* بيروت - هنري معمرباشي - ا ف ب:
بنظرة عسكرية إلى ما يحدث في الشرق الأوسط بوجه عام وما يحدث في لبنان بوجه خاص.. فلا مجال للتشكيك بتفوق القوة الإسرائيلية أمام الجيش اللبناني الذي أهم ما يطلب منه في الوقت الحالي المحافظة على وحدة صفوفه ونسيان ضعفه أمام التفوق العسكري الإسرائيلي الكبير.... ولو بالمحافظة على تجنب تكرار انقسامه على اساس طائفي كما حدث خلال الحرب الأهلية.
فمع أن الجيش اللبناني لم يشارك عملياً في التصدي للهجوم الإسرائيلي على لبنان منذ الثاني عشر من الشهر الجاري فقد دفع ثمناً غالياً تمثل بمقتل 28 عسكرياً ودركياً في الغارات الجوية الإسرائيلية.
يقول خبير عسكري لوكالة فرانس برس طالباً عدم الكشف عن اسمه إن القصف الجوي الإسرائيلي على مواقع للجيش اللبناني يمكن أن يفسر باحتمال وجود تواجد عسكري لحزب الله قرب الثكنات التي تعرضت للقصف، أو أن الإسرائيليين قد يكونون أرادوا تدمير رادارات للجيش لإطلاق يدهم في عمليات القصف على مواقع حزب الله.
وخير دليل على ما يقوله الخبير العسكري هو قصف الطيران الإسرائيلي ليل الاربعاء الخميس الماضيين منطقة عمشيت (40 كلم الى شمال بيروت) حيث توجد ثكنة للجيش اللبناني مستهدفاً مركزاً للاتصالات اللاسلكية.
ويعد الجيش اللبناني نحو 60 الف جندي وهو أشبه بقوة حفظ نظام منه جيشاً فعلياً إذ إن عتاده بسيط وهو لا يملك سلاحاً جوياً، ويكتفي حالياً بالقيام بأعمال حفظ الأمن. ولا مجال للمقارنة بين الجيش اللبناني وجيشي البلدين المجاورين له.. أي الجيش الإسرائيلي الذي يعد الأقوى في الشرق الأوسط. . والجيش السوري الذي يتمتع بقوة نار ضخمة رغم عتاده القديم في جزء كبير منه.
واعتبر خبير غربي أن الجيش اللبناني غير قادر على الدخول في حرب أو حتى في معارك مرشحة لتطول.
ورأى النائب في الأكثرية النيابية سمير فرنجية أن على الجيش أن يتآلف مع الوضع الصعب الحالي إلا أن الثمن مكلف.
الرئيس اللبناني إميل لحود كان قد أكد بأن الجيش اللبناني لا يستطيع مواجهة الجيش الإسرائيلي.. وقال إنه سيقوم بالدفاع عن الأرض بأفضل ما يستطيع.
كما أكد وزير الدفاع اللبناني الياس المر أن الجيش سيدافع عن الوطن في حال حصول اجتياح إسرائيلي للبنان.
وهذه التصريحات ما هي إلا لرفع معنويات الجنود اللبنانيين إلا أن مشاركة الجيش في عمليات عسكرية تستدعي وجود إعداد طويل لهذا الأمر..
حسبما يرى الخبير الاستراتيجي الياس حنا في تصريح لوكالة فرانس برس ويضيف حنا: الجيش لا يستطيع أن يتدخل على مسرح العمليات في الجنوب وعلى الحدود مع إسرائيل لأن حزب الله الموجود في هذه المنطقة أقام دفاعات تتلاءم مع نشاطه العسكري الذي يختلف عن نشاطات جيش نظامي.
وأضاف هذا الجنرال السابق أن حزب الله يملك نحو ألف مقاتل بكفاءات عالية مدعومين بنحو ثلاثة آلاف عنصر آخرين وهو رقم أقل بكثير من الرقم الذي يتم تداوله ويصل إلى أكثر من عشرة آلاف عنصر.. إلا أن المشكلة الأساسية للجيش تبقى سياسية.
ويقول الياس حنا هناك خوف من أن ينقسم الجيش في حال اتخذت الدولة قراراً يتعلق به يتناقض مع الدستور.
ذلك أن أي قرار يتعلق بالجيش يجب أن يحظى بالتوافق ما دام لبنان عبارة عن مجموعة من الطوائف والمذاهب مع العلم أن الجيش يضم في صفوفه 70% من المسلمين منهم 60% من الشيعة. وسبق أن انقسم الجيش اللبناني خلال الحرب اللبنانية بين عامي 1975 و1990 بسبب الخلافات السياسية بين الأطراف اللبنانيين.
تبقى مسألة الدور الذي سيناط بالجيش مستقبلاً خصوصاً نشره على الحدود مع إسرائيل الأمر الذي لا يزال حزب الله يرفضه في حين دعا إليه رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ويدعو إليه المجتمع الدولي.
|