Sunday 30th July,200612358العددالأحد 5 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"دوليات"

نظرة لمراسل (رويترز) من الحدود نظرة لمراسل (رويترز) من الحدود
الجنوب اللبناني مهجور في عمومه والقذائف المتبادلة تبدِّد هدوءه

* الحدود - الإسرائيلية اللبنانية - رويترز:
عند انحناءة على طريق ممهد توجد بوابة تؤدي إلى ممر من الحصى عبر حقل للكروم ويصعد تل شديد الانحدار نحو سياج علِّقت عليه لافتة تقول (قف.. أمامك حدود)، وفقاً لمراسل لرويترز زار المنطقة مؤخراً.
ومن هناك عند منتصف الطريق صعوداً على جبل مالكية الذي يبلغ ارتفاع قمته 700 متر من الممكن مشاهدة جنوب لبنان غرباً عبر الوادي وحتى بلدة بنت جبيل.. خط المواجهة في الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
ويستغرق تحديد موقعها على بعد كيلومترات قليلة من خلال الغيوم بعض الوقت لكن سرعان ما تحدد أعمدة الدخان السوداء المتصاعدة فوق البلدة من جراء الهجمات الجوية والقصف الإسرائيليين موقعها.
وتدوي المعركة حول بنت جبيل أحد معاقل حزب الله منذ عدة أيام، كما كانت البلدة مسرحاً لاشتباكات عنيفة، لا أحد يعرف بالضبط ماذا يدور ولا يمكن لأحد أن يقترب لمسافة تكفي لأن يعرف.
وقبل يومين قتل عدة جنود إسرائيليين قال حزب الله إنهم 13 لكن إسرائيل قالت إنهم تسعة في كمين نصبه حزب الله على مقربة من البلدة وهي أكبر خسارة بشرية تشهدها القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب قبل 16 يوماً.
لكن إسرائيل اعترفت بالخسارة الفادحة وعمدت بعد ذلك وتحديداً يوم الجمعة المنصرم إلى سحب عدة وحدات من بنت جبيل، وتزعم إسرائيل أنها قتلت نحو 200 من مقاتلي حزب الله إجمالاً.
والمنظر العام لجنوب لبنان الوعر، حيث تتناثر مساحات من الخضرة والأراضي المزروعة مع قمم صخرية وقرى يمكن رؤية مآذن المساجد بها يبدو من مسافة بعيدة هادئاً ومهجوراً.
لكن كل بضع دقائق يتبدد الهدوء الذي يبدو ظاهرياً عندما تطلق إسرائيل وابلاً آخر من نيران المدفعية المدوي نحو خطوط حزب الله من مواقعها على الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وتفزع أسراب الطيور في حقول الكروم على جبل مالكية فيما تدوي قذائف المدفعية فوق الرؤوس.
ومن حين لآخر يرد حزب الله بإطلاق صواريخ على الجانب الآخر من الحدود وتتصاعد سحب صغيرة من الدخان والتراب على الجانب الإسرائيلي من الحدود، حيث تسقط صواريخ الكاتيوشا التي يطلقها حزب الله. وقتلت صواريخ حزب الله التي تسبب ذعراً على نطاق واسع 18 إسرائيلياً على الأقل في شمال إسرائيل.
وفي السبعينات كانت الحدود بين إسرائيل ولبنان توصف بأنها حدود طيبة عندما كانت العلاقات قوية بين إسرائيل والمسيحيين المارونيين اللبنانيين الذين يعيشون في الجنوب، حيث كان الجانبان يعارضان الفصائل الفلسطينية المتحصنة هناك.
وتشكَّل حزب الله في الواقع في أوائل الثمانينات لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان ونال التشجيع من مؤيديه عندما أجبر إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان في عام 2000م. وفي ذلك الوقت أصبحت الحدود أقل هدوءاً بكثير، الآن توجد أسيجة ارتفاعها متران عليها لافتات بالعربية والعبرية والإنجليزية تطلب من الزائرين الابتعاد عن الحدود التي تأخذ انحناءة مفاجئة عند جبل مالكية، حيث تسير طبقاً للتضاريس.
ويزرع الإسرائيليون الأرض على طول الطريق حتى الحدود حول جبل مالكية، حيث توفر التربة والارتفاع بيئة مثالية لزراعة الكروم. وتتناثر الكيبوتزات (المستعمرات اليهودية) على طول التلال والزراعة وفيرة، ويتدفق السياح على المنطقة في الصيف.
وعلى الجانب اللبناني من الحدود فإن مساحة الأراضي المنزرعة أقل بكثير على ما يبدو ربما بسبب صعوبة ري الأراضي النائية، والذي يمكن مشاهدته غالباً هو القرى والمآذن وأعمدة الدخان.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved