منذ صدور القرار الملكي بتعيين معالي المهندس خالد الملحم مديراً عاماً للخطوط الجوية العربية السعودية وأنا حريص كل الحرص على قراءة ما سيكتبه معاليه في افتتاحية مجلة أهلاً وسهلاً التي تصدر باسم الخطوط السعودية، تلك المجلة المقروءة من الملايين من المسافرين على متن رحلات السعودية الداخلية والخارجية.
والسبب الرئيس لذلك كونها ستبين بشكل جلي توجهات المدير العام الجديد لهذا الصرح الشامخ والذي أنيطت به مسئولية كبيرة وعظيمة في نفس الوقت.
وبعد قراءتي لافتتاحية عدد (شهر يوليو) وهو أول عدد يكتب فيه معاليه، أعجبت كثيراً بتلك الافتتاحية التي كتبها معاليه لما احتوته من كلمات تم اختيارها بعناية فائقة ووعود مطمئنة لشخص شخّص الواقع الذي تعيشه مؤسسته واعترف صراحة بوجود بعض المشكلات وإن لم يشر إليها حرفياً وأوجز هنا مختصراً لأهم ما فيها.
بدأ معاليه بالشكر للقيادة العليا على الثقة التي منحت له وبعظم حجم المسئولية التي ألقيت على عاتقه وأنها أمانة في عنقه، وذكر أن (عملاء السعودية) هم رصيدها ومصدر (إيراداتها) وهم الصورة التي نستطيع أن نرى أنفسنا من خلالها ونحدد بها توجهنا وطريقتنا فنحن أولاً وقبل كل شيء (منكم وإليكم).
وقال: إننا سنبدأ باستطلاع آراء عملائنا وملاحظاتهم والتعرف على تطلعاتهم ومتطلباتهم فهم أهم مصادر وعناصر (الخدمة).
كما ذكر أننا سنعمل كفريق واحد متكامل يستوعب كل فكرة وكل مبادرة (لتطوير الخدمات)، وسندرس واقع الصناعة و(المنافسة) وسنركز على (الجودة) في خدماتنا، فنحن مقتنعون أن الخدمات المتميزة هي عنصر الحسم في المنافسة وندرك تماماً اتساع (البدائل) أمام العملاء.
وأكد على أن أبناء السعودية (وموظفيها) هم رصيدها وثروتها وزادها المتجدد، وبالتالي سنسعى لتدريبهم وتأهيلهم لنكسب (رضاء عملائنا) دائماً ولنتفوق على المنافسة، وفي الختام قال: نعدكم أن تكون (المصارحة) التامة أسلوبنا و(المصداقية) عنواننا.
وبعد، تلك كانت مقتطفات لأهم ما جاء في كلمة معاليه الافتتاحية وأرى أنها جميلة جداً ووفق كثيراً في كتابتها، وأعجبت بصراحة معاليه حيث قدم من البداية وعوداً بحل مشكلات موجودة في المؤسسة، وما نريده نحن من معاليه أن يتم تطبيق كل ما ذكر في الكلمة الافتتاحية على أرض الواقع ولتكون البداية مع موظفي السعودية وخصوصاً من هم في الواجهة مع العملاء بإعطائهم دورات مكثفة في فن التعامل مع العملاء، وتحفيزهم وتشجيعهم فإن كانوا محبطين أو غير سعداء فكيف سيخدمون عملائهم.
نحن ككتّاب وكعملاء للخطوط السعودية لن نبخل أبداً في إيصال آرائنا وشكاوينا حسب طلب معاليه ونقول كما أنكم ستكونون صرحاء فنحن سنكون صرحاء أكثر، وما نريده من معاليه أن يتأكد من وصول آرائنا إليه من خلال خط مباشر سهل الوصول، لا نريد أن يكون مصير آرائنا وشكاوينا الإهمال من (آخرين) أو الرمي في سلة المهملات.
معالي المدير العام أنت قدمت من القطاع الخاص وتدرك تماماً ما تعنيه المنافسة وتوفر البدائل للعملاء، لذلك فلتحذروا من فقدان عملائكم عند فتح باب المنافسة للرحلات الداخلية واحرصوا كل الحرص على الحفاظ عليهم.
ليس المهم الآن التركيز على ترسيخ هوية الشركة من خلال الانفاق الإعلاني والتسويقي، بل ما نريده هو الاهتمام بشكل أكبر بخدمة العميل، وتحسين جودة الخدمة وتوفير أفضل الطائرات وزيادة عدد الرحلات وألا تتعطل أعمالنا بسبب عدم توفر حجز في رحلة داخلية، فليس لدينا مشكلة في الرحلات الدولية حيث البدائل متوفرة.
نحن نعرف معاليكم جيداً ونعرف إنجازاتكم السابقة وكلّنا ثقة بأن ما ذكرتموه ستطبقونه ولكن لأننا صرحاء سنوصل رأينا وشكوانا إليكم بعد مدة إن لم تتحقق وعودكم.
نسأل الله لكم وللخطوط الجوية العربية السعودية كل تقدم ونجاح.
| 
"الاقتصادية"