رفضوا عشرات الآلاف من الدولارات لنقل مواد الإغاثة بسبب القصف
سائقو شاحنات لبنان.. عين على الطريق وأخرى إلى الفضاء

* بيروت - من توماس بيري - رويترز:
حين يقود سيارته على الطريق الساحلي في لبنان يتطلع أحمد سليماني إلى الأفق مرتقباً ظهور الطائرات الحربية الإسرائيلية وداعياً ألا تصيب النيران سيارته.
ويقول لا تعرف متى سيضربون، أصيب عدد كبير من أصدقائي من جراء القصف واستشهدوا.
أضحت الشاحنات والسيارات الفان والسيارات هدفاً يومياً للجيش الإسرائيلي في حربه ضد حزب الله مما أسفر عن مقتل العشرات على الطرق وأعاق تسليم المواد الغذائية للقرى التي تحتاج إمدادات، نجت شاحنة نسيب لسليماني من القصف الإسرائيلي بأعجوبة أثناء محاولة نقل مياه معدنية لقرية في وادي البقاع.
وقال سليماني: انفجر الصاروخ ولكني نجوت بمشيئة الله، ولكن لم يحالف الحظ آخرين ويقول سليماني الذي عادة ما كان ينقل السلع التجارية من مطار بيروت إن أربعة من أصدقائه قتلوا على الطرق.
وتقول إسرائيل انها تضرب المركبات التي تزعم أنها تحمل أسلحة لحزب الله، وزعمت متحدثة باسم الجيش أن الشاحنات المستهدفة كانت تنقل صواريخ لحزب الله بينما تنقل السيارات أسلحة صغيرة وقنابل.
كان إبراهيم خالد سائق السيارة الأجرة ينقل أسرته من جنوب لبنان حين انفجر صاروخ أمام سيارته ويقول إنه رأى ست سيارات مدمرة على جانب الطريق وتابع (كان الناس بداخلها يحترقون).
وقال إنه كان يسمع صوت الطائرة قبل حدوث الانفجار. وأضاف تسمع أصواتها ولكن لا تراها، ثم تضرب، وأحجم عدد كبير من السائقين عن العمل.
وأخفى سهيل العياش شاحنه في مرآب تحت الأرض بعد أن شاهد الطائرات الحربية تضرب الشاحنات المتوقفة.
وقال العياش: حين يرون شاحنة يضربونها، أخفيها كما أخفي ابني، أذهب لدفع رسوم المرآب ثم أجري، لا أتفقد الشاحنة ناهيك عن قيادتها.وعرضت وكالة إغاثة ألف دولار على عياش لنقل مواد غذائية لمدينة صيدا الجنوبية التي تعرضت لقصف عنيف في الحرب التي اندلعت في 12 يوليو - تموز ولكنه رفض رغم المصاعب المالية التي يمر بها نتيجة فقده مصدر دخله. وتابع أجبت بأنه أمر مستحيل، لن أخرج الشحنة، فعل زميل لي ذلك وحرقوا شاحنته وقتلوه.وتقول الأمم المتحدة إن استهداف الشاحنات التجارية إلى جانب تدمير الطرق والكباري أعاق جهود إغاثة 750 ألفاً من جراء الحرب التي سقط ضحيتها 462 قتيلاً في لبنان ومقتل 51 إسرائيلياً.
وقال روبن لودج المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي تمكنا من العثور على سائقين ولكن بعد وقت وجهد كبيرين، لا يساور القلق السائقين فحسب، بل أصحاب الشاحنات أيضاً. وقال سائق الشاحنة محمد مراد إن عشرة آلاف دولار لم تقنعه بالقيام برحلة لصيدا وأضاف (لا تعرف ماذا سيحل بك حين تقود شاحنتك).