاً من شخص لآخر إذا ما تشابهت عندهم فهي درجات ومراتب وكل إنسان يمتلك موهبة في شيء معين، فمنهم من يكتشفها بنفسه أو أن الآخرين يكتشفونها معه، وإما أيضاً أن تكون في بداية العمر، وإما في آخره وكثيرون لا يعلمون أين تكمن الموهبة عندهم وبأي شيء هم متمكنون..
وحتى لو أنها اكتشفت إن لم تحظ باهتمام أو لم يتوفر الدعم المعنوي أو المادي لها فبلا شك سوف تهمل أو تختفي وأحياناً وإن تهيأت الظروف، وكل السبل المساعدة تلقى المحاربة والتجاهل، فالمواهب إذن كثيرة وعلى سبيل المثال تجد العلماء والفلاسفة والممثلين والفنانين والرسامين والشعراء والملحنين والكُتَّاب وغيرهم الكثير، وإني لأعجب من أُناس يبحثون عنها حباً في الشهرة والظهور على الرغم من أنها لا تنطبق عليهم ولا تلائمهم ومع ذلك تجدهم يكابرون ويستمرون في امتهانها لسنين عديدة ويحبون أيضاً أن ينعتوا بها وهم بعيدون كل البعد عنها ولا تخصهم ويعتبر تحقيقها بالنسبة لهم مع احترافها ومع التشجيع أيضاً من وجهة نظري معجزة وضرباً من الخيال، وما هؤلاء إلا ضحايا للنفاق والخداع وتدليس الحقائق والمجاملات والوساطة ممن حولهم ومن المجتمع في ظل غياب المصارحة إن لم يعرفوا الحقيقة بأنفسهم من الواقع الذي يعيشونه بالمقارنة مع الغير وتقييم الذات، وهم كثر في عصرنا هذا، إذ تجد من يوهم نفسه أو يعتقد أنه لاعب، وأن لديه موهبة كروية داخل الملعب وفي خانة ما، ويمضي في ذلك لسنين على حساب من هو أجدر منه ولا أدل على ذلك مما رأيناه من لاعبين لعبوا في أندية كبيرة وسرعان ما اختفوا أو نشاهدهم مع نوادٍ أخرى أقل شهرة حينما اتضحت الرؤية بتغيُّر المسؤولين بالنادي أو المدربين، فالكابتن واللاعب (ماجد عبد الله) و(محمد الشهلوب) و(سعد الحارثي) تستطيع أن تقول عنهم أصحاب مواهب لما يتمتعون به من مهارات فردية طبيعية وغير مصطنعة سواء بالمراوغة أو في تمرير الكرة قلما تجدها عند غيرهم فتلك هي (الموهبة) وتجد آخر يريد أن يجمع بين موهبتين ليستا بقريبتين منه البتّة وإنما اعتباط، فشاعر ومطرب أو ملحن ومطرب أو فنان وكاتب وغيرها ونشاهد عبر الفضائيات من يُقال إنهم فنانون وفنانات بالغناء بأصوات ناعمة فقط غير جميلة ولا يوجد عندهم حس فني ولا عذوبة بالصوت، فمثلاً الفنان (محمد عبده) كبير في مستواه الفني ومتجدّد في عطائه الغنائي وأغانيه تجد لها صدى منقطع النظير على الساحة الفنية العربية على اختلاف الأعمار واللهجات والجنسيات فهذا لا يختلف عليه اثنان بأنه (موهبة فنية غنائية).
|