Sunday 30th July,200612358العددالأحد 5 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

مستعجل مستعجل
نحن نتفنن في قتل الأوقات
عبد الرحمن بن سعد السماري

** من أبرز مشاكلنا.. أو ربما من أسباب تخلفنا وكذا غفلتنا.. إننا لا نعطي الوقت أي أهمية أو أي قيمة، بل نسعى بكل ما نملك لقتله.. ولذلك فبرامج قتل الأوقات لدينا أكثر من برامج استثمار الوقت.
** الوقت لدينا مزعج.. وثقيل.. وممل.. وطويل.. بينما هو لدى الشعوب المتطورة التي أوجدت لنفسها مكاناً هو وقت قصير جداً جداً.. وتتمنى مضاعفته مرات ومرات.. لكن هو اليوم (24) ساعة فقط.
** ومن أغلى الأشياء وأثمنها في الإسلام (الوقت) ولذلك عندما نقرأ في كتب الشريعة نجد اهتماماً كبيراً بالوقت.
** في صحيح البخاري عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس.. الصحة والفراغ).
** لقد حثَّ الفقهاء على اغتنام الوقت بما ينفع المسلم في دينه ودنياه.. وكم قرأنا من البحوث والدراسات والخطب والمواعظ والكلمات والمقالات عن الأوقات وأهمية استثمارها وصرفها فيما ينفع ويفيد.. بدلاً من إهدارها أو صرفها فيما يضر.
** نحن اليوم.. نشاهد شبابنا وهو يهدرون الأوقات هكذا.. ما بين نوم وتسكع وتسدّح في الاستراحات والمقاهي.. هذا غير الذين سافروا إلى أماكن اللهو والفساد، وغير الذين يقضونها فيما يضر ويدمِّر ويخرِّب عقولهم ويفسد المجتمع.. ويجلب عليهم وعلى المجتمع الشرور والمهالك.
** فمثلاً في الصيف.. لماذا لا يتجه هؤلاء الشباب إلى محاضن يستفيدون منها.. في يومهم وغدهم.. مثل:
** أولاً: تعلُّم القرآن وحفظه وتجويده وتفسيره.. وهذا أعظم وأفضل مكان يُصرف فيه الوقت فمن ذهب هناك فهو على خير في الدنيا والآخرة.
** ثانياً: هناك الدورات الشرعية والمحاضرات والندوات التي أقيمت في العديد من الجوامع والهيئات والمراكز لتعلم الفقه والتفسير والعقيدة والحديث والفكر الإسلامي الصحيح والتاريخ الإسلامي وحضارة المسلمين.. وتبني الشباب البناء الصحيح.. البعيد عن الضياع وعن اللهو والفراغ والفساد.. والبعيد أيضاً.. عن التطرف والإرهاب لأنه هناك.. يتعلم العلم الشرعي الصحيح.. يتعلم على أيدي فقهاء وعلماء ودعاة أخيار.. يعلمونه العلم الشرعي الصحيح كما جاء عن الله وعن الرسول وعن سلف الأمة.
** ثالثاً: أن ينخرط في دورة لغة إنجليزية أو حاسب آلي أو مهارات أخرى تنفعه في دنياه.. بل وتنفعه في دينه.. إذا استثمرها في الخير والدعوة وميادين طيبة نافعة.
** فتعلُّم لغة أخرى لغرض خدمة الدين ونقله للآخرين بصورته الصحيحة.. لا شك أن فيه أجراً عظيماً.
** رابعاً: الدخول في ميادين التجارة وتعلم التجارة.. سواء من خلال دورات أو من خلال العمل في مؤسسات مالية.. لتنشأ الأجيال بعقليات اقتصادية تبني اقتصاد أمتهم بناءً قوياً يليق بأمة محمد وينزلها المكانة التي تليق بها.
** خامساً: الدخول في دورات مهنية.. حتى ينشأ الشاب عاشقاً للمهن والحِرَف.. ومنها الصناعات المتطورة التي نقلت الدول الصناعية إلى تلك المكانة التي نراها اليوم من خلال صناعات مختلفة ومنها: الصناعات العسكرية التي صنَّفت الدول ما بين دول كبرى ودول صغرى.. ودول - الله يرحم الحال - ولا شك.. أنها لم تصل إلى هذه المكانة (الكبرى) إلا بسواعد وعقول أبنائها.
** إذاً.. نحن نعوِّل على شبابنا.. الشيء الكثير ونطمع في مستقبل مختلف يبنون بطريقتهم.. حيث إن المستقبل في عهدتهم.
** إن المستقبل سوف يقول للضعيف: لا مكان لك أبداً.. وسيتحول الضعفاء في المستقبل إلى مجرد (عمال) إلى (حِرْفِيِّة) إلى (كُوِليِّه).
** نعم.. مجرد (عمالة) أُجَراء.. يعملون لدى الدول الكبرى.. فهل نفطن لذلك؟
** نعم.. هل نفطن لذلك؟ وإلى متى و(السِّيل) (يْدَرْبينا) ونحن نقول (زِبَدْ)؟
** هل نتَسابق.. ونتفنن في قتل الوقت.. وفي صنع أدوات قتل الأوقات؟
** هل نضيِّع أوقاتنا هكذا؟
** هل ندرك أهمية الوقت؟
** أم أن المسألة بالنسبة لنا.. المهم تمضي الساعات وتنتهي ما بين تسكع وشيشة وبلوت وتسدح وكسل وخمول.. وهذا لا يقدم ولا يؤخر!!
** إلى متى.. ونحن نقضي أكثر من ست ساعات ليلياً.. في (إِخْبِصْ) و(حِكِمْ) و (صَنْ) وصلِّح شاهي.. وحطْ العشاء.. وقَطِّع جِح؟!! ونظِّف الطَّفايات.. وغيِّر لَيْ الشيشة.. وفي نهاية السهرة (نَستَلْقا) على ظْهورنا.. ونطبطب على كروشنا.. ونقول: أخْ.. طَفَشْ.. وين نروح؟
** أقولها وبكل صراحة.. رُوحَوْا (لِلمِنْحاة) و(تِخِبْ) عليكم.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved