* الرياض - حازم الشرقاوي:
سجّل عدد اشتراكات الهاتف الجوال في البلدان العربية نمواً كبيراً عام 2005م، بلغ نحو 70 في المائة، وفق دراسة أجراها مركز دراسات الاقتصاد الرقمي (مدار) .. وأشارت الدراسة إلى أن سبب هذا النمو يعود إلى تزايد جاذبية الهاتف المحول بين المستهلكين، وانخفاض الأسعار وتحسُّن الخدمات بسبب المنافسة الناجمة عن تحرير الأسواق. وأظهرت الدراسة أن انتشار الهاتف المحمول في البحرين والإمارات، وصل إلى مستويات مماثلة لانتشاره في بلدان أوروبا الغربية، والبلدان الآسيوية المطلة على المحيط الهادي .. نما عدد اشتراكات الهاتف الجوال في البلدان العربية التي غطّاها التقرير (كافة البلدان ماعدا الصومال وموريتانيا وجيبوتي وجزر القمر)، من 51.19 مليون نهاية العام 2004م إلى 87.06 مليون اشتراك نهاية العام 2005م، متجاوزاً جميع التوقعات. وبلغ معدل انتشار الهاتف المحمول في البلدان العربية نحو 28 لكل 100 من السكان، حيث تراوح بين 5 في المائة (في الدولة ذات الانتشار الأدنى) وأكثر من 100 في المائة (في الدولة ذات الانتشار الأعلى).
وقال عبد القادر الكاملي، رئيس مركز دراسات الاقتصاد الرقمي (مدار): (أدى تحرير قطاع الاتصالات في العديد من البلدان العربية خلال السنوات القليلة الماضية، إلى خلق بيئة تنافسية صحية، أفضت إلى تخفيض الأسعار وتحسين الخدمات، مما وفر الهاتف المحمول لعدد أكبر من المستهلكين).
وأضاف الكاملي: (بالإضافة إلى أنّ الهاتف المحمول يمتاز من نواح عديدة على الهاتف الثابت، فقد أصبح أيضاً بديلاً عملياً للهاتف الثابت في العديد من البلدان العربية التي تعاني من نقص شديد في خدمات الهاتف الثابت سواءً من حيث التغطية الجغرافية أو تفوُّق الطلب على العرض .. وأدى ذلك إلى أن تصل أعداد الهاتف المحمول إلى عشرة أضعاف الهاتف الثابت كما هو الحال في المغرب، وهي نسبة تزيد كثيراً على ما هو سائد في البلدان المتقدمة).
يتوقع مركز دراسات الاقتصاد الرقمي أن يستمر نمو عدد اشتراكات الهاتف المحمول بنسب مرتفعة في معظم البلدان العربية خلال الأعوام المقبلة، وخاصة البلدان التي لا تزال نسبة انتشار الهاتف المحمول فيها متدنية.
تتناول هذه الدراسة - والتي هي جزء من دراسة أشمل تغطي الهاتف الثابت والإنترنت والكمبيوتر - بالتفصيل والتحليل أعداد اشتراكات الهاتف المحمول وانتشاره وتطور قطاع الاتصالات عام 2005م في كل بلد من البلدان الثمانية عشر التي يغطيها البحث.
أظهرت الدراسة أن أعلى نمو في عدد اشتراكات الهاتف المحمول عام 2005م سجل في البلدان العربية الأقل تطوراً في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، كاليمن والسودان. أما أدنى نمو فقد سجل في بعض بلدان مجلس التعاون الخليجي ذات الأسواق الناضجة .. بلغ معدل النمو في بلدان مجلس التعاون الخليجي نحو 38 في المائة عام 2005م، وبلغ نحو 86 في المائة في بلدان شمال إفريقيا (ما عدا مصر)، ونحو 83 في المائة في بلدان المشرق العربي (بما فيها مصر). وسجلت بلدان مجلس التعاون الخليجي معدلاً للانتشار فاق بكثير باقي المناطق العربية، وتلاها منطقة بلدان شمال إفريقيا، ثم المشرق العربي.ومن النتائج المهمة لهذه الدراسة، هو النمو الذي سجلته ليبيا والذي تخطى المئة في المائة عام 2005م (الأعلى بين جميع البلدان العربية). وبيّنت الدراسة أن قطاع الاتصالات في الأردن هو الأكثر تنافسية بين جميع البلدان التي غطاها التقرير، وأن معدل انتشار الهاتف المحمول في البحرين وضعها في لائحة البلدان الأولى عالمياً من حيث الانتشار.
|