ما من غذاء يحظى بأهمية كبيرة مثل عسل النحل، إذ عرفته الشعوب كافة، وتعاملت معه منذ أقدم العصور ليس غذاء فحسب، أو عنصراً مهماً في علاج كثير من الأمراض الهضمية والتنفسية والجلدية، وفي مملكتنا الحبيبة يتبوأ عسل النحل مكانة متميزة للأسباب ذاتها، فضلاً عما ورد عن التداوي به في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وهذه العوامل تضافرت جميعها لكي تدفع بالهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس إلى أن تضع موضوع عسل النحل في سلم أولوياتها، إذ قامت بإصدار المواصفات القياسية السعودية الخاصة بعسل النحل وطرق اختباره التي تشمل الاختبارات اللازمة كلها لبيان مدى مطابقة عسل النحل المحلي والمستورد للمواصفات القياسية السعودية، بالإضافة إلى التعريف بالعسل وأنواعه والشروط الواجب توافرها فيه بما يضمن جودته وعدم غشه ويحقق سلامة المستهلك والحفاظ على صحته، ومن أبرز هذه الاشتراطات والمتطلبات التي اشتملت عليها المواصفات القياسية السعودية أن يكون خالياً من أي مواد غريبة عن تركيب العسل سواء عضوية كانت أو غير عضوية كالحشرات ومخلفاتها وبيض النحل التالف أو أجزاء من أحد أطوار نمو الحشرة وحبيبات الرمل أو أي شوائب أخرى.. وأن يكون خالياً من أي تخمر أو فوران، وأن يكون للعسل السائل عند تسخينه (لدرجة حرارة 55ْ س درجة مئوية) مدة نصف ساعة وأن يحول الضوء المستقطب إلى اليسار وأن تكون نسبة الفركتوز إلى الجلوكوز فيه (106 - 119): 100 وألا يسمح بتعديل الحموضة الطبيعية للعسل اصطناعياً وكذلك ألا يسمح بإضافة أي مواد أو مضافات غذائية طبيعية أو اصطناعية له فيما عدا الغذاء الملكي (Royaljelly) كما حددت المواصفة القياسية السعودية أيضاً نسب مكونات عسل النحل مثل: السكريات المختزلة (محسوبة كسكر محول) وعسل الزهر وعسل الندوة العسلية والسكروز والحموضة وغيرها. ولكن ما العلاقة بين لون العسل ومستوى جودته؟
يراوح لون العسل بين الأبيض المائيwater white والعنبري الداكن dark amber، ويعزى لون العسل إلى المواد الملونة الذائبة في الماء من أصل نباتي مفرزة في رحيق الأزهار الذي يتغذى عليه النحل، ومن أهم المواد الملونة الكاروتينات وحمض التنيك كما أن ارتفاع محتوى عسل النحل من العناصر المعدنية يجعله داكن اللون، وهناك عدة مصادر مثل المصدر الزهري للرحيق، فعسل نبات اللفت أبيض كالماء، وعسل الأكاسيا أصفر شاحب وعسل السدر عنبري.
مدير عام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس |